• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الضعف اللغوي عند الأطفال

الضعف اللغوي عند الأطفال
  النطق نشاط يفصح فيه الفرد عن نفسه في التوافقات العصبية التي يشترك في أدائها مركز الكلام في المخ، وتقوم هذه التوافقات بتحريك العضلات، وهي تقوم بدورها بإخراج الأصوات، أمّا الرئتان، فإنّهما تقومان بعملية تعبئة الهواء، وتنظيم اندفاعه ليمر على الأوتار الصوتية داخل الحنجرة والفم والتجويف الأنفي، وهنا تحدث التشكيلات الصوتية التي نطلق عليها اسم (الكلام).

وليست عملية النطق من العمليات البسيطة، فهي تحتاج إلى مرانٍ طويل يبدأ بولادة الطفل عندما يعبر عن حاجاته الأولية بالصراخ، ثمّ الضحك، ثمّ المناغاة، وهكذا يستمر في تجربة الكلام، حتى ينجح في إخراج الأصوات المفهومة، غير أنّ هناك أسباباً عضوية ونفسية تقف أحياناً في سبيل التقدم الكلامي للأطفال، وتحدث اختلالاً في التوافق الحركي بين أعضاء النطق مما يشكل خطراً مرضياً على صحتهم النفسية، وصحتهم الاجتماعية أيضاً.

واللجلجة عيب كلامي يتعرض له الأطفال والكبار كذلك، وأسبابها كثيرة ومعقدة، وتعود إلى علل جسمانية معينة وفي بعض الحالات وراثية، وقد تحدث نتيجة مفاجأة، أو ضربة غير متوقعة.

والعلاج بإزالة أسباب التردد والخوف وإحلال الثقة والجرأة محملهما، ومعاونة المصاب على التغلب على عيوبه بالاسترخاء الكلامي، والتمرينات الإيقاعية، وتعليم الكلام من جديد.

وقد يكون الطفل ضعيف الكلام، لا يتحدّث بصورة واضحة، الجمل التي يقولها ركيكة وغير مفهومة، وهي ظاهرة يشكو منها كثير من الأسر، ويتساءلون عن كيفية التعامل مع هذه المشكلة.

وهنا لابدّ من أشياء لكي يتعلم الطفل الكلام، كأن تكن اللغة المراد تعلمها متواجدة؛ أي: أنّ الطفل يسمعها دائماً بالإضافة إلى سلامة المراكز الحسية في الدماغ المسؤولة عن استقبال اللغة.

 

من أسباب الضعف اللغوي عند الأطفال:

أ‌)       التأخر التطوري للبيان. وينقسم إلى عدة أنواع:

-         ضعف بياني في القدرة على الكلام، مع قدرة على الفهم جيدة – وهو الأكثر شيوعاً – يتواجد بنسبة 3% إلى 10% أكثره في الأولاد من البنات، والسبب الأساس غير معروف.

-         ضعف في استقبال الكلام وفهمه.

-         ضعف في مخارج بعض الحروف.

-         ضعف السمع.

-         أمراض طيف التوحد.

-         أمراض التخلف العقلي.

تقييم الطفل ووضعه البياني والنفسي، والتشخيص المبكر مهم جدّاً في إعطاء الطفل نتائج مستقبلية جيدة؛ إذ من الضروري تهيئة الطفل بيانياً قبل دخول المرحلة الابتدائية، حتى لا تصبح معنوياته ضعيفة، ويشعر أنّه أقلّ من أقرانه.

ولذلك يحسن الاستفادة من النصائح العامة التي يقدمها الطب النفسي، كـ:

-         الحديث مع الطفل دوماً من السنة الأولى من العمر، وحتى وهو في بطن أُمّه، فمن المهم ألفة الكلام الملقى على مسامع الطفل.

-         تجنب جلوس الطفل ضعيف البيان فترات طويلة مع الناطقين بغير لسانه، فذلك يقلل من حصيلته البيانية.

-         الترديد الدائم مع الطفل أسماء الأشياء الموجودة في البيت والشارع، مع الاستعانة بالكتب الملونة، فهي تلفت نظره وتزيد حصيلته البيانية.

-         لا تتحدث مع الطفل، كما يتحدث الأطفال، بل باستعمال مفردات سهلة بسيطة وجمل واضحة.

-         الاختلاط مع الأطفال أكبر وقت ممكن.

-         الابتعاد عن النقد والاستهزاء بحديث الطفل مهما كانت درجة ضعفه، وحمايته من سخرية الأطفال وغيرهم بالتعاون مع المعلمة في المدرسة، ومع أُمّهات الأطفال الذين يلعب معهم خارج نطاق المدرسة.

-         عدم بقاء الطفل فترة طويلة أمام التلفاز صامتاً يشاهد الرسوم المتحركة، أو يجلس معه ويشرح له ما يحدث.

-         يحكي له كلّ يوم قصة، ويطلب منه محاولة إعادتها. مع تشجيعه والتفاعل معه، وهو يحكي القصة، ثمّ تعاد القصة نفسها بصورة مشتركة كلّ يوم، بحيث يسمع كلّ أسبوع قصة جديدة.

مع الانتباه إلى أنّ التغذية لها تأثير مباشر وأساسي على النمو الجسدي والفكري للطفل، ومثلما تحتاج الآلة إلى مصدر للطاقة، كي تؤدي عملها على أكمل وجه، كذلك الإنسان يحتاج إلى الغذاء كمصدر أساسي للطاقة؛ لكي ينمو ويتكامل بشكل صحيح.

وكما أنّ الآلة تحتاج إلى بنزين أو مازوت أو ما شابه، كذلك جسم الإنسان يحتاج إلى غذاء سليم تتوفر فيه البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية بشكل كافٍ ومتوازن؛ لكي ينمو بشكل سليم.

لقد أثبتت الدراسات بما لا يقبل الشك أنّ الأطفال الذين يتغذون بشكل صحيح هم أكثر صحة ونشاطاً ومقاومة للأمراض، وكذلك أكثر قدرة على التعلم واكتساب المهارات فيما بعد.

في المقابل، يعدّ سوء التغذية أحدُ الأسباب الرئيسة والأكثر شيوعاً للكثير من الأمراض الجسدية والنفسية التي تصيب الأطفال بصورة عامة.

 

الكاتب: عبدالله محمّد الدرويش

المصدر: كتاب الأطفال.. الطريق إلى المستقبل

ارسال التعليق

Top