الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة والجرأة والاستقلالية، هم الركيزة الأولى لتشييد أواصر الحضارات البشرية ولهم الفضل في الارتقاء والتقدم الحضاري. فالشباب صفوة الحياة وربيع العمر، هي فترة متميزة في حياة الإنسان، كفرد وفي حياة المجتمع ككل. فعلى صعيد المجتمع، الشباب هم روح المجتمع، وأمل المستقبل فإذا كان جيل الشباب صالحاً، فهو يدفع المجتمع نحو الأمام ويرتقي به سلالم التقدم والإزدهار. هم أساس التغيير وقوة الدفع بعجلة التنمية لمجتمعاتهم إذا تم التوجه إلى الاهتمام الفعلي بتحقيق حاجاتهم وتنمية قدراتهم ومواجهة المشكلات التي تعترضهم.
إنّ مرحلة الشباب تمثل مرحلة تفجر الاستعدادات والطاقات الخلابة، ويتبين أهميتها حينما نعلم انّ الشاب في هذه المرحلة ممتلىء بالمشاعر الجياشة لاستقبال الفضائل، والتحلي بالأخلاق الرفيعة، كما انّه ذو استعداد جسماني ونفساني، ويتحلى بالذكاء وحس الاطلاع، إضافة إلى صفاء الضمير، ونلاحظ انّ هذه الخصوصيات تساهم ايما مساهمة في هداية الشاب إلى الطريق المستقيم وبناء شخصيته بأفضل نحو. ومن أجل أن تأخذ عواطف الشاب مسيرها الصحيح لابدّ من بذل جهود كثيفة توصل الشاب إلى مستوى علمي عال، لأنّ العقل هو بمثابة المحرك الأساسي لجميع تصرفات وسلوك الشاب، أما العواطف فإنها تتحرك ضمن الفضاء الذي يشكّله العقل.
إنّ للشباب مكانة عظيمة في المجتمع، فشباب اليوم هم رجال المستقبل الذين سيحملون مسؤولية الإسلام كاملة، فهم المعلق عليهم الآمال، فهم أمل الحاضر والمستقبل، وهم المرجو منهم للنهوض بحياة الشعوب، والابتعاد بها عن مواطن الزلل، وذلك حين يصبحون أكفاء قادرين على تحمل المسؤولية. لذلك يجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلع إلى التقدم وتحقيق القوة والعظمة لاُمّتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفز الشباب على تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرمجة المستقبل...
إنّ توعية الشباب وتعرُّفهم على القضايا المختلفة، أمر يجب الإهتمام به بشكل جاد لأن تكامل وتعمُّق معلوماتهم عن الأُمور يؤدي إلى تكوُّن رؤى واقعية لديهم، فالناس «أعداء ما جهلوا» وهذا ما يدعو إلى القول: «إنّ المعرفة تأخذ بيد الشباب إلى ساحل التبصُّر والتعقُّل».
يحتاج العالم اليوم إلى كلّ جهد منطلق وكلّ حماس ثائر وكلّ قدوة خلّاقة يبذلها الشباب في كلّ ميدان حتى يتحقق التقدم المادي والمعنوي الذي يتتطلع إليه الإنسانية في كلّ مرفق من مرافق حياته وفي كلّ ناحية من نواحيها. ولهذا فإنّ مهمة إعداد الشباب ورعايته والأخذ بيده إلى طريق تَفَهُم القيم الإنسانية في جوّ يسوده الود والاحترام المتبادل والتفاهم المثمر هي مسؤولية الدول والقائمين عليها. فالشباب وفي سياق المساهمة في المجتمع المدني بحاجة إلى شخصية تتمتع بالاحترام من لدن أنفسهم أوّلاً، ومن قبل المجتمع ثانياً، إنّ احترام الذات يبعث على بلورة المصداقية الذاتية والوجاهة الاجتماعية.
كان تركيز النبيّ (ص) على عنصر الشباب، لأنّ دور الشباب في الحياة، دور عظيم، دور الحركة والنشاط والعطاء والبناء. لذلك واجب الشباب اليوم أن يحملوا راية الحق ويتقدموا المسيرة الإيمانية بشجاعة وعزيمة صادقة، وأن يوظفوا كلّ طاقاتهم الفكرية والعملية في سبيل الله وفي خدمة الدين وبناء المجتمع الإيماني.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق