إنّ للمريض واجب اجتماعي كبير على الأقرباء والأصدقاء والمعارف زيارته، وفي تلك الزيارة علاج نفسي كبير يناله المريض الذي أصبح تحت وطأة المرض إنساناً ضعيفاً ويحتاج موقف ودعم الآخرين، وأكثر ما يحتاجه رؤية الناس المحبين له وحتى من كانت له خصومة معهم فإنّ زيارتهم تشكل دافعاً معنوياً كبيراً له والإسلام يركز على تلك الزيارة ويعطيها أولوية كبيرة في أدبياته. انّ ما قاله رسول الله (ص) في الحديث القدسي "أنّ الله يعاتب المرء يوم القيامة فيقول لماذا لم تزرني فيقول العبد كيف أزورك وأنت رب العالمين فيقول الله عزّ وجلّ لو زرت فلان فيقول العبد كيف أزورك وأنت رب العالمين فيقول الله عزّ وجلّ لو زرت فلان لوجدتني عنده" ومن خلال حديث رسول الله (ص) عندما قال: "مَن يزور مريض فإنّ الآلاف من الملائكة يستغفرون له ذهاباً وإياباً".
إنّ زيارة المريض في المستشفى تعطيه الكثير من المعنويات التي يحتاجها في حالته، ولكن علينا التقيد بشروط وآداب هذه الزيارة لكي تشكل دفعاً معنوياً إيجابياً لحالة المريض.
وللزيارة أتيكيت خاص لابدّ من اتباعه بشكل دقيق وهي أن لا تكون ضيفاً ثقيلاً حيث تكون "عيادة مريض" وكما سنوضح في النقاط الآتية:
1- عدم الجلوس على سرير المريض حتى ولو دعاه هذا الأخير إلى ذلك، لأنّ أي حركة يمكن أن تسبب ألماً للمريض، لاسيّما إذا كان بجسمه إبر، أو كان قد خضع إلى جراحة.
2- الخروج فور دخول الطبيب أو الممرض إلى الغرفة، وترك المجال له ليعطي المريض حقنة أو للكشف عليه.
3- لا يجب التحدث مع المريض بأمور سلبية كالموت والحوادث، بل إطلاعه على الأخبار السعيدة والمفرحة.
4- عدم ذكر آلام الآخرين أمام المريض، فلا يجوز أن يُقال له مثلاً: "إحمد ربك أنك بصحة جيدة، فإنا أعرف شخصاً أصيب بالمرض ذاته، لكنه كان يتألم طيلة الليل ويصرخ من شدة الألم..".
5- لا يجوز إخافة المريض والتحدث عن طاقم المستشفى بطريقة سيئة، بل يجب دوماً التحدث معه بأمور إيجابية، التمني له بالشفاء العاجل.
6- لا نسأل المريض عن مرضه، فبعض الأمراض قد تكون محرجة، وقد لا يرغب في التحدث عنها. المهم التركيز على صحته وليس على المرض.
7- من غير اللائق من المريض الكشف عن مكان الجراحة، في حال خضع لعملية.
8- مراعاة الإرشادات الطبية وعدم جلب طعام من الخارج للمريض، لأنّ هذا الأخير قد يكون ممنوعاً من تناول الملح أو السكر أو البهارات أو الأكلات الدسمة.
9- عدم إيقاظ المريض في حال كان نائماً. يفضل دوماً العودة لاحقاً لزيارته أو ترك ملاحظة له.
10- المغادرة بهدوء، وإذا جاء زوار آخرون يستحسن المغادرة وإفساح المجال للذين أتوا حديثاً بالجلوس والاطمئنان على صحة المريض.
ماذا نقدم للمريض؟
من الطبيعي انّ أكثر الناس عندما تنوي زيارة مريض فإنّها تلجأ إلى حمل هدية وحسب طبيعة وثقافة كلّ إنسان فالبعض يحمل باقة زهور وآخر يحمل الفاكهة وآخر يحمل وجبة طعام وآخر يقدم مبلغاً من المال وغير ذلك من الهدايا، ولكن لنتحدث عن الذين يحملون باقة زهور فلا يحبذ جلب زهور صناعية للمريض، وإنما زهور طبيعية، لأنّ باقة الزهور الطبيعي تعني بكلّ بساطة أننا نتمنى للمريض الشفاء والخروج من المستشفى، قبل أن تذبل أوراق الزهور. كما يجب الانتباه إلى عدم جلب زهور موضوعة في قطعة من الإسفنج الأخضر، لأنّه في الليل يمكن أن يخرج منها حشرات، كما يجب ألا تكون للزهور رائحة قوية كي لا تزعج المريض. كذلك، من غير المرغوب فيه جلب نباتات كهدية لمريض، لأنّ النبات يمتص الأوكسجين ليلاً. والطعام يسبب للمريض أجواء غير طيبة وقد يكون المريض ممنوعاً من تناولها، ويعتبر أنّ أفضل هدية يمكن أن يجلبها الإنسان إلى مريض هو الكتاب. فالمريض لديه وقت فراغ كبير يمكن أن يملأه بقراءة كتاب أو جريدة، والكتاب يدخله في عالم آخر جميل وممتع ينسيه وجعه ووضعه الحالي. ويمكن أيضاً اختيار هدية يحتاجها المريض، لاسيّما إذا كان سيمكث فترة طويلة في المستشفى.
المصدر: كتاب فن الأتيكت في بناء العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق