أمامي تُغرِّدُ
تَبْعَثُ في النفسِ دفئاً
تُضاحِكُ أتعابَ قلبي
تسابقني في احتضانِ الأسى
و أخيراً عرفْتُ
لماذا أكونُ أسيراً
أمامَ الحبيبةْ..
تُكَلِّمني باختصارٍ
و تمشي وراء همومي
لتَبْعَثَ فيَّ الأمانْ..
ـ ـ ـ
عَرَفْتِ مزاجي و كابَرْتُ،
أنكَرْتِ خوفي
و أنكَرْتِ حقدي
عرفْتُ لماذا،لأنِّي
كغيري من الناسِ
لا نُبْصِرُ العيْبَ
إلَّا مِنَ الخلفِ
و العيْبُ فينا..
ـ ـ ـ
و مَنْ يَقْدِرُ اليومَ
وقْفَ البغاثِ ؟
و مَنْ يَسْتطيعُ ارتداءَ
ثيابِ النقاءِ ؟
و مَنْ يُدْرِكُ العمق و العومَ
و العالَمَ المُحْتفي بالمظاهِرْ،
أراهُ، و أقْصِدُ هذا الجنونَ المحيطَ
بعنقِ الوليدِ من الموتِ
حتَّى الولادةْ..
أراهُ بخطْوةِ شيخٍ يجرُّ أساهُ
و يَحْمِلُ في داخلِ العمرِ
نزفاً و ذكرى مريرةْ..
ـ ـ ـ
لِبَعْضٍ من الوقتِ أدعوكِ،
أرجوكِ،لا تحضري قصَّة الأمسِ،
لا تجلبي دمعةً
مِنْ خوابي الزمانِ..
لبعضٍ من الوقتِ ننظُرُ في القادماتِ،
و نحكي قليلاً بغيرِ كلامٍ ،
و نَعْمَلُ مَنْهَلَ حبٍّ
بغيرِ إشارةْ..
سَمِعْتُكِ همساً تقولينَ :
هذا جنونٌ
و ليس تجارةْ..
ـ ـ ـ
أَلَمْ نتَّفِقْ في المساءِ
على كلِّ أمرٍ صغيرٍ ؟
ألمْ نَتَّفِقْ في الصباحِ
على رجْمِ كلِّ المطالبِ ؟
نأكُلُ صَبْراً و ملحا..
و نَلْتَحِفُ الحبَّ
إنْ داهمتْنا رياحُ المكائدْ..
و أيضاً على كتمِ صوتِ الصِّغارِ
و إطعامِهِمْ من بذورِ انتظارٍ
تُلَمْلِمُ خوفاً يداهِمُها
مِنْ بطونِ الرجالِ الذينَ
أطاعوا هواهُمْ..
ألمْ نَتَّفِقْ بعد هذا ؟
كلامُ المساءِ سيمحوهُ ضوءُ الصباحِ..
ـ ـ ـ
عَرَفْنا معاً كلَّ سرٍّ
و كلَّ حديثٍ يُدارُ،
هناكَ خيوطٌ،هناكَ صكوكٌ
نعمْ و هناكَ حقولٌ تفيضُ
و تجري إلى ردْهةٍ في الخفاءِ..
عرفْنا معاً كلَّ هذا
و خفْنا على ما تبقَّى لنا مِنْ هِباتِ السَّرايا.
و مِنْ أعْطِياتِ الوظيفةْ..
و نخشى على زوجةٍ و بنينَ
أقاموا الموائدَ،
لو بُحْتُ عُدْتُ كقردٍ تعرَّى،
خَسِرْتُ العشيقةَ و القَصْرَ
صرْتُ بقايا ركامٍ
تحطُّ عليه العفونةْ..
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق