يختلف الذكاء عند الأطفال من طفل إلى آخر، فمنهم مَن يبرهن هذا الذكاء بأداء حركي متطور كالمشي مباشرة من دون المرور بمرحلة الحبو وهذا قمة في النمو العقلي الذي يحتل الأساس في النمو الحركي والحسي، ومنهم مَن يترجم الذكاء أيضاً بالأداء الحسي تبرهنه ميزة تعرف الطفل على حاسة التذوق من خلال ما تعلّمه في حياته الجنينية من مص الأصبع كبداية لالتقاط ثدي أُمه لاحقاً.
ومن هنا نؤكد أنّ لكلّ طفل ذكاءه الخاص بقدر ما يعمل على رفع مستوياته بمساعدة الأهل بقدر ما يتميز بعقلية متطورة تؤشر على مستقبله العلمي الزاهر وكلا الأمرين:
الأداء الحركي، والأداء الحسي، مرتبط بالتكامل العصبي، وأنّ وظيفته تحت تأثير ما وصل إليه الدماغ الذي يمثل أساس ملكات الذكاء الذهني والحركي الإدراكي عند الطفل.
إنّ مستوى التطور الذي بلغه الطفل سواء من حيث الذكاء الخاص بالأداء الحركي، أو الذكاء الخاص بالأداء الحسي إنما جاء كنتيجة مؤثرة على جملة مكتسبات حصل عليها من تجارب واختبارات خضع لها، وروّض عليها فهو حين يعبّر عن رغبته بالمشي ترانا نمسكه من تحت أبطيه لنقف على نتائج ما سيحصل ونراقب ردة فعله التي تأتي بخطوات واندفاعات متسارعة نحو الأمام غير متوازنة في بداياتها، ومع مرور الوقت تثبت قدماه وتصبح خطواته أكثر ثباتاً وكلّ ذلك مرتبط بأمرين منفصلين أحدهما متعلق بالطفل وما وصل إليه من استقرار وتكامل جسدي ونفسي، ومدى تحصيله للمعلومات، وهذا يختلف بين الأطفال سيما وأنّ هؤلاء بعضهم تتحرك لديه ملكة الذكاء الخاصة بالنطق قبل البعض الآخر. والأمر الثاني يتعلق بالأهل ومدى قدرتهم على توفير البيئة المناسبة لتطوير ملكات الذكاء عند الطفل تشتمل على اللعب والتعلم من اللعبة، وتأمين مناخات مستقرة داخل المنزل.
وغالباً ما تدرك المكتسبات العلمية التي حصل عليها الطفل وطورها بذكائه كتمكنه من معرفة الأرقام وتتابعها لاحقاً، فهو حتى الثالثة يخضع لاختبارات العدّ فتراه يعدّ حتى رقم ثلاثة، ثم يطورها حتى تبلغ العشرة فيما بعد.
ولابدّ من الإشارة هنا إلى أنّ كلّ الأطفال يملكون ملكات ذكاء قابلة للتطور رغم تفاوتها فيما بينهم، فالأمر لا يحتاج سوى آلية تتناسب مع قدرات كلّ طفل، وهذا مشروط أيضاً بتوفير مناخات تؤهل الطفل للإقبال على ما سيطور ذكاءه بحيث تتحول اللعبة ذات الغاية العلمية إلى نشاط ترفيهي يدخل الفرح والسرور إلى نفسه ويجعله يفرح لكلّ إنجاز ناجح ويستعد لتطبيق المزيد، ومرة تلو المرة سوف يزيد هذا الطفل شيئاً جديداً على ما أنجزته ملكاته الذهنية بدافع من الدماغ.
فالذكاء واحد عند جميع الأطفال لكن الميول والتوجهات هي التي تحدده ما يؤشر على وجود أنواع من الذكاء.
الذكاء الخلّاق.
الذكاء في فهم المجرد.
الذكاء في التأقلم مع الظروف الاجتماعية.
ذكاء البراعة اليدوية.
ذكاء الكلمات وسرعة البديهة.
ذكاء حفظ الأرقام.
ذكاء الإدراك والملاحظة السريعة.
الذكاء البصري والسمعي.
ذكاء الحركة أو اللمس.
ذكاء التحليل وسرعة الاستنتاج.
الكاتب: د. فرانسو ايتيان/ ترجمة: معصومة علامة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق