• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

احتواء الخلافات من المنظور الآخر

احتواء الخلافات من المنظور الآخر

   المقصود بالمنظور الآخر هو كلّ تلك الآليات والدراسات السلوكية التي تعنى بتنفيذ وتطبيق الخطط العملية للأحكام بأجود ما يكون وبأسرع وقت ممكن مستخدمة كلّ الإمكانيات البشرية ومعتمدة على كلِّ الطاقات المخزونة في الأفراد للوصول إلى كمالهم المنشود، ومنها:

·      استخدام مهارات التخاطب وفنون الاقناع.

·      استخدام مهارات التواصل و الاتصال والتوصيل.

·      استخدام وتوظيف علوم الأخلاق، الألسنة.

·      استخدم النظريات النفسية في الطب النفسي الأسري، والصحة النفسية.

·      استخدام وتوظيف مهارات علم البرمجة العصبية.

·      استخدام وتوظيف كشوفات علم الذكاء العاطفي.

·      أخرى.

 

درجات ومراحل الخلاف والاختلاف:

يبدأ الخلاف صغيراً وسرعان ما يتنامى بفعل المثيرات الخارجية متخذا مراحل عدة، بعض هذه المثيرات من المحيط المساعد وبعضها من شخصية أحد طرفي الخلاف وبعضها من طبيعة مادة الخلاف، أما عن المراحل فهي الوسيط الفعّال، وخط زمن الخلاف، والسكة التي يسلكها الخلاف للوصول إلى منتهاه، وقد نجد فيما يلي بعض الأسباب التي تمثل عناصر مثالية لتفاقم الخلاف:

 

أسباب تفاقم الخلافات:

·      أزمة الثقة بين الأطراف.

·      انعدام لغة التواصل والتلاؤم المناسبة.

·      غياب مهارات التواصل الجسدي والمرئي والسمعي والشعوري والاجتماعي.

·      الفروق الفردية.

·      المرض النفسي.

·      الجهل بفقه الأحكام الأسرية، (الفقه النظري).

·      الجهل بتشخيص المواضيع، (الفقه التطبيقي)

·      انفجار المكبوتات النفسية.

 

الكواشف المباشرة والغير مباشرة على وجود الخلاف:

قد يلجأ الزوجان في كثير من الأحيان إلى إخفاء الخلافات بأنواعها اعتقاداً منهم بأنّ ذلك سيخفف من المشكلة أو لأسباب أخرى لها علاقة بالمستوى الاجتماعي أو الديني أو الثقافي، ويفاجآن في غمرة الأحداث بأنّ أحداً يشير أو يستشعر بوجود ذلك الخلاف فتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الخلاف تتسم بالشك في إفشاء أسرار الأسرة أو غير ذلك، ولكن دعونا ننظر إلى بعض الكواشف التي قد يغفل عنها الطرفان وتمثل حقيقة بداية التقصّي:

1-  الكواشف المباشرة:

·      حديث الزوجين أو أحدهما:

هنا قد تضيق الدائرة بأحد الطرفين فيبدأ بالسرد والتظلّم إمّا لمختصّ أو لقريب، فيتسرّب بعدها الموضوع إلى عدّة جهات في صورة شبكية دون الالتفات إلى ذلك، وغالباً ما يصل ذلك إلى أحد الطرفين من خلال إشارات المقرّبين أو لظهور ردود فعل جديدة تبعث الشك من أحدهما في الآخر بسبب القفز والاستنتاج على وجود متدخِّل في الخلاف، وهنا تبدأ أيضاً مرحلة جديدة، علاوة على الدخول في المحظورات الشرعية.

·      سلوكهما الدال:

وهنا لا نجد أثراً لحديث ولكن نرى سلوكاً رافضاً مبطناً وحتى أن تخفّى وراء صورة حضارية في التصرّفات والمعاملات، يستنتج منه المتأمل التضاد أو عدم الانسجام في النتائج أو المواقف أو التصورات. وقد تكون الطامّة أكبر إن كان الزوجان يفقدان شعورهما ويسترسلان في خلاف أو مشادّة مشينة أمام جمع من الناس أو في مكان لا يليق أن يتعرّى الطرفان فيه معنوياً، فتبدأ عمليات الاتهام والإدانة، ولك أن تتصور السامعين أو الناظرين عندها كيف سيحكمون، وكم هي المخاطر التي سوف يحدثونها من خلال إرادة التدخل دون علم منهم بجذور المشكلة، مما قد يعطي البعض منهم الحقّ لنفسه في إدانة أحد الأطراف بنيّة حسنة دون العلم بما سوف يترتّب على هذا التدخل من تداعيات.

2-  الكواشف غير المباشرة:

وهناك كواشف غير مباشرة قد لا يكون الزوجان فيها سبباً رئيسياً وقريباً ومباشرة، ولكنها قد تكون خطيرة لما لها من إيحاءات وما سوف تتركه من انطباعات عند الآخرين، فتكون تلك المنقولات أو المحكيات عنهما مسرحاً للاجتهاد والتأويل من السامعين كما يحلو لهم، ومن جهة أخرى، فإنّ هذه المحكيات سوف تثمل في فترة من الخلاف عقبات كؤودة يصعب تخطّيها بسهولةٍ ويسرٍ لِمَا لها من ظلال كالحية ووجه قبيح سوف تتجلّى به عند بعض مفاصل الحل ومن هذه الكواشف:

-         إخبار الآخرين.

كالجيران أو الأقارب أو من يعطي نفسه حقّ النقد بغير حقّ دونما رجوع إلى الضوابط الخلقية أو الدينية، أو كمن يشهد جزءاً من الخلاف أو يسمع عنه بطريقة من الطرق فيرويه بطريقته الخاصة، معطياً له بعداً قد يكون مختلفاً جدّاً عن الحقيقة.

-         انعكاس الخلاف على الذرية.

وهنا قد نلمس نوعاً آخر من القنوات الناقلة لصورة الخلافات الزوجية الداخلية وهم الأطفال، بنقلهم المباشر والبريء أو بانعكاس صورة الخلاف على شخصيّاتهم بطرق عدة، كالخوف أو البكاء أو عدم الثقة أو الشرود الذهني أو التمرّد أو غيرها من الأعراض العصبية والإكتئاب.

 

المصدر: كتاب فن احتواء الخلافات

ارسال التعليق

Top