• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

درس

ماهر طلبه

درس

ليست قصّة أن تستيقظ في الصباح، تنزل من فوق سريرك، تغمر السعادة روحك، لتتجه إلى الحمام، تقف تحت الماء الساخن لتغسل أحلام الليل وتعيد ترطيب شفتيك، تعدّ كوباً من الشاي، ثمّ ترتدي ملابسك التي اختارتها هي وجهزتها، وتترك قبلة صغيرة على وجهها البرئ البشوش - لا تكفي لطرد الأحلام الساكنة في عينيها - قبل أن تغادر المسكن لتذهب إلى العمل... تستمر في عملك حتى انتهاء ميعاد العمل الرسمي وتسرع عائداً إليها.

ولن تصبح قصّة إن اختلقتَ في بداية اليوم، أو منتصفه أو حتى نهايته خناقة مع سائق العربة، أو المدير أو رجل عادي في الشارع  لأي سبب من الأسباب في محاولة منك لتحريك الأحداث أو خلق «صاصبنس» وتنتظر فارغ الصبر العودة إلى البيت لكي تغسل آثار حادثتك وأنت في حضنها تحكي وتحكي.

ولن تعتبر قصّة لو تبدلت الأحداث والمشاعر فاستيقظت غاضباً مكفهر الوجه لسبب لم نعلمه ولكنّك التزمت بترتيب الأحداث السابقة، حتى تركت القبلة على وجهها - والتي كنت تتمنّى أن تطرد أحلام الليل عن عينيها لعلّها ترمي لك بكلمة - والذهاب والعودة.

لكن الأمر كلّه يتحوّل فجأة إلى قصّة يتداولها الأهل والأصدقاء حين تبحث يوماً ما عن وجهها لتترك القبلة، تلك القبلة التي تشبه باب البيت بالنسبة لك، مفتاح يوم بالنسبة لك، فلا تجدها على سريرك، فتتركها على المخدة الباردة لعلّها تعود يوماً ما فتجدها مازالت طازجة تصلح لملامسة هذا الوجه البرئ البشوش.

ارسال التعليق

Top