وهو لغة الضراعة، وحقيقته: حالة نفسية أو قلبية توجد في الذليل تجاه العظيم نتيجة شعوره بالذلة والتصاغر أمامه. وهذا معنى عام، غير أنّ المتعارف لدى المتشرعة هو اختصاصه بالعلاقة مع الله سبحانه وتعالى. وهو الخشوع الحق وغيره باطل.
وهو قد يكون في العبادة بالمعنى الأخص كالصلاة. قال الله عزّ وجلّ: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون/ 2). وقد يكون في العبادة بالمعنى الأعم. أعني كل عمل صالح. قال عزّ وجلّ: (وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) (طه/ 108).
وقد يكون الخشوع في كل أحوال المؤمن أو في غالب أوقاته. قال الله عزّ وجلّ عن الزمرة الصالحة من عباده: (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء/ 90)، وقد يكون الخشوع عند النظر إلى العقوبة، لما فيها من التذلل أمام المعاقب، وأهم ذلك يكون للكفار عند نار جهنم. قال الله سبحانه: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (المعارج/ 44). وقال في الدعاء: اللّهمّ ارزقني خشوع الإيمان قبل خشوع الذل في النار.
المصدر: كتاب فقه الأخلاق (1)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق