• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

صفات تتمنى المرأة وجودها في زوجها

صفات تتمنى المرأة وجودها في زوجها

الاقتصاد والترتيب والهدوء والمجاملة وغيرها...

كيف تتعامل المرأة مع الصفات التي تتمنى أن يتمتَّع بها زوجها، إلا أنّها تكتشف أنّها غير موجودة فيه؟ هل تطالبه بها أم تتكيف مع غيابها أم تسقطها من فكرها؟ وأين الزوج من هذا كلّه؟

كثيرة هي الصفات التي تحاول المرأة أن تتغنى بها في زوجها، لكنها تتحسر على غيابها وتنتقد وتتعذب وتعاني. إذن قد يكون هوى الرجل في الشخصية والسلوك، غير هوى المرأة في الطموح إلى شريك كامل الأوصاف والصفات. وفي الواقع، أنّ ثمة كثيراً من النساء اللواتي ترغب الواحدة منهنّ في هندسة سلوك زوجها على مقاس طموحاتها، بحيث تضع عناوين للصفات، مثل: الرجولة والإخلاص والكرم. وهناك أيضاً تلك التي تتوق إلى زوج يتقن لغة تعبير تدغدغ مشاعرها، أو إلى زوج يصون لسانه لإبعاد الحسد عن بيتها وإلى ما هنالك من صفات قد لا يكون الرجل بعيداً عنها. وحتى إن كان بعيداً، فهو يفهمها تماماً ويدرك حاجة زوجته لها ولأهمية وجودها في شخصه. من هنا، ما الصفة التي تسعى إليها المرأة في زوجها؟ ولماذا؟ وهل الرجل على استعداد لتغيير سلوكه إكراماً لزوجته وإرضاءً لها؟

 

لا يجامل:

لا تبدي هناء محمود (متزوجة منذ 10 أعوام ولديها ولد وحيد) أي رغبة في الرد على الموضوع، ولكنها تعلق مترددة: "هل سمعتم بالمثل القائل: "قلبي من الحامض لاوي؟". وتضيف: "أنا هكذا في ما يتعلق بتمني تغيير صفة من صفات زوجي، ولكن ما باليد حيلة". تهم هناء بالمغادرة ولكننا نستوقفها مصرين على الحصول على تعليقها، فتنصاع محرجة وتبوح: "أتمنى لو كان زوجي إنساناً مجاملاً يجيد اختيار كلماته وعباراته قبل أن ينطق بها، إلا أنّه عكس ذلك تماماً". تصمت هناء وكأنها شعرت بإحراج مما تقول، بينما هي تكمل بوحها: "إنّ زوجي إنسان رائع وهو ناجح جدّاً في عمله، ولكن عندما يتعلق الأمر بدائرة علاقاتنا الاجتماعية فإنّه يعاني مشكلة ما، فهو لا يجيد أبسط قواعد المجاملة. إنّه صريح إلى حد الاستفزاز، والمشكلة أنّه لا يلاحظ وقع كلماته القاسية على الآخرين، ولامقدار الانزعاج الذي يشعرون به بسبب تعليقاته التي تغيب عنها مفردات المجاملة". وتضيف "حاولت كثيراً أن ألفت نظره ولكن من دون جدوى".

 

استسلام:

تضرب عايدة القاضي كفاً بكف معلنةً الاستسلام في هذا الموضوع، ذلك أنّ خبرة 12 عاماً من زواج فاشل، تبدو كفيلة بالخروج باستنتاج عريض، مفاده، وعلى حد زعمها أنّه "لا يمكن تغيير الرجل، ولذلك، على الزوجة أن تأخذه على ما هو عليه من صفات، أو تتركه وتُخرجه من حياتها إلى الأبد".

تشير عايدة وهي أم لـ6 أولاد إلى أنّ "على الفتاة أن تبحث عن صفات كثيرة في الرجل قبل أن ترتبط به، وليس بعد حصول ذلك". وتقول: "أهم هذه الصفات بحسب خبرتي الشخصية، الإخلاص والأخلاق الحميدة". وتضيف: "أما ما تبقى من صفات فهي كماليات ليست بأهمية التي ذكرتها". وتتابع عايدة كلامها لافتة إلى أنّ "هناك من النساء من تنظر إلى الثري مسقطة من حساباتها أهمية الأخلاق الحميدة، ولتلك أقول إنّ أموال مثل هذا الرجل لن تفيدها بشيء، ذلك لأنّه إذا كان خائناً وخبيثاً معها، لن تستطيع العيش معه".

