• ٢٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كوني زوجتي

كوني زوجتي

النَّمط الكلاسيكي القديم في كون الأُم تسمع عن بنتٍ طيّبة، تُحدِّث ابنها عنها، وتذهب لتخطبها له، موضة قديمة. كذلك فإنّ نمط أن يرى الولد بنتاً من بعيد، ويبعث أهله ليخطبوها له أصبح طريقة قديمة. الشكل السائد الآن هو "قصة الحب" وإظهار رغبة في تكملة الرحلة معاً، والتخطيط للزواج بإعلان ذلك للأهل.

كلّ العالم الآن تم تلوين عواطفه من السينما. الكلّ يُريد هذه الحالة الرومانسية المتمثلة، بشكلها الكلاسيكي، في الركوع على الركبة من قبل الشاب، وتحضير الخاتم، والقول للمرأة التي يحبها: "هل تقبلين الزواج بي؟". فهذا العرض أصبح حلم كلّ بنت في العالم.

شخصياً، أنا ضد التقليد الأعمَى. فليس ما يُناسب مجتمعاً يناسب مجتمعاً آخر. ثمّ إنّ الخصوصية عند الإنسان لها لذة خاصة. إنها مسألة الهوية التي تُميّز إنساناً عن غيره. والهوية مهمة لبقاء ووجود الإنسان عاطفياً. فحتى التعبير عن العواطف له بصمة هوية. ولكن بعض الأمور لا بأس بتقليدها إن كانت فيها إضافة جميلة.

إنّ ما يفعله الشاب الغربي في حياته الواقعية، أو من خلال السينما وهو يطلب من فتاة أن تكون زوجته، فيه مقدار من الرومانسية الرائعة، ولا بأس بتقليدها. ذلك لأنّ الزواج، وكما أعرفه من خبرة مهنيّة وعلميّة، يتحول بعد فترة من شُعلة اللقاء إلى الرَّتَابَة ومشاكل الحياة. وبذلك، فإنّ مقداراً من الرومانسية والذكريات الحلوة هو الذي يجعل للزواج نكهة بقاء جيدة. نعم، الذكريات الحلوة الخاصة هي التي تجعل الزواج يبقى ومشاكله محتملة. لذا، فلا بأس بأي حركة رومانسية، ومنذ بداية الزواج، من أجل جعل الزواج يتغذى على تلك اللحظة الخاصة، والتي بدأت بكيفيّة طلب الشاب يد البنت.

ما يلي بعضٌ من تلك الصور التي رصدتها عن الشباب في الغرب، وكيف طلبوا يد البنت.

-         دعوة إلى عشاء رومانسي، ثمّ إحضار طبق حلو وفيه خاتم الخطوبة. بعض المبالغات تتمثل في وضع الخاتم داخل الكيكة وبَلعه، كما حدث في بعض الأفلام، ومع أنّ الموقف يكون كوميدياً، ولكنه قد يكون خطراً.

-         أخذ الفتاة إلى شاطئ البحر، وفجأةً تظهر فرقة موسيقية تعزف أغنية تحبها، ويقدم لها خاتم الخطوبة.

-         دعوتها إلى أمر مُفاجئ في مكان ما، وتأتي وتجد أهلها وأهله، وتُفاجأ بأنه ركع ليخطبها. وقد شاهدت فيلماً صرخت فيه الفتاة وأغمي عليها حين رأت أهله وأهلها.

-         دَقّ باب سكنها ومفاجأتها والوقت متأخر بالاتفاق مع أهلها لخطبتها.

-         الذهاب إلى مكان عملها وفي يده الورد وخاتم الخطوبة، وخطبتها أمام زملائها.

-         استغلال احتفال وتاريخ مهم: عيد زواج أمها وأبيها، عيد ميلادها، مناسبة نجاحها، وجعل مناسبة الخطوبة مع هذه المناسبة.

هناك أمور صغيرة تجعل طريقة طلب اليد رائعة وجيدة ومنها:

1-    تحضير الشاب نفسه لأي ردّ فعل من قِبل الفتاة. فليست كلّ فتاة تقول "نعم" أو تُبدي فرحة، بل تتراوح ردود الأفعال من الرفض إلى الإغماء، وكلها ردود أفعال يُفترض أن يتحضَّر لها الشاب.

2-    الأفضل أن يكون هناك شبه اتفاق مع الأهل على طريقة الطلب الرومانسي، لأخذ تبريكاتهم ورضاهم وتلافي رفض المفاجأة.

3-    كلّ طريقة يختارها الشاب يجب أن يضع في اعتباره شخصية البنت، وبناءً عليها يُحدّد الطريقة والتوقيت، والأثر الذي سيكون عليها.

4-    الشاب أيضاً يجب أن يُراعي أنّ هذه الطريقة هي الأخرى تُناسبه، وليست فقط تقليداً للآخرين أو شيئاً رآهُ في التلفزيون، وإلا فإنّه سيبدو مصطنعاً أو تهريجاً.

5-    يجب تخطيط كلّ تفاصيل الأسلوب حتى لا تُفاجأ الفتاة. فإذا اختار الشاب أن يركع في المطعم طالباً من فتاته الزواج، فإنّ المطعم يجب أن يكون مُطَّلعاً على الفكرة، لجعل الأمر يبدو مقبولاً من روّاد المطعم.

6-    صحيح أنّ حركة تقديم الخاتم بالركوع على الركبة تُعتبر أمراً مُتميّزاً، ولكن معه يجب أن تكون هناك كلمات مُنتقاة تم التدرُّب عليها لتكون كلّ الحالة حالة رومانسية.

·      بقي أن أقول إنّ أحد أساليبي في علاج فتور العلاقة الحميمة بين الأزواج، هو إرجاعهم إلى طلب الزواج. فهناك حالة انتشاء في العقل تُغيِّر كيميائية الجسم كلما تذكر الإنسان تلك الذكرى الخاصة، حيث يدب دفء ورغبة عاليان، وإن كانت مجرد ذكرى لحدث قديم، ذلك لأنّ المخ لا يُميّز كثيراً بين ما سبق وما هو حالي.

وحَبَّذا لو تَقدَّم الرجل لزوجته مرّةً ثانية لخطبتها بعد عُمر من الزواج.

ارسال التعليق

Top