• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

سيد الشهور

سيد الشهور

◄شهر رمضان المبارك أفضل منطقة زمنية يمر بها الإنسان خلال العام حيث اختصه الله تعالى بالخير والفضل من بين سائر الأزمنة والأوقات، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، واختاره ليكون مهبطاً لوحيه ورسالته حيث أنزل فيه القرآن وقبل ذلك كان فيه نزول التوراة والإنجيل والزبور. ويكفي في فضل هذا الشهر ما ورد عن رسول الله (ص): "سيد الشهور شهر رمضان". وعنه (ص): "أيها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله". ولتأكيد الخاصية ولتميز هذا الشهر الكريم فرض الله صيامه على الناس ليعيشوا فيه جوّاً وبرنامجاً فريداً يساعدهم على الارتقاء لمكانة هذا الشهر ومقامه العظيم. والصوم له فوائد ومنافع عظيمة، فمن الناحية الصحية يتيح الصوم راحة فسيولوجية لأعضاء الجسم من عمليات هضم الغذاء، كما يعطي فرصة لاستهلاك المدخر منه، وطرح السموم المتراكمة فيه، وتنشيط عمليات الاستقلاب الحيوية. وعلى الصعيد النفسي، فإنّه دورة تدريبية لتربية الإنسان على التحكم في رغباته وشهواته، حيث يمتنع بقرار ذاتي عن الطعام والشراب وسائر المفطرات مع ميله إليها أو حاجته لها في بعض الأحيان. واجتماعياً: يتحسس الإنسان من خلال الصوم جوع الفقراء والمعدمين، ويشعر بمعاناتهم وحاجتهم. وروحياً: فإنّ التسامي على الرغبات والتفاعل مع الأجواء المباركة للشهر الكريم ينتج صفاءً روحياً وحيوية معنوية عالية. لكن هذه الفوائد والمنافع وأمثالها إنما تتحقق مع الوعي بها والتوجه إليها، وإتاحة الفرصة لفريضة الصوم المباركة، ولأجواء رمضان الكريمة، أن تؤدي مفعولها، وتعطي آثارها دون معوقات أو حالات مضادة مناوئة. وفي هذا الشهر المتميز على الشهور الأخرى فالعطاء أكبر والمغفرة أوسع فهو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيّام بل وساعاته أفضل الساعات هذه الأفضلية في المنظار الإلهي واضحة المعالم وسببها لأنّ هذا الشهر يحتوي فريضة الصيام أو لإنزال الكتب المقدسة فيه، المهم أنّ الله سبحانه أراد لهذا الشهر هذه الأفضلية المعطاءة.. هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامته. الله ما أجمل هذا التعبير الدقيق بالفعل إننا مدعون لضيافة الله ونحن في طريق تلبية دعوة الخالق الكريم نتساءل ألسنا نحن في كلّ الحالات في ضيافة الله فهذه النعم وهذه البركات والقدرات على الانتفاع من الطبيعة في الاستهلاك للأكل والشرب والتنفس... هل من زيادة على هذه الضيافة؟ أجل إنّها ضيافة من نوع جديد لا كما نفهم عن الضيافة نحن في الأكل والشرب والمشي على الأرض ضمن ضيافة عامة وإنما هنالك ضيافة خاصة للصائمين والمؤمنين وأكثر من ذلك جعلنا من أهل كرامة الله في هذا الشهر الكريم أما عناصر هذه الضيافة وألوان العطاء الرباني يحدثنا الرسول عنها "أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب" هذه الضيافة خارجة عن فهمنا الطبيعي إنّها إعداد جزيل للدار الآخرة التي تشكل الطموح الحقيقي للإنسان المؤمن فالأنفاس الصاعدة والنازلة – في هذا الشهر تحسب تنزيهات لله أي تسبيحات تسجل في سجلات المؤمنين تسبيحات الصائمين ولها أجرها الكبير. والنوم في هذا الشهر يحسب عبادة والعمل فيه مقبول والدعاء لنفسه أو للآخرين مستجاب.► 

ارسال التعليق

Top