 

اقتصاد:

جلّ ما تطلب شادية السيد (تربوية، متزوجة منذ 20 عاماً ولديها ولدان) أن يكون متوافراً في زوجها هو "التوقف عن تبذير أمواله والاقتصاد قليلاً"، تكبر ابتسامة شادية وهي توضح كلامها قائلة: "زوجي من النوع الذي يتجاوز حدوده في صرف المال، في حين أنني أجد أنّه من الضروري جدّاً في أيامنا هذه، اعتماد الحكمة والمنطق في التدبير والإدخار، لذا تراني أواظب على لفت نظره إلى هذا الأمر، لعلّي أنجح في إقناعه في يوم من الأيّام". وعلى الرغم من انقضاء سنين الزواج الـ20، إلا أنّ شادية مازالت تأمل خيراً وتقول: "يحتاج الزواج لكي يستمر ويبقى، إلى الصبر والنضج في التعامل مع الشريك". وتختم: "أعرف أنّ الأمر ليس سهلاً على النساء، ولكنه في رأيي الأسلوب الأنجع".

 

لا يدخر:

"الصفة في الرجل لا يمكن للمرأة أن تضعها، فإمّا تجدها أو العكس". قناعة تخرج على لسان سناء محمّد (مندوبة إعلانات، متزوجة منذ 3 أعوام) تعبر من خلالها عن وجهة نظرها، "زوجي لا يدخر قرشاً للغد"، عبارات تتلفظ بها سناء بسرعة ومن دون تفكير قبل أن تفسر ما نطقت به قائلة: "لم أدرك وجود هذه الصفة فيه قبل زواجنا، أو لعلي أدركت، لكني تصورت أنّ مسؤولية الزواج والإنجاب كفيلة بجعله يعيد حساباته وأن يحسب حساباً للزمن والمستقبل". تتابع سناء بنبرة تنم عن استسلام واضح: "لكن، يبدو أني كنت واهمة، فهو لا يكف عن ترداد مقولة: "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" والعمل بها". وتضيف: "الآن، وبعد مضي 3 سنوات على زواجنا، رزقنا خلالها بطفلين توأمين، إلا أنّ محاولاتي المستميتة معه من أجل الشروع في إدخار أي مبلغ من أجل الأولاد، تذهب دائماً أدراج الرياح". لا تنتظر سناء سؤالاً آخر، فها هي تستمر في تعليقها بنبرة حزينة، تقول: "أقسم بالله إنني حاولت تغييره، سعيت إلى كلِّ الطرق والأساليب، ولكنني لم أفلح في مسعاي. لم أتغلب على صفته هذه، ويبدو أني سوف أبقى مدى الحياة أتمنى وأحلم بصفة أخرى تكلل شخصيته وتحوله إلى رجل مقتصد ومدبر".

 

لغة للتعبير:

"أن يعبر لي زوجي عن مشاعره تجاهي وعن رأيه في الأمور التي أقوم بها، هو أقصى طموحاتي". من دون ترد، تسارع ليلى دودار (سيدة أعمال، متزوجة منذ 15 عاماً ولديها ولدان) إلى التعليق على الفكرة موضوع التحقيق بهذه العبارة. تقول: "زوجي من النوع الذي لا يُبدي أي ملاحظات أو انفعالات أو ردود أفعال تجاه فستان جميل أرتديه أو تسريحة شعر جذابة، أو طبق شهي ولذيذ حضرته له. وأنا أتمنى لو كان يعبر لي عن رأيه في كلِّ ما يتعلق بي شخصياً". "غالباً ما أبقى في حالة تأهب، أحاول بجهد قراءة ما يفكر فيه، لأستشف بعضاً من حقيقة ما يفكر فيه تجاه حالة أو موضوع ما". تكمل ليلى ملاحظة، وتقول: "لقد كلمته في الأمر آلاف المرات، وهو دائماً يرد عليَّ بدبلوماسية، ويعدني بأنّه في المرات المقبلة، سوف يبدي رأيه ويشيد بما يراه جميلاً. وبالفعل، أراه يلتزم بوعده ليومين على الأكثر، ثمّ يعود إلى عهده السابق".

"لقد اعتدت عليه"، تضيف ليلى وتعقب: "صحيح أنني كنت أغتاظ من سلوكه في بداية زواجنا، ولكنني اليوم وبعد عشرتنا الطويلة، بتّ أفهم طبعه جيداً وأتفهمه، ولم أعد أعتبر افتقاره للغة التعبير سلبية كبيرة.. إنها فقط طبيعته".

 

ترتيب:

من جهته، يقول أحمد الساهر (مهندس، متزوج منذ 4 أعوام ولديه ابنة وحيدة): "تتهمني زوجتي بأنني رجل غير منظم. هي تكرر هذه العبارة على مسمعيّ مع كلّ شاردة وواردة. لذا، فهي تتمنى لو أنّ صفات، مثل الترتيب والنظام، موجودة لديّ". إقرار أحمد بالعلة التي تراها زوجته فيه لا يعني بالضرورة أنّه يوافقها الرأي. فها هو يفسر الحكاية قائلاً: "على عكس ما تراه زوجتي، أنا لا أعاني مشكلة ما مع النظام والترتيب في حياتي العملية، فأنا ناجح جدّاً في عملي، وحياتي تسير على ما يرام، ولا أعتقد أنني عانيت يوماً بسبب الأوراق المكدسة فوق مكتبي، أو سبب عدم احتفاظي بالفواتير القديمة". وفي ضوء هذه المعطيات يُعلن أحمد: "استناداً إلى ما ذكرت، أنا لا أعير اتهامات زوجتي اهتماماً، وأتركها تُطلق أحكامها بحرية، لأنّ الأمر لا يمسني في الصميم".

 

بساطة:

قد يفقه جورج فريج توق زوجته إلى صفة غير موجودة فيه، ولكنه يدرك "أنّ الموضوع كلّه يرتبط بطبع المرء وطبيعته". يتنهد جورج مبتسماً قبل أن يعترف: "أمتاز بشخصية معقدة وأتمسك بالدقة في كلِّ الأمور، في حين ترغب زوجتي لو كنت أكثر بساطة وأكثر سلاسة في التعامل على جميع الصعد". ولأنّ تعقيدات شخصية جورج، وبحسب اعترافه: "تعقد حياة زوجتي". تراه يعترف: "لقد صارحتني زوجتي بالموضوع وطلبت مني اعتماد البساطة في السلوك والتصرف، ولا أنكر أنني أحاول مسايرتها في هذا الأمر بين الحين والآخر، إلا أنّ هذه المسألة لا تنجح دائماً".

 

كتمان:

إلى ذلك، يبدو أنّ تمنيات زوجة وليد زيدان (صاحب شركة، متزوج منذ 17 عاماً ولديه ولدان) تصبّ في إتجاه آخر، إذ إنّه يبادر إلى القول: "تتمنى زوجتي أن توجد في طبعي صفة مهمة جدّاً بالنسبة إليها وهي صفة الكتمان". يهز وليد رأسه لا شعورياً، وكأنّه يرفض مجرد التفكير في رغبة زوجته، ويعود ليعلق: "يا ليتني أستطيع اعتماد فعل الكتمان. فللأسف، لا أستطيع أن أطلق العنان للساني في التعليق على كلِّ الأمور، وإبداء الملاحظات، والتغني ببعض الإنجازات التي تحصل معي، الأمر الذي يثير حفيظتها".

"هي تخاف على بيتنا وأسرتنا من الغيرة والحسد"، يتابع وليد موضحاً، ويضيف: "لذا، تراها تصر عليّ بضرورة التوقف عن الثرثرة في العمل أو الأمور الجميلة التي تحصل معنا". ويختم: "أحاول أحياناً أن أجاريها لكي لا تزعل مني، ولكني لا أجد نفسي كتوماً إلى الحد الذين تتمناه هي".

 

أكشن:

"رغبات الزوجات أوامر"، قول لا يعني شيئاً بالنسبة إلى عصام الريماوي (مدير محاسبة، متزوج منذ 8 أعوام ولديه 4 أولاد)، بحيث يبدو عصام أنّه بطريقة غير مباشرة، يدفع زوجته إلى عدم تعليق أمالها عليه، يقول: "أنا هادئ ومسالم بطبعي، وهو أمر لا تستسيغه زوجتي في المطلق، وترغب بشدة لو كنت أكثر انفعالية وحماسة تجاه الأمور" ويضيف: "باختصار، هي تريد المزيد من الـ"أكشن" في سلوكي وتصرفاتي". ويبدو أنّ الرغبة في ارتفاع سخونة سلوك عصام الواردة من طرف شريكة عمره، تقابلها في الإتجاه المعاكس، وبحسب تأكيد صاحب العلاقة: "قناعة تامة بالمحافظة على الهدوء"، حيث يعلق عصام خاتماً كلامه بالقول: "لست ضد رغبة زوجتي، ولكنه طبعي، ويبدو أنني غير مستعد بعد لتغييره".

