يعتبر الإسلام العلم قيمة، بحيث يميّز الواجد لهذه القيمة عن غيره، يقول تعالى في القرآن الكريم: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر/ 9)، ويقول أيضاً: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه/ 114). وتؤكّد الأحاديث النبويّة ضرورة التعلّم في الصغر، باعتبار أنّه كالنقش في الحجر، وأن التعلّم في الكبر كالنقش على الماء، وما إلى هنالك من أحاديث تشدّد على ضرورة الاهتمام بالعلم.
كان المعلّم ولا يزال موضع تقدير وتكريم، ولم يختلف على ذلك أحد عبر العصور، لأنّ مهمّته هي صناعة الإنسان؛ هذه المهنة التي تعتبر من أشرف المهن وأرقاها. يعتبر يوم المعلّم مناسبةً لتكريم المعلّم في مختلف بلدان العالم. المعلِّم هو مفجِّر الطّاقات، وأداة التغيير، وقائد المستقبل، إذا ما توافرت فيه سلامة العقيدة، وغزارة العلم، ومهارة الأداء، ومنظومة القيم، ورسالية السلوك. إنّ مهنة التعليم تتطلّب قدراً كبيراً من المسؤولية، التي يجب أن يتحسّسها كلّ مَن يقدم على اختيار هذه المهنة المرتبطة إلى حدّ بعيد ببناء الأجيال وصناعة رجالات الأُمّة، مع التطوير الذاتي للمعلّم، حتى يستطيع أن يستمر في هذه المهنة، وينجح بالتالي في مهامه.
وفيما يتعلَّق بالأهداف التربوية التي يجب على المعلّم أن يسعى إليها في كلّ زمان ومكان كالآتي:
- تنمية كامل شخصية المتعلِّم، بأبعادها الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية والروحية.
- إكساب المتعلِّم المعارف والخبرات والمهارات الكافية التي تمنحه الثّقافة، والقدرة على التكيّف، ومواجهة تحدّيات المستقبل في سوق العمل وآفاق الإبداع.
إنّ من الواجب الاهتمام بالتربية والتعليم، فالتعليم يُعد محوراً أساسياً في تطور وتنمية البلدان، فالتعليم قضية فاعلة من قضايا العصر كانت ومازالت طموحاً مشروعاً من أجل بناء الإنسان المؤثر والتي تلعب دوراً مهماً في تشكيل قدرات ذلك الإنسان وتسهم في تأهيل طاقاته، بما يؤدي بالتالي إلى ازدهار حضارة البلد باتجاهاتها البنائية والوظيفية. إنّ الدور الذي يجب أن تقوم به وتفعله جميع الجهات هو توجيه وإرشاد الآباء إلى أهمية التعليم وإيضاح ثماره العملية حتى تتبلور هذه الإطروحات في عقول أبنائهم في المدارس والاهتمام والرعاية لشؤونهم العلمية. أمّا التربويون فعليهم يقع دور كبير من أجل تشويق الطلاب إلى التعلم وحثهم الشديد لهم بالانضباط في الدوام ومحاولة الترفيه عنهم حتى لا يكتسب الدرس والمدرسة ثقلاً على الطلاب ويكون مقيتاً لهم، فيسارعوا إلى إهمالها والغياب عنها متى سنحت لهم الفرصة.
لابدّ أن ينتبه أولئك التربيون إلى أنّ مرحلة البناء أكثر صعوبة وتعقيداً من العمليات الأخرى التي تليها، ولا ينسوا أنّهم مربون قبل أن يكونوا معلمين وأنّ التعليم ليس مجرد إيصال العلوم والمعارف إلى الطلاب وليس كبحاً للرغبات والميول، إنّما هو أعقد وأشمل من ذلك فهو إرشاد وتوجيه للطلبة لبذل أقصى الجهد في عملية التعلم وهذا لا يتم عن طريق القسر والجبر وإنّما عن طريق خلق مواقف تؤدي بصورة تلقائية وطبيعية إلى الترغيب بالفعاليات المفيدة. فالتدريس الصحيح.. هو الذي يفتح الأفق الجديد للبحث والترقي والإبداع من خلال الاهتمام بالمواد والموضوعات الجديرة بالدراسة وخلق ظروف ومناخ ملؤه الحب والعطف وأن يكون معتمداً على الإيحاء كأساس في ممارسة التعليم بدل الاعتماد على الإملاء والإكراه. على المعلمين الفضلاء أن لا ينسوا أنّ الأطفال أمانة الله والوطن في أعناقهم فهم مستقبل البلد وعليهم يقع الاعتماد وبهم تتحقق الأماني والأحلام فبالتعليم الجيِّد وحده نسرع في تحقيق ثمرات التحوّل كما ونحسن من صفاتها كيفاً من أجل رفعة بلدنا وازدهاره.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق