• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

نصائح للطلاب وحديثي التخرج

دايني بريك/ ترجمة: عادل منصور

نصائح للطلاب وحديثي التخرج
◄إذا كنت طالباً أو حديث التخرج من الجامعة ولديك خبرة متفرقة في العمل الجزئي، فلا ينتابك الشعور بالإحباط لأنّك تفتقر إلى الخبرة في وظيفة الدوام الكامل. وهذا أمر يدركه أصحاب العمل؛ لأنّهم يعلمون يقيناً أنّ الفرصة لم تأتك بعد لممارسة المهارات والمعرفة التي اكتسبتها للتوِّ. ومهما كان الأمر فإنّ عليك ألا تقلل من شأن الخبرة التي قد ترتبط أو لا ترتبط بالوظيفة مباشرة والتي سبق أن مارستها، ولكن أضف هذه الخبرة إلى سيرتك الذاتية لمناقشتها في أثناء مقابلاتك.

والأهم من ذلك كلّه أنّ أيّ وظيفة تقوم بها الآن أو قد مارستها وأنت طالب تمثل خبرة لك في المجال الذي عملت فيه. فمثلاً لو أنّك تخرجت من الجامعة بتقدير (جيد جداً) فبإمكانك أن تبيّن أنّك أفضل المتقدمين لو أنّك مثلاً قد عملت لمدة 20 ساعة في الأسبوع طوال فترة سنوات الجامعة الأربع كمحاسب في مكتبة الجامعة. ومع أنّ هذه الوظيفة قد لا تمت – بالطبع – بصلة مباشرة لتلك الوظيفة المتقدم لها الآن إلّا أنّ ذكر مثل هذا الأمر قد ينير الطريق أمام مَن يعقد المقابلة الذكي لمعرفة أمور أخرى.

أوّلاً: هناك بعض الصفات الأساسية للشخصية التي يمكن التخمين بها على الفور، خاصة قدرتك على الحصول على معدل جيد جدّاً في حين أنّك كنت تعمل لمدة 20 ساعة أسبوعياً، وهو ما يعني أنّك شخص منظم ومرتب استطاع أن يوفق بين جدول الدراسة والعمل الأسبوعي. وليس هذا فحسب، بل إنّ بقاءك في هذه الظيفة طوال هذه الفترة يدل على أمانة التعامل والأهلية لهذا الأمر.

ثانياً: لا شك أنّ هناك بعض المهارات المعينة التي اكتسبتها في عملك في أثناء الدراسة، وقد تكون هذه المهارات مفيدة للوظيفة الجديدة؛ كالقدرة على استخدام أجهزة الحاسب والمهارات التي تتعلق بالتعامل مع العملاء.

وقد يأخذ مَن يعقد المقابلة المتمرس هذه الأمور بعين الاعتبار وقد لا يضع لها اعتباراً إلّا أن ذكر مثل هذا الأمر لا يضر في كافة الأحوال. وإذا شعرت أنّ مَن يعقد المقابلة يتجاهل خبرتك السابقة ويركز على الجوانب المهنية والشخصية، فحاول.. أن تصف وضعك بصورة طبيعة ودون تكلف أو مبالغة.

لقد ذكرنا هنا مثال المحاسب، لأنّ كلّ مَن يعقدون المقابلات والمتقدمين من صغار السن قد لا يأخذون مثل هذه الخبرة بعين الاعتبار، من منطلق أنّها غير جديرة بالذكر لكن – وكما رأيت في المثال السابق – يجب ذكر مثل هذه الخبرة كمؤشر ينير الطريق إلى أمور أخرى.

وحيث إنّ هناك العديد من الخبرات التي يمكن اعتبارها مفيدة من قبل أصحاب العمل فإنّ عليك أن تضيف أي وظيفة قمت بها قبل ذلك، سواء عندما كنت طالباً أو مارستها في الصيف أو في أثناء فترات الراحة التي تكون بين الفصول الدراسية أو في أثناء فترات الدراسة العادية؛ حيث إنّك بذلك تبيّن لمَن يعقد معك المقابلة أنّك اخترت ممارسة العمل بدلاً من الجلوس على قارعة الطريق تحت شعاع الشمس، وآثرت أن تجمع بين الكسب المادي واكتساب الخبرات. وحتى لو أنّك قد مارست هذا الأمر من أجل الحصول على المال فمن المحتمل أن يعتبر مَن تقابل هذا الأمر مؤشراً على شخصيتك الجادة والمنضبطة.