 

متخاذل وعصبي:

في رأي آخر، يقول يوسف حسين (موظف متقاعد، متزوج منذ 35 عاماً ولديه 3 أولاد): "تتمنى زوجتي لو كنت هادئ الطبع والبال، في حين أنني عكس ذلك تماماً، أي أنني عصبي المزاج إلى حدٍّ لا يحتمل".

يشرد يوسف بأفكاره يبحث عن سبب لسلوكه، ومن ثمّ يتمتم بصوت منخفض: "أعرف ما الذي أوصلني إلى هذه الحالة، إنّها ظروف الحياة الصعبة التي يمكن أن يتعرض لها أي إنسان". يسكت يوسف عن اعترافه، فنسأله الحديث عن ظروفه إلا أنّه يكتفي بالرد: ".. للأسف فإنّ على زوجتي أن تحتمل طباعي هذه، لأنّه ليس بمقدوري التحكم فيها".

 

الصدق:

هي لم تتزوج بعد، ولا تملك خبرة الذين دخلوا معركة الزواج، لكنها تصر على إبداء رأيها في الموضوع قائلةً: "إنّ الصفة الوحيدة التي أرغب في أن تكون في زوجي المستقبلي هي الصدق". تعرف ياسمين النوبي (موظفة) ما تريده في الرجل. ولذلك، تراها تشدد على أنّ "الصدق من شيم الرجل الحقيقي والمستحق للاحترام". وتضيف: "لا أدري كيف أتصرف لو تزوجت برجل كاذب أو يلفق الأكاذيب ويخدعني؟ قد أتحول إلى مخادعة مثله أو أرحل عنه. ففي قاموسي، إنّ العلاقة الزوجية تقوم على الصراحة المتبادلة بين الشريكين، وعدا ذلك هو باطل وزائف".

 

تحويل السلوك:

في سياق تعليقه على الموضوع، يقول مستشار العلاقات الزوجية الدكتور عبدالله الأنصاري: "إنّ الإنسان بطبعه، ينشد الكمال في موضوع الصفات. لذا، قد يكون على المرأة، التي يرتبط جزء كبير من هذه المسألة بفكرها، أن تعتمد في تعاملها مع زوجها ثلاث استراتيجيات، وهي: أوّلاً، أن تُخفض نسبة التوقع لديها تجاه صفات زوجها، أي ألا تُبالغ في رفع هذه التوقعات. ثانياً: عليها ألا تجري مقارنة بين زوجها وزوج أخرى، لأنّها لو فعلت سوف تتعب. أما الاستراتيجية الثالثة، فتقوم على الوعي بأنّ الصفات مكتسبة، وهذا يعني أنّها تستطيع تحويل سلوك زوجها، أو إكسابه الصفات التي ترغب فيها من خلال برنامج سلوكي فكري خلال فترة زمنية معينة". ويضيف: "حتى الصفات الشكلية يمكن اكتسابها، مثل تخفيض الوزن أو تجميل الوجه وما شابه". ويتابع د. عبدالله الأنصاري كلامه قائلاً: "إنّ الإنسان يعرف الصفة السلبية فيه، ويكرهها مثلما يكره أن يصفه أحدهم بها. فإذا خان، نراه يشعر بالذنب، لأنّ الشعور بالذنب يترافق مع الفعل المشين الذي يرتكبه، لكنه يرفض أن يصفه أحدهم بالخائن. في حين أنّه ربّما لا يشعر بالذنب مع صفات أخرى مثل البخل، لأنّه لا يعترف بها ولا يشعر بالذنب مع صفات أخرى مثل البخل، لأنّه لا يعترف بها ولا يشعر بأنها موجودة فيه، وعلى الرغم من ذلك نجده في هذه الحالة أيضاً، لا يقبل أن يوصف بالبخيل". ويتوجه د. الأنصاري إلى المرأة قائلاً: "يمكن للمرأة أن تغير في سلوك شريكها، شرط أن تختار المكان المناسب (ليس أمام الناس) والوقت المناسب (ليس خلال وقت راحته). أما أسلوبها، فهو الذي يلعب الدور الأكبر في هذا الموضوع". ولا يخفي الدكتور الأنصاري "وجود مشكلات كثيرة من هذا النوع"، كاشفاً "أن أكثرها تكراراً هي صفة لامبالاة الزوج التي تكرهها الزوجة بشدة، ذلك أنّ شريكها يرمي مسؤولية البيت ومن فيه على ظهرها". ويقول: "لحل هذا النوع من المشكلات القائم بين الأزواج، نقوم بتوجيه المرأة لنمكنها من توصيل المعلومة التي تريدها إلى الزوج بأسلوب راقٍ وصحيح". ويضيف: "نحن نوجه المرأة لكي تنجح في التعامل مع صفات زوجها، وتغيير سلوكه من خلال برنامج عملي". "تقبل الرجل تغيير سلوكه ليرضي نفسه أوّلاً"، يعلق د. الأنصاري متابعاً، ويقول: "بالتالي، لابدّ أن يصب هذا التغيير في مصلحة الزوجة، ويأتي إكراماً لرغباتها". ويوضح: "تجدر الإشارة إلى أنّ نسبة التغيير في السلوك تتفاوت بين شخص وآخر. لذا، أشرت سابقاً إلى عدم إجراء مقارنة بين زوجين، بسبب تفاوت الفروق الفردية بين البشر".

