• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

العمل التطوعي.. مبدأ خير وإيثار

عمار كاظم

العمل التطوعي.. مبدأ خير وإيثار

العمل التطوعي شكلٌ من أشكال الخدمة التي تُقدَّم للإنسانية في أيّ مكانٍ في العالم كالدول الفقيرة، ومناطق الحروب والنزاعات؛ فيتطوَّع مَن أراد وامتلك شروط الخدمة التطوعية للعمل في تلك المناطق بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية والمساعدة في نشر التعليم ومكافحة الأُميّة والفقر، ويُطلق لقب مُتطوّع على الشخص الذي نذر حياته لمساعدة الآخرين دون مقابل مادي أو معنوي وإنّما خدمة للإنسانية سواءً لأهل وطنه أم غيرهم. وأنّ الدين الإسلامي يؤكد على مبدأ التطوع، لأنّه دين لا يقوم على الفردية أو الأنانية؛ وإنّما هو دين اجتماعيٌّ أفراده يشدُّون من أزر بعضهم البعض كالبُنيان المرصوص؛ لذلك حثَّ الإسلام على العمل خارج نطاق المنفعة والمقابل وهو العمل التطوعي الذي يبتغي به فاعله وجه الله تعالى، والمثوبة والأجر منه، ثمّ مساعدة مجتمعه ومساندة أهله، أو غير أهله ممّن احتاج المساعدة من مسلمين وغيرهم. قال الله تعالى: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا) (النساء/114). الأُمّة الإسلامية أُمّة التطوع في كل ّمجال، وبالتطوع حققت كلّ المنجزات، وبالتطوع انتشر هذا الدِّين في ربوع الدنيا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج/ 77).

اليوم الدولي للمتطوعين هو احتفالية عالمية سنوية تحدث في الخامس من شهر ديسمبر من كلّ عام حددتها الأُمم المتحدة منذ عام 1985م. يحتفل بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم، ويعتبر الهدف المُعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع. وسبب الاحتفال باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحثّها على اتخاذ التدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية، وبذلك تحفّز المزيد من الناس من جميع مسالك الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم وفي الخارج على السواء. يتيح اليوم الدولي للمتطوعين الفرصة للمنظمات التي تعنى بالعمل التطوعي والمتطوعين الأفراد لتعزيز مساهماتها في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية، لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وباختصار فإنّ العمل التطوعي يشكّل بُعداً إستراتيجياً مهماً لحماية الوطن من خلال الاستعداد التلقائي لدى هؤلاء الأفراد لتلبية نداء الواجب في أي موقع كان ولمواجهة أي نوع من الكوارث التي قد تحدث.

يطلقُ مصطلح العمل التطوعي على أيّ عمل غير ربحيّ لا يرجع بعائدٍ ماديّ على أصحابه، حيث يقومُ بعض الأفراد أو المؤسسات والشركات الخاصة ببعض الأعمال في مجال مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، وتلبية احتياجاتهم، مثل: تقديم المساعدات المختلفة عند وقوع شدةٍ ما مثل الكوارث، والحروب، والزلازل، والبراكين. تشملُ الأعمال التطوعية إسعادَ الآخرين ورفع الحزن والضيق عنهم قدرَ الإمكان، وقد أصبحت هذه الأعمال من أهمّ الركائز الأساسية في كافة المجتمعات، وهي مرتبطة بالخير والعمل الصالح عند البشر، كما ساعدت تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بشكلٍ كبير على زرع العمل التطوعي في قلوب المسلمين وتشجيعهم على التآلف والتآخي، ويظهر ذلك جليّاً في العديد من الآيات القرآنية، قال تعالى: (فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ) (البقرة/ 184)، أمّا الأحاديث الشريفة التي حثت على العمل التطوعي فهي كثيرة، منها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبة، فأفضلُها قولُ لا إلهَ إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبةٌ من الإيمان».

تعليقات

  • 2020-06-09

    جلالي فاجمة

    مقال خيري فضيلي كالقيمة التي تشير لها قيمة الخير و الإثار .. بارك الله فيك

ارسال التعليق

Top