• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المشاركة الزوجية

المشاركة الزوجية
   الحياة الزوجية، هي اتحاد كامل في كلِّ المجالات، يستمر طيلة الحياة حيث يتم تقاسم هذه الحياة بحلاوتها ومرارتها، وتقوم هذه المشاركة على مبدأ يؤمن به الطرفان بنفس الحماس، ويتفقان على تطبيقه، وبالرغم من أنّ لكلِّ فريق أحاسيسه التي تعود إلى طبيعة جنسه (ذكورة، أنوثة) فهناك أحاسيس متداخلة مشتركة بين الفريقين، ليست هي سمات ذكرية خالصة، ولا هي أنثوية خالصة.

من النساء من يرغبن في أن يسيطر عليهنّ الرجل ويعتبرن ذلك جزءاً مهماً من أنوثتهنّ، وبعض النسوة يفاخرن بخضوعهم لأزواجهنّ خضوعاً مطلقاً وتاماً في حين تطالب نساء أخريات بالمساواة أو المساندة من الرجل، لا بالتبعية المطلقة التي تذهب بشخصيتهنّ على حد تعبيرهنّ. والحقيقة "أنّ المرأة تعرف أنها بحاجة إلى الرجل، إلى قوته، وإلى ثباته، ولكن تريد أن يكون الرجل في حاجة إلى وداعتها ورقَّتها وهذا حق".

والمرأة بشكل عام، عاطفية، خيالية، سريعة التأثر، تقلق كثيراً لأيّة حادثة تصيبها، باستثناء القلة من النساء اللاتي أوتين مقدرة على مواجهة الأزمات، وأعطين الحكمة في طريق معالجتها؛ وكلّ شيء يؤثر في المرأة تأثيراً عظيماً وعميقاً، وربما يعود ذلك إلى بنيانها الفسيولوجي.

وإذا كانت الفروقات الفسيولوجية والنفسية قائمة – وهذا أمر طبيعي – بين الزوجين فإنّهما متحدان ومكملات الواحد منهما للآخر، وليست هناك وحدة، إلّا إذا كان هناك مساواة واحترام متبادل؛ والأسرة لا تستطيع تأدية مسؤوليتها إلّا إذا كان الانسجام قائماً بين أفرادها.

ويمكن أن تعزى أكثر الخلافات بين الزوجين إلى عدم فهم الزوجة لطبيعة زوجها وبالأخص لطبيعة عمله، وما يلاقيه من تعب وجهد جسدي ونفسي، ومسؤولياته تجاه رؤسائه ومرؤوسيه، ذلك يجعله يعود إلى بيته منهكاً يبتغي الراحة والخلود للسكينة، لاستعادة الطاقة التي فُقد مخزونها أثناء النهار فتواجهه مشكلات جديدة في البيت هو غير مستعد لمواجهتها وحلها؛ وتعوزه القدرة على الاحتمال والثبات أمام هذه المشكلات الإضافية الجديدة، فينعكس ذلك على سلوكه الذي غالباً ما يتمثل في ثورة عصبية عاصفة، تصل في أحيان كثيرة إلى درجة الصياح بصوت عالٍ والضرب، ومغادرة المنزل.

والتعبير عن الغضب يختلف بين رجل وآخر باختلاف الثقافة، واختلاف الجهاز العصبي، والقدرة أو عدم القدرة على التحمُّل وضبط النفس؛ والمرأة الحكيمة الصالحة هي التي تعمل دائماً لخلق أفضل الأجواء النفسية والصحية لزوجها عند قدومه من العمل، فلا تحضر له مشاكل جديدة مضافة إلى مشكلاته في عمله، كما أنّ عليها بالإضافة إلى ذلك أن تتقن فن الطهي وإعداد الطعام وترتيبه بشكل ملفت يثير الشهية تطبيقاً للمقولة – بأنّ معدة الرجل هي الطريق إلى قلبه – وعليها أن تتفهم طبيعة عمل زوجها بدقة وتحاول مساعدته أو التخفيف عنه على الأقل ما أمكن ذلك، لاسيّما وأنّ المرأة تملك سلاحاً أنثوياً فعالاً يتمثَّل بسلاستها وعذوبة حديثها، وبذلك تشق طريقها إلى قلب الزوج وأعصابه فتريحه وتحل في أرجائه البهجة والسرور بدل الاضطرابات والقلق والاكتئاب.

بالمقابل، فإنّ للزوجة حقوقاً، فهي تقوم بأعمال المنزل، من طبخ وغسل وكنس، وترتيب، وعناية بالأولاد، وهي أعمال متعبة وذلك يتطلّب منها طاقة وجهداً كبيرين، فعلى الزوج أن يراعي شعورها ويتقرَّب إليها بكلمات الشكر والامتنان والثناء والتقدير. وذلك يعزِّز شعورها بأهميتها، ويخفِّف عنها بعض أتعابها، ويشعرها بأنّ زوجها مهتم بها، مقدر لعملها، فتكون ردود فعلها إيجابية.

بعض الزوجات يرغبن في أن يشاركهنّ الزوج بعض أعمالهن ولو بطريقة رمزية، وذلك كلفتة كريمة لخلق شعور متبادل بالمسؤولية، في حين تأبى الكثيرات ذلك.

 

المصدر: كتاب الإرشاد النفسي، التربوي، الاجتماعي لدى الأطفال

ارسال التعليق

Top