 

ضمانات:

من ناحيته، يرى الطبيب النفسي الدكتور طلعت مطر "أنّ موضوع الصفات التي ترغب المرأة في وجوها في زوجها، يعتمد على العلاقة القائمة بينها وبينه. ولو كانت تحبه بالفعل، فسوف تحبه سواء كان كاملاً أم ناقصاً، لأنّ عين المحب لا ترى العيوب". وبهذه المناسبة، يلفت د. مطر إلى "ضرورة الانتباه إلى أنّ الإنسان هو في الأساس غير كامل". ويقول: "انطلاقاً من هذه الحقيقة، يجب على المرأة أن تعي أنها تزوجت رجلاً طبيعياً، لديه عيوبه ومشكلاته تماماً مثلما هي لديها عيوبها ومشكلاتها. فلتُخرج من فكرها رسم الزوج الكامل، لكونه غير موجود إلا في الأحلام". ويتابع: "حين تدرك المرأة هذه الحقيقة، سوف تتعامل بنجاح مع الأمر، وتسلك بحياتها الزوجية إلى بر الأمان". "أما إذا فعلت الزوجة عكس ذلك، وفبركت لزوجها صفات تحلم بها، فهي من دون شك ستتعب نفسياً في حياتها الزوجية"، يكمل د. مطر موضحاً: "كلنا نعرف أنّ الحب يتوارى مع الأيّام، ويحل مكانه نوع آخر من الحب، فتنقشع عيوب لم تكن عين الشغف تراها". ويضيف: "بناء على هذا الواقع، المطلوب من المرأة ألا تنظر إلى المسألة بعين الأنانية، بل أن ترى نفسها كياناً يكمل شخصية الرجل الذي تزوجته". ويضيف: "من واجبها أن تساعد زوجها وتغير في سلوكه، بدلاً من أن تدمر حياتها وتقضي على أولادها". ولكن، ماذا عند مطالبة المرأة زوجها بصفات محددة؟ هنا، يتوقف د. طلعت مطر ملاحظاً "إنّ هناك من الرجال من يحترم مثل هذه المطالبة، وهناك من يتحول بسببها إلى زوج مختلف عن الذي كان عليه". ويضيف: "لذا، يجب على المرأة ألا تبوح بعيوب زوجها وبصفاته السلبية، إلا بعد أن تطمئن إلى ضمانات تكفل استيعابه للحقيقة، كما عليها أن تطالبه بما ترغب فيه، بدبلوماسية كبيرة". ما تقدم، هو بمثابة ملاحظات يؤكد د. مطر "أهميتها"، مشدداً على أنّه "إذاشعر الرجل بأن زوجته تضغط عليه، فمن المرجح أن يتحول إلى رجل عدائي، ويقوم بإسقاط العيوب عليها، وقد يطلقها، أو ينطلق في البحث عن أخرى لا تبحث عن مواصفات غير موجودة فيه". ويختم د. مطر كلامه قائلاً: "يتوقف موضوع تغيير السلوك في الرجل على شخصيته". ويضيف: "صحيح أنّ من حقّ المرأة أن تتمنى صفات محددة في زوجها، ولكن أمر اعتماد هذه الصفات يتوقف على مدى اقتناع الزوج بها، من دون أن ننسى أهمية عدم كونه أنانياً، ومدى حبه وتقديره لزوجته ورغباتها".

 

ارسال التعليق

Top