• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لماذا تبكي العروس في ليلة زفافها؟

لماذا تبكي العروس في ليلة زفافها؟
الفستان أبيض، ناصع البياض، والورود ملونة، حديقة ألوان، وأصوات الزغاريد تملأ أفق المكان، ومع ذلك تبكي العروس في يوم زفافها.. فهل من منطق يُبرر دموع العروس في يوم عمرها؟ أم أن للفرح دموعاً لا تسيل إلا في تلك الليلة؟ يقال إن العروس تبكي في ليلة زفافها، فهل هذه المقولة صحيحة أم أنها مغلوطة، خاصة أن أيام زمان تغيرت، ولم تعد عروس القرن الـ21 كعروس الأيام الخوالي؟ لماذا تبكي العروس في ليلة زفافها؟ سؤال جدير بالطرح، ولو حمل في جعبته بعض التوقعات التي باءت بالفشل، ونحن نقوم بهذا التحقيق. فالعروس تبكي، نعم، ولكن لماذا تبكي؟ هنا كانت المفارقة التي خرج بها التحقيق، فالعروس تبكي على بكاء أمها، وعلى نظرة أبيها وعلى عيني شقيقتها الدامعتين، وهي تلاحقها أثناء زفها إلى عريسها، ولكنها لا تبكي لأنها ستتوجه إلى القفص الذهبي في تلك الليلة، فماذا كانت الآراء تجاه هذا السؤال؟   - غياب وافتقاد: "أين أنت يا ماما"؟ سؤال لم يأتِ على لسان سحر منذ زمان طويل، ولكنه اليوم أتى، في حضرة الفستان الأبيض، ردّده على مسامع القلب ليبكي ذلك القلب مطولاً. قالوا لها: "لا تبكي، العروس لا تبكي"، فاختصرت المبررات في جملة واحدة: "العروس تريد أمها، وأمي ليست معي". تعود سحر، التي فقدت والدتها قبل زفافها بعامين إلى تلك الليلة، حيث اضطرت مزينة الشعر إلى إعادة ماكياجها أكثر من مرة، من شدة ما سالت دموعها، فتقول: "لم أكن أتصور أن يتحول يوم زفافي إلى يوم بكاء، فدموعي لم تتوقف منذ أن ارتديت الفستان حتى لحظة دخولي عش الزوجية، حيث كنت أنظر إلى المدعوين بغصة وأسأل ألا تستحق أمي الحضور أكثر منهم؟". سؤال سحر، الذي "يخلو من المنطق" وباعتراف منها، كان رفيق الوقت الذي مرّ ببطء في تلك الليلة. "فكيف ليوم كهذا أن يمرَّ من دون حضور الشخص الوحيد في الكون، الذي يجب أن يمسك يدها ويلبسها الطرحة ويشرف على كل كبيرة وصغيرة في الحفل؟" كما تقول بصوت يرتجف وعين تدمع. وكيف ليوم كهذا أن يمرَّ من دون صوت أمها يوصيها ويملي على مسامعها ما تتوقعه كل فتاة قبل الانتقال إلى بيت الزوج؟ فيوم الزفاف، حسب تعبير سحر، "لا يأتي في العمر إلا مرة، وحين تكون تلك المرة من دون مشاركة الأم يكون من الطبيعي أن تبكي العروس".   - حياء: "بكاء العروس يزيدها بهجة"، بهذه العبارة تصف الحاجة فاطمة (ربة منزل) رأيها في دموع العروس في ليلتها، فالعروس كما تقول: "لا تكون عروساً من دون دموع" لأنّ الدموع بكل بساطة زينة العروس ودليل خجلها وحيائها. لهذا، تقول وبكل فخر: "ابنتي لم تتوقف عن البكاء في يوم زفافها". "الدموع في ليلة الزفاف ليست فقط علامة من علامات الخجل" كما تؤكد الحاجة فاطمة، بل هي "غصة قلب ورهبة ترافق العروس من اللحظة الأولى حتى لحظة الوداع، خاصة حين تكون محاطة بأهلها وصديقاتها وأقرب المقربين إليها، في يوم يشكل نقلة نوعية في حياتها"، مشيرة في هذا الصدد، ومن واقع تجربتها مع بكاء ابنتها إلى جزئية