ومن العناصر الأخرى المفيد إضافتها في السيرة الذاتية للطلاب تلك التدريبات العملية التي يتلقاها الطلاب سواء في العطلات أو في أثناء الدراسة، لأنّ كثيراً ممن يعقدون المقابلات الشخصية يدركون مدى أهمية هذه التدريبات، لهذا لا تنسَ أن تذكر مثل هذه الخبرات.

وفي حالة ممارسة الطلاب لنوع من التدريب يُعد ذلك خبرة قيِّمة وعليك أن تستغل فرصة المقابلة لبيان ما استفدته من التدريب إن وجد، وكيف أنّ ذلك قد عزز من قدراتك.

ومن الخبرات الأخرى التي يرى مَن يعقدون المقابلات أنّها قيِّمة – تلك الأنشطة اللامنهجية التي يمارسها الطلاب بعيداً عن المناهج الدراسية؛ كالنوادي والأنشطة الرياضية والأنشطة الحكومية والنوادي النسائية والجمعيات الطلابية. ومع أنّ مجرد العضوية فقط لا تُعد خبرة؛ حيث إنّ معظم الطلاب يشتركون في مثل هذه الجمعيات في أثناء سنوات الدراسة بالكلية إلّا أنّه يمكن أخذ العضوية بعين الاعتبار إذا أثبتّ أنّك قد تعلمت من هذه العضوية المزيد عن التنظيم أو الإدارة.

فمثلاً: قد لا يكون لعب كرة القدم على نطاق دولي لعامين أمراً هاماً، ولا يؤخذ بعين الاعتبار في حد ذاته، لكنّك لو كنت مسؤولاً عن تنظيم الفريق وترتيب المواعيد وطلب الملابس والكؤوس، وكان فريقك من الفرق الفائزة فسيكون لديك ما يمكن أن تتحدث عنه. ولا حاجة إلى تأكيد القول بأنّ هذا سيكون أمراً جيداً لو كانت تلك الخبرات التي اكتسبتها تتعلق بالوظيفة المتقدم إليها. وإذا كان التقديم لبرنامج تدريبي فإنّ مثل هذه الخبرات يمكن أن تكون ذات فائدة عظيمة؛ حيث إنّها تشير إلى سجل حافلة من التنظيم وتحقيق المكاسب.

يشعر العديد من الطلاب بالرهبة والخوف من عملية المقابلة في حد ذاتها، لهذا تقوم كبريات الشركات بعمل مقابلات توظيف شباب الجامعة داخل الحرم الجامعي إذا ما كان المكان ملائماً لعقد مثل هذه المقابلات؛ حيث من شأن ذلك أن يقلل من عنصري الخوف والرهبة عند الطلاب؛ لأنّهم قد تعودوا على هذا المكان من قبل. ومع كلّ ما ذكرنا حول عقد المقابلات في الحرم الجامعي فمن الضروري التعامل مع هذه المقابلات وكأنها تتم في المكتب.. فكن مستعداً.

تذكّر أنّ مَن تقابل يفهمون تماماً السبب في أنّ سيرتك الذاتية قصيرة وأنّ أسلوبها بسيط لأنّ مثل هذه الأمور لا تشكل أي مشكلة ضدك مع المتمرسين ممَن يعقدون المقابلات الشخصية.

وكثيراً ما يقع حديثو التخرج في أخطاء جسيمة من خلال المبالغة أو الكذب عند ذكر المعلومات التي تتعلق بخبراتهم ودرجاتهم والفصول الدراسية التي حصلوا عليها، تلك المعلومات التي يمكن التأكد منها حالما يتم اختيارك للعمل من خلال الاتصال بالكلية.

تجنب الشغف الزائد بالحصول على الوظيفة والادعاء بأنّك ستفعل أي شيء في سبيل الحصول عليها، وقد يكون عدم اهتمامك بالأمر من الأساليب الجيدة التي تكون في صالحك. ومهما كان الأمر فلو أنّك حددت أهداف الوظيفة التي ترغب فيها فمن المحتمل أن تحصل على ما تريد رغم أنّ ذلك قد يأخذ الكثير من الوقت والمزيد من عقد المقابلات الشخصية. استمع جيداً ولا تعطِ أي إجابة غامضة، ولا تطرح أسئلة حول الراتب ولكن اسأل عن الوظائف المتوافرة.

وأخيراً فإنّ بإمكانك أن تتجنب الوقوع في مآزق المقابلات الشخصية من خلال معرفة ما تريد أن تقوله (دون المبالغة في التدريب على ذلك) مع الأخذ في الاعتبار أهداف الوظيفة ومناقشة كافة الأمور في هدوء.►

 

المصدر: كتاب التحضير للمقابلة الشخصية 

ارسال التعليق

Top