• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ادرس خطواتك إلى هدفك

ادرس خطواتك إلى هدفك

◄لبلوغ قمة الجبل لابدّ أن تكون الخطوة التالية متقدمة على سابقتها، وفي النزول منها لابدّ أن يتحقق العكس.

ولإقامة بناية شامخة ينبغي أن نبني اللبنة الجديدة فوق اللبنة السابقة، بينما لحفر البئر ينبغي العكس..

وهذا يعني أنّ المسير إلى الهدف ليس دائماً باتجاه الأعلى، ولا باتجاه الأسفل، وإنما الذي يحدد الاتجاه الذي تسير فيه هو الهدف الذي تسعى للوصول إليه.

من هنا لابدّ أن نعرف ما الذي نريد تحقيقه، فهذه هي المسالة الرئيسية التي على أساسها تتحدد بقية الأمور، والذي لا يعرف ماذا يريد أن يحقق من هدف.

فكيف يحقق ما لا يعرفه ولا يريده؟!.

إذ لا شك أنّ فاقد الهدف يفقد الإرداة أيضاً، وفاقد الإرادة لا يملك خطة في الحياة، وفاقد الخطة سيكون بالتأكيد جزءاً من خطط الآخرين وآلة بأيديهم، ولن يتحكّم بعد ذلك بمصيره، حيث إنّ غيره هو الذي ينوب عنه في قراراته عنه في اتخاذ القرار، وليس له إلّا أن يرضخ لتلك القرارات، وحسنة كانت أم سيئة، وغالباً ما تكون تلك القرارات في غير مصلحته.

إنّ فقدان الهدف يعني فقدان محور الحياة، ومن دور المحور يكون وضع الإنسان مشتتاً في داخل نفسه، وفي تصرّفاته، وفي علاقاته مع الآخرين، مثلما الأمر في الذرة عندما تفقد نواتها، فتضطرب الإلكترونات حينئذ في حركتها، وتضل مسيرها فتصطدم وتفجر بقية الذرات.

إنّ الضياع في حركة الحياة تساوي الانفجار في حركة الزمن، والأُمم الضائعة ستصطدم يوماً ما بالأُمم الأخرى عندما سيقع الانفجار وتذهب تلك الأُمم في الريح، لا من منقذ ولا من معين.

في مثل هذه الأُمم قد تكون الحركة سريعة والنشاط عالياً، ولكن من دون تحقيق أي تقدم، لأنّ النشاط والحركة لا تنفعان أُمّة لا تعرف أهدافها في الحياة، بل قد يكون النشاط المتزايد سبباً لانهيار تلك الأُمّة.

من هنا كان تحديد الهدف أمراً أساسياً في حياة الإنسان والأُمّة، والانشغال عن ذلك خطأ فظيع، لأنّه سيفوت الفرصة على جميع الفرص على صاحبها.

فمَن أنت؟ وماذا تريد؟ أمران مترابطان، بل لا تستطيع أن تعرف مَن أنت، إذا لم تعرف ماذا تريد..

ومن دون معرفة ماذا تريد فلست أنت نفسك..

لقد خلق الله الإنسان قادراً على صنع التاريخ، وذلك بشرط أن يحدد أهدافه أوّلاً، وإلّا فإنّه إذا فقدَ الهدف فإنّه سيصبح حينئذ منفعلاً بالحياة لا فاعلاً فيها.

إنّ الفشل إنما يصيب الإنسان بسبب عدم التخطيط أو الغفلة، أو البُعد عن المنهج العلمي المبني على البصيرة، ولكي يتجنب الفشل في الحياة، ويحقق أهدافه، لابدّ له من مرشد يرشده في كلّ خطوة من خطواته. لذلك جاءت الروايات مؤكدة على مسألة الاستشارة، ففي أي خطوة يستبد فيها المرء في عمله، فإنّ الهلاك هو مصيره.

وباختصار يمكن القول إنّ النجاح يتوقف على الخطوات التالية:

أوّلاً: تحديد الهدف النهائي .

ثانياً: تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف.

ثالثاً: الاستشارة في جميع الأمور.

رابعاً: دراسة خطوات العمل بالقياس إلى الهدف.►

ارسال التعليق

Top