تعاطي أهل العروس مع تلك الدموع، والذي تراه تعاطياً "ضعيفاً وغير فعال، لأنّ الأهل والأُم على وجه الخصوص يكونون في حالة بكاء أكثر من العروس نفسها". فالأسباب التي تدفع أم العروس إلى البكاء، كما تراها الحاجة فاطمة، "لا تحتاج إلى تفسير"، إذ "يكفي" حسب قولها "أن تعود إلى البيت لتجد الضوء في غرفة ابنتها العروس مطفاً"   - عدوى بكاء: من ناحيتها، تقول إليسا (ربة منزل) التي لم يكن البكاء ليخطر في بالها أثناء التحضير لحفل زفافها: "لم أكن أعتقد أنني سأبكي"، متسائلة: "لِمَ أبكي؟ وهل ينبغي للعروس أن تبكي في يوم فرحها؟ وما المبرر الليلة من دون أن تعثر على إجابة، ولكنها في منتصف الحفل، وفي عزّ الرقص والاحتفال، بكت، أجل بكت وغرقت في دموعها، فلماذا؟ الجواب يأتي على لسان إليسا مختصراً بكلمة "ماما"، فالدموع التي سالت من عينيها كانت بسبب دموع أُمّها التي لمحتها في البداية من بعيد، ولكن عندما اقتربت منها، حين لمستها وهي تُقبلها، عجزت عن مقاومة دموعها، فبكت لتجتمع الدموع في خدين. بكاء العروس، كما تؤكد إليسا، وهي أم لابنتين: "لا يأتي من تلقاء نفسه، إنّه مرتبط ببكاء الغير، وهذا الغير لا يخرج من بوتقة الأب والأُم. لهذا لو لم تبكِ أمها، لما بكت هي، حقيقة تؤكدها وتعترف بها، خاصة بعد أن أصبحت أُماً، وبعد أن فهمت لماذا بكت أُمّها في تلك الليلة". وهي تشير إلى أنّ "الأُم التي تربي بناتها وتتعب على تربيتهنّ، وتسهر الليالي من أجلهنّ، ستبكي من دون شك، وهي تشاهد الواحدة تلو الأخرى تغادر بيتها وحضنها إلى بيت زوجها". لهذا، باتت إليسا تفهم اليوم لماذا غرقت أُمّها في الدموع، وهي تراها بالفستان الأبيض والإكليل.   - لابدّ منها: "صعبٌ مقاومة الدمعة في يوم كهذا"، جواب مختصر مفيد تُعبّر من خلاله جيهان نبيل محمد (موظفة بنك) عن وجهة نظرها في ما يخص المشاعر التي تشحن العروس وتدفعها إلى البكاء رغماً عنها، "فالدموع في ليلة الزفاف لابدّ منها". أما السبب فيعود إلى مبررات كثيرة تسوقها جيهان في ما يلي، أوّلها: "المغادرة، فترك البيت ليس بالأمر البسيط، إنّه تغير جذري في حياة الفتاة يستحق منها الوقوف والبكاء عليه، ثانياً، مشاعر الخوف التي تنتابها وهي مقبلة على المرحلة الجديدة، فالحياة الزوجية مثل العلبة المغلقة التي من الصعب تخمين ما فيها. لهذا، تخشى الفتاة على نفسها من المفاجآت وتخشى على حلمها الانكسار، إذا لم يكن محتوى العلبة قريباً من المتوقع. ثالثاً، علاقة الفتاة بشكلها يوم الزفاف، وبلون فستانها، وبكل ما يحيط بها من تفاصيل، أمور تحرك مشاعرها، وتجعلها تجد نفسها أحلى فتاة على وجه الأرض، فكما يقولون: العروس تكون مثل الجوهرة التي تبرق يوم عرسها". جيهان، التي تتذكر يوم زفافها، تعترف بأنّها بكت، وتكشف أنّه سواء أكانت دموعها للفرح أم لأشياء أخرى، فهي في النهاية دموع سالت من عينيها على مرأى الناس، كبيرهم وصغيرهم، فهي لم تتحمل دموع والدتها، وتقول في هذا الصدد: "حين رأيتها تبكي، بكيت، وشعرت بحجم الافتقاد الذي تشعر به أمي يومها، فوجدت نفسي أبكي ووجدت دموعها تزداد، ليكون البكاء هو القاسم المشترك بيننا في ليلة يصعب فيها الوصول إلى الفرح المطلق".   - حتى الغريب يبكي:  "المشاعر التي ترافق العروس وترافق أهلها والحضور في حفل زفافها، هي عبارة عن مشاعر مبهمة" حسب ما تقوله سارة ذويب (موظفة بنك)، لافتة إلى أنّه "مثلما يشعر الواحد منا بابتسامة ترتسم على شفتيه رغماً عنه، وهو يسمع ضحكة طفل، وكما يبكي الواحد منا إذا شاهد منظراً مؤلماً، فليلة الزفاف أيضاً تثير دموع كل الموجودين في تلك الليلة، بدءاً من العروس ووصولاً إلى منظِّمة الحفل". لهذا، تؤكد سارة أن "دموع العروس مبررة ومتوقعة، وما من فتاة نجت منها، حتى لو بكت في السر وبعيداً عن عيون الناس".   - سعادة: "السعادة هي العنوان الذي يتوسط موضوع الزفاف وليلة العرس، وليس البكاء على الإطلاق"، بهذه القناعة تتحدث نجلة خالد (ربة منزل) ومن صميم تجربتها، مؤكدة أنّه لم تسل من عينيها دمعة واحدة في يوم زفافها. تقولها وهي تضحك، وتستغرب من العروس التي تبكي في يوم كهذا، متسائلة: "هل تنساق العروس بالقوة والإكراه إلى عريسها؟ بالطبع لا، فلِمَ تبكي إذن وتفسد ماكياجها؟". نجلاء، التي تصف فستان الزفاف بأنّه "أحلى فستان قد ترتديه فتاة على الإطلاق"، تنطلق من لونه الذي تصفه بأنّه "لون الفرح والبهجة". تقول: "لهذا، فما من داعٍ لتبكي العروس، وكل ما حولها أبيض وبلون الربيع، إلا إذا كان الموقف العاطفي وما يفرضه من تأثير في العروس يستحق البكاء، كأن يبكي والدها أثناء وداعها، أو تفتقد غياب أحد أفراد عائلتها في ذلك الحفل، لأنّها وإذا كانت الحال كهذه، لابدّ ستبكي متأثرة بما تراه، ومفتقدة ما لا تراه".   - لا دموع ولا من يحزنون: "طبعاً، لم أبكِ"، تقول نورا ضياء (موظفة) رداً على سؤالنا، وبهذا تضع النقاط فوق الحروف، في ما يخص دموع العروس، "فمن هي تلك التي ستبكي في يوم زفافها؟". سؤال تطرحه نورا وتجيب عنه مباشرة بقولها: "إنّ الانتقال من بيت الأهل إلى بيت الزوج ليس انتقالاً من الجنة إلى النار، إنّه تغيير جغرافي لا يستحق الحزن ولا البكاء، فالعطايا التي تحصل عليها الفتاة في بيت زوجها كثيرة ورائعة ولا تقارَن بعطايا أخرى". وهنا، تشير نورا إلى أنّ "الفتاة تكون في بيت زوجها ملكة، والبيت مملكتها التي لا ينازعها فيها أحد. لهذا على العروس أن تبتهج بذلك اليوم لا أن تبكي وكأنّها بطلة فيلم هندي". تضحك نورا وهي تتذكر كيف قامت مزينة الشعر بوضع نوع من الكحل الثابت، الذي لا يتأثر بدموع العروس، مضيفة أنّه لم يكن هناك داعٍ لذلك النوع من الكحل، لأنّها لم تبكِ ولا مَن يحزنون.   - دموع الفرحة: "الدموع تسيل من عيني العروس من دون شك، ولكن لماذا الافتراض أنّها دموع حزن وغصّة ولوعة قلب؟"، بهذا تتساءَل منى وفا (موظفة) عن السبب الذي يربط الدموع بالشعور بالألم، متحدثة عن نوع آخر من الدموع، وهي دموع الفرح التي تذرفها العروس في يوم يوصف بأنّه "يوم العمر". من ناحية أخرى، تتحدث منى عن المشاعر التي تتسبب فيها المناسبة على القريب والبعيد، لافتة إلى أن كل مَن يحضر حفلات الزفاف يصاب "بغصة قلب"، وإلى أنّ "الصور تكون جميلة إلى حد إثارة المشاعر، صورة الأب وهو يمسك يد ابنته العروس ليسلمها إلى زوجها، وصورة الأُم وهي ترفع لها ذيل فستانها، وصورة الناس المتجمعين حولها، يزغردون، ويرشون عليها حبات الأرز كنوع من ممارسة تقليد معين بيوم الزفاف، فكلها صور تستثير في الحاضرين دموعهم، وتدفعهم إلى البكاء حتى لو لم تكن لهم صلة قرابة بالعروس".   - هستيريا بكاء: الدموع تسيل في ليلة الزفاف، حقيقة لا شك فيها، ولكن ما هي التي تذرفها أكثر، عينا العروس أم أُمّها؟ تقول نبيلة طه (ربة منزل): "إنّ "الدموع التي تسيل في تلك الليلة هي دموع الأُم وفي المرتبة الأولى، وكل ما عداها من دموع، لا يشكل شيئاً يذكر". وتعود نبيلة إلى ليلة زفاف ابنتها الكبيرة، فتقول: "المشاعر كانت غريبة ليلتها، فمن جهة هي ابنتي البكر وصديقتي التي لم تكن تفارقني. ومن جهة ثانية، كانت فرحة البيت الأولى، لهذا لم أتمالك نفسي من البكاء حين رأيتها بالفستان الأبيض والطرحة وباقة الزهور في يدها"، مشيرة إلى أنّ "البكاء لم يكن محصوراً في ليلة الزفاف". وتقول إنّها لم تتمالك نفسها على سبيل المثال، حين كانت ابنتها تقيس فستان زفافها عند الخياط، فالتفاصيل يومها كانت تبكيها، وكذلك عينا ابنتها عندما كانتا تلتقيان مع عينيّ، وكان ذلك اللقاء يشعل في قلبها حزناً، ما كان ينبغي الإحساس به، وهي مقبلة على زواج بكل ما تحمله الكلمة من فرح. كل شيء تضافر ضد عواطف الأُم ليلتها، بدءاً من صورة ابنتها، وهي ترتدي الفستان الأبيض، وصولاً إلى دخول العريس قاعة العرس وقطعه الشك باليقين، الذي يقول إن ابنتها ومن دون أدنى شك أو ظن أو هم ستغادر البيت. لهذا، بكت نبيلة في ليلة زفاف ابنتها الثانية كما تضيف، لم يُثر في نفسها الرغبة في البكاء كما حدث معها في أوّل مرة. والسبب كما تبرره يتلخص في المرور بتجربة الزفاف، والمرور بتجربة وداع الابنة العروس، والعودة إلى البيت من دونها، الأمر الذي هوّن عليها خوض تجربة زفاف ابنتها بأقل الدموع الممكنة.   - مراقب غريب: بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراء بكاء العروس، فهناك طرف في تلك الليلة قد لا يكون من المقربين، ولكنه يكون حاضراً ليرى، ويرصد، وحاضراً ليحمل من الحفل الكثير من الذكريات والصور التي قد يكون أكثرها صور بكاء العروس. تؤكد منة الحمامي (منظمة حفلات أعراس) ومن خلال تجربتها أنّ التحضير للزفاف "ليس إلا رحلة مليئة بمختلف المشاعر لأيّ عروس، وفي الوقت نفسه، رحلة من المشاعر لمنظِّمة الحفل نفسها لكونها قريبة من التفاصيل، وربما الأقرب من تلك التفاصيل". لهذا، فهي تجمع في ذاكرتها الكثير من المواقف التي مرت بها أثناء التحضير والتي لا يراها أحد غيرها. منة التي ترافق العروس في كل تفاصيل الحفل، تؤكد أن "من الطبيعي أن تصاب العروس بالتوتر الذي قد يدفعها إلى البكاء من دون أن تشعر، فغاية العروس في حفل زفافها أن تظهر بالصورة اللائقة. لهذا، يصيبها هذا الهم بالضغط النفسي، ويجعلها قريبة من البكاء لكونه المنفذ للتنفيس عن توترها، والمَخرج من حالتها النفسية القلقة". وتشير منة، التي تأخذ على عاتقها مهمة تحويل ليلة الزفاف إلى ليلة فرح من دون منغصات ولا هموم إلى أن "إحساس العروس بأنّها محط اهتمام ونظر المدعوين، يصيبها بالارتباك والخوف من أن تتعثر في فستانها مرة، ومرة من ألا يكون الديكور قريباً من رغبتها وتوقعها، ومرة من تحضير مائدة العشاء، ومن حلاوة طعم المأكولات المقدمة، وغيرها من التفاصيل التي تشغل بالها وتفكر فيها باستمرار". وفي سياق الحديث عن مشاعر العروس المرتبكة في تلك الليلة، تلفت منة إلى أنّ "العروس قد لا تبدو للحاضرين كما هي في حقيقة الأمر، حيث يسكنها القلق والخوف من ألا يكون حفل الزفاف كما يجب، الأمر الذي يشكل ثقلاً على مشاعرنا، فتبكي من دون أن يعرف المدعوون سبب بكائها الحقيقي". وتكشف أنها ذات مرة، وبناء على ما وجدته في أحد حفلات الزفاف "فقدت العروس أعصابها خوفاً من تأخر العريس، ومرة لغياب صنف من قائمة الطعام عن المائدة، وكلها أمثلة تؤكد أن بكاء العروس لا يكون دائماً لأسباب عاطفية". ومن ناحية أخرى، تجد منة أنّ "للأُم دوراً محورياً في تهدئة العروس، ولإثارة مشاعرها في الوقت نفسه، فإذا بكت الأُم، بكت الابنة، وإذا شعرت الأُم باضطراب، شعرت العروس باضطراب مضاعف". وتقول: "لهذا على الأُم أن تعرف أبعاد الدور الذي تقوم به، فتهدئ من مشاعر ابنتها، وتظهر أمامها بمظهر لا يعمل على إثارة مشاعرها بطريقة سلبية".   - تنفيس:

إلى ذلك، فإنّ الحديث عن بكاء العروس في ليلة زفافها يستدعي الحديث عن الأسباب التي تدفع الفتاة في ليلة كتلك إلى البكاء. فما هي دوافعها وأسبابها التي تبررها من الناحية النفسية؟ تجيب الطبيبة النفسية، د. نسرين السعدوني عن السؤال، فتقول: "تُعتبر دموع العروس في ليلة الزفاف أقل شكلاً من أشكال التعبير عن الاضطرابات الداخلية، التي تعيشها طوال الفترة السابقة لتلك الليلة، والساعات المرافقة أيضاً لحفل زفافها"، لافتة إلى أنّ "الخوف من خوض تجربة الزواج يصيبها بالخوف والقلق، الأمر الذي يجعل من الدموع رد فعل منطقياً تجاه ما يحدث وما يعتريها من مشاعر، خاصة حين ننظر إلى الموضوع برمّته على أنّه وقوف على أعتاب المجهول الذي لا تدري عنه شيئاً". وتشير د. السعدوني إلى "صعوبة الحالة النفسية التي تعيشها الفتاة في تلك الليلة، والتي تنتج عن اقترابها من لحظة المغادرة المؤلمة من بيت أهلها إلى بيت زوجها، تلك النقلة النوعية التي ستأخذها من بيت الطفولة والأحلام إلى بيت المسؤوليات والواجبات، والأدوار الجادة التي لم تكن تعيشها في السابق". هنا، تؤكد الدكتورة السعدوني أنّ "العروس في ليلة زفافها، وعلى الرغم من جمال الصورة التي يراها بها الناس، إلا أنّ الحقيقة تكون غير ذلك. فهي تمر من خلال ساعات الزفاف بالكثير من المشاعر والخواطر التي تنتابها، وهي محاطة بالمدعوين والمحتفلين بها. وفوق ذلك، عليها أن ترسم ابتسامة دائمة على شفتيها، الأمر الذي يضغط عليها نفسياً ويجعلها تلجأ إلى البكاء كطريقة من طرق التنفيس عما تشعر به".

تعليقات

  • جهاد السلمان

    موضوعكم رائع وطريقة شيقة ومؤثرة وفي نوع من التوعية لتصرف العروس والام من قبلها

ارسال التعليق

Top