• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المرأة وحقيبة اليد.. توأمان ولكن؟

المرأة وحقيبة اليد.. توأمان ولكن؟
"رفيقة الدرب" و"صديقة العمر" و"حافظة الأسرار" بينما لا يحمل معظم الرجال في جميع تحركاتهم، سوى محفظة صغيرة، بالكاد تحوي أراقهم المالية والثبوتية، من الصعب جدّاً تخيّل طلّة أيّ امرأة من دون حقيقة يد، حتى يكاد البعض يعتقد أنها خُلقت معها، فهل يمكن للمرأة الاستغناء عنها يا تُرى؟ ولماذا؟    كشفت دراسة ألمانية، أن هناك علاقة حميمة بين المرأة وحقيبتها، حيث تقضي المرأة 76 يوماً من حياتها وهي تَعبث بمحتوياتها. أيضاً، ذكرت إحدى المجلات النسوية الألمانية، أنّ الدراسة التي أجرتها إحدى الوكالات في هامبورغ، قد استفتت آلاف النساء في 17 دولة، وحللت نتائج 150 دراسة حول حقيبة المرأة اليدوية. وكشفت الدراسة "أنّ 95% من نساء الدول الصناعية يملكن ما بين 2 و20 حقيقة، مع تفوّق واضح للإيطاليات بـ60 حقيبة". وأشارت 80% من النساء اللواتي شملهنّ الاستفتاء، إلى أنّهنّ مازلن يتذكرون شكل وتفاصيل الحقيبة الأولى في حياتهنّ. وقالت الدراسة، إنّه "بعد أن كانت الحقيبة عبارة عن منزل أو مكتب متنقّل في حياة المرأة، تحولت اليوم إلى مركز اتصالات ومعلوماتية وغرفة طوارئ، بعد أن أضافت المرأة إليها الهاتف الجوال والـMP3 والحاسوب الصغير، وجهاز رش الفلفل على وجوه المعتدين". وأحصى الباحثون محتويات حقيبة يد نسائية متوسطة الحجم، بحيث كانت عبارة عن: هوية شخصية، رخصة قيادة، مفاتيح المنزل والسيارة، نظارات، مستحضرات وأدوات ماكياج، مرآة، مشط وفرشاة شعر، مثبت شعر، جهاز تشغيل موسيقى، محفظة نقود صغيرة، رشاش فلفل، هاتف جوال أو هاتفين، دفتر صغير، مناديل ورقية.. إلخ". من هنا، ما هي الأسرار الأخرى المرتبطة بحقيبة المرأة التي لا تكاد تُفارقها يا ترى؟ وعلى ماذا تحتوي؟ ولماذا أصبح تعلق المرأة بها كبيراً إلى هذا الحد؟ وهل صحيح أنّ المرأة وحقيبة اليد باتتا بمثابة توأمين؟ "هذا ما نحاول الاجابة عنه في هذا التحقيق، الذي نلتقي فيه باقة من النساء اللواتي يحكين بأنفسهنّ عن هذه العلاقة "الأزليّة" بينهنّ وبين حقائب اليد.   - لا أفارقها: من رابع المستحيلات بالنسبة إلى يُسر زايد (موظفة، عازبة) أن تخرج من بيتها من دون أن تتأبّط حقيبة يد، تتحدث عن علاقتها بها بحماسة قائلة: "حقيبتي صديقة عمري، ولا أستطيع التحرك من دونها أبداً". تروي يُسر ضاحكةً، موقفاً يتعلق بالحقيبة مرت به ذات يوم، تقول: "وجدت أنني نسيت حقيبتي بعد خروجي، فعدتُ أدراجي فوراً إلى المنزل، كَمَن ارتكب جريمة، وطلبت من صاحب التاكسي الذي عدت به، الانتظار حتى أحضر حقيبتي، وقد شعرتُ حينها بالتوتر الشديد لهذه الواقعة، ولم أهدأ إلا بعد أن احتضنت حقيبتي بين يديّ كسالف عهدها. وفي تلك اللحظة، شعرتُ حقيقةً بأنني لا أستطيع مفارقتها أبداً خارج البيت". علاقة يسر مع حقائب اليد بدأت في فترة باكرة جدّاً من عمرها، حيث إنها لا تزال تتذكر أول حقيبة حملتها في حياتها: "كنت حينها في الخامسة من عمري، وفي يوم العيد، حيث كنت أخبئ فيها "العيديات" والحلوى والهدايا التي تلقّيتها في ذاك اليوم، ومنذ ذلك الوقت لم تُفارق الحقيبة كتفي".   - تعلُّق نفسي: "ليست حقيبة اليد مجرد شيء أحمل فيه أغراضي الخاصة.. بل هي أكثر من ذلك بكثير". هذا ما تعترف به ابتسام حسن (موظفة، متزوجة). تفكر ابتسام قليلاً، وهي تصف علاقتها بحقيبتها قبل أن تعود لتقول بثقة: "هناك رابط نفسي يجمّعني بها..". وتروي حكاية موقف يُبيّن عُمق العلاقة بينها وبين حقيبة اليد، تقول: "ذات يوم، وأنا في طريقي إلى العمل، اكتشفت بعد أن أغلقت باب المنزل، أنني نسيت حقيبة يدي في الداخل، كان فيها طبعاً مفتاح المنزل وكل مستلزماتي، وشعرت حينها بالحيرة، ولكن بعد تفكير طرقت باب جارتي وأخبرتها بما حدث، وطلبت منها بعض النقود لكي أدفعها لسيارة الأجرة التي سوف تقلّني إلى عملي". تضيف مبتسمة: "في الحقيقة لم اكتَفِ بالنقود فقط، إذا استعرت منها أيضاً حقيبة يد". قد تسألونني لماذا؟". تستطرد ابتسام ثمّ تعود لتُجيب سريعاً: "لم أتحمّل فكرة أنني أسير في الشارع خالية الوفاض من دون حقيبة". تُواصل: "الحقيبة التي استعرتها كانت فارغة بالطبع، لكني أدركت تماماً حينها أنني لا أستطيع أن أذهب إلى أي مكان، من دون أن أحمل حقيبة، أي حقيبة، حتى لو كانت فارغة أو حتى لا تخصني، فوجودها معي كفيل بأن يبعث في نفسي إحساساً بالراحة".   - ارتباط: كذلك، يبدو أنّه من غير الممكن بالنسبة إلى شيرين ياغي (موظفة مبيعات)، التحرك من بيتها قيد أنملة، من دون أن تكون حاملة حقيبة يد، تقول: "ارتباطي بحقيبتي ارتباط حيوي يومي، حيث إنني أضع فيها الكتيبات الخاصة بعملي في المبيعات، ولا أحب أن أحمل الكيس الخاص في العمل، إضافة إلى احتياجاتي اليومية، مثل النظارة الشمسية، النقود، الأوراق الثبوتية ودفتر العناوين وغيرها". ولا تخفي شيرين ولعلها بالحقائب الكبيرة. تضيