والسؤال هو: كيف نحمي أنفسنا من هذا المرض، أن نؤخر إصابتنا به على أقل تقدير، وإن كنا أصبنا به.. كيف نسيطر عليه بإذن الله؟
أوّلاً: الحماية
ينبغي عمل ما يلي: 1- الاهتمام بمراقبة نسبة السكر في الدم، وعمل تحليل دوري كل فترة لا تزيد على ستة أشهر في الأحوال العادية، تناول أغذية صحية ضمن نظام غذائي ذي مستوى منخفض من الدهون والسعرات الحرارية، ومستوى مرتفع من الألياف. 2- حرق المزيد من السعرات باعتماد التمارين الرياضية المناسبة لنا بشكل مستمر، ليس ليوم أو يومين ثمّ نتوقف، لا.. ولكن بشكل مستمر وحثيث.3- تثقيف أنفسنا بكل ما يتعلق بصحة الإنسان من موضوعات، وخاصة مرض السكر، وتبني أسلوب حياة يضمن لنا الحفاظ على صحتنا، وصحة أهلينا.
ثانياً: العلاج والسيطرة
يجب أن نعي أن مرض السكري لا يأخذ إجازة أبداً، ولكنه يتطلب العناية المستمرة، فإذا ثبت لنا أننا وقعنا في براثنه، فعلينا أن نكون مستعدين لإقامة أنفسنا مع واقع جديد يتطلب منا الحرص الشديد، والتعود على ما يفرضه علينا هذا الواقع، مع التركيز على ما يلي: 1- تثقيف أنفسنا بشكل عميق بكل ما يتعلق بهذا المرض من حقائق.. أنواعه، النوع الذي أصبنا به، العلاج.. السيطرة.. إلخ. 2- الالتزام بما يحدده لنا الطبيب المعالج من تحاليل دورية وأدوية ونظم غذائية مقننة. 3- عدم التهاون مطلقاً في التعامل معه، وعدم اعتباره مرضاً بسيطاً، بل يجب أن نعي مضاعفات مرض السكري، وأن نقدر هذا الداء العضال حق قدره، وأن نؤمن بشكل مطلق.. بأن نجاتنا من مضاعفات المرض، وتمتعنا بحياة مستقرة، إنما يكون في مدى التزامنا بما يتوجب على مريض السكري أن يلتزم به.4- السيطرة التامة على مستوى السكر في الدم بدوام الفحص بدون كلل أو ملل، واتخاذ الإجراءات التي تحافظ عليه ضمن الحدود المفروضة.
· متى نسارع إلى الطبيب؟ هناك بعض الأعراض التي تفرض علينا مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن، ومنها كثرة التبول، جفاف الحلق والعطش أو الجوع الدائم، غشاوة البصر، تنمل أو وخز طفيف في الأطراف، تكرار العدوى الجلدية، بطء شفاء الجروح والكدمات، فقد تعني هذه الأعراض إصابتنا بالمرض، وقد لا تكون كذلك. نسَقَ.. ونَفَق: الآن: لنقف مع أنفسنا وقفة قصيرة.. ونتساءل: ما نسقنا في الحياة اليوم؟ شراهة في الأكل واعتباره وسيلة ترفيه وتسلية، مأكولات سريعة لا يعلم إلا الله ما بداخلها، مشروبات غازية بدون حساب.. أكل الكثير من اللحوم والأرز وإهمال الأكل الصحي المكون من الخضار والفاكهة، استخدام الكيماويات المنزلية بكثرة.. هذا للتلميع.. وكان للذباب.. وثالث للناموس، ورابع للصراصير.. وخامس لتنظيف الحمامات.. إلخ. الحرص على البقاء داخل غرف وسيارات مكيفة طوال الوقت، عدم التريض والتعرق والتنفس الصحي العميق، عدم الالتزام بعمليات الإخراج في وقتها، الجو المحيط بنا الذي ارتفعت به نسبة التلوث بشكل كبير، وهلم جرا. الكارثة الكبرى أننا نربي أبناءنا على هذا النسق نفسه الذي أثبت – بما لا يدع مجالاً لأي شك – أنّه يوردنا نفق الأمراض الخطيرة مثل داء السكري، ضغط الدم، النقرس، تصلب الشرايين، وغيرها من الأمراض التي أصبحت تصيب الأطفال والمراهقين اليوم، بعد أن كانت حكراً على البالغين وكبار السن فقط! هذا هو المصير الذي نرمي أبناءنا في غيابه ثمّ لا ينفعنا الندم؟! إنّ العاقل هو مَن يبتعد – بقدر الإمكان – عن المأكولات السريعة، وعن المشروبات التي بها غاز وسكر، وعن المعجنات والحلويات التي لا يعرف بأي نوع من الزيوت والسمن تطبخ، هو من يعود إلى تناول الخضار والفاكهة والألياف ويقلل اللحم، هو من يعود نفسه وأهله وبنيه على ممارسة الرياضة، هو الذي يرتاد الأماكن التي يقل بها التلوث، ويزداد بها الأوكسجين النقي، ويمارس التنفس العميق بها، هو من يحرص على التعرق، والتبول بقدر الإمكان.. فهما وسيلتا الجسم للتخلص مما يتراكم به من سموم، وبمعنى إجمالي: هو من يعود إلى الحياة الطبيعية التي كانت يعيشها الأقدمون. أخيراً: ارحموا أنفسهك وأهلكم، وامنعوا عن أنفسكم الأمراض.. ولا تتسببوا في وقوع أبنائكم فريسة سهلة لأمراض العصر، لا تفرحوا وأنتم تصطحبونهم إلى حيث يحملون سندويشات الهامبورجر، واصابع البطاطس المقلية، وفي يدهم عبوة كبيرة من المشروبات الغازية، لا تسمموا أبدانهم، فهذا أقصر الطرق للإصابة بمرض السكر، ومن لم يكن منكم على علم كاف بمرض السكر فعليه زيارة أحد مراكز علاج السكر، وليشاهد، وليسمع كيف يحول هذا "الحلو" حياة المريض إلى "علقم"؟مقالات ذات صلة
ارسال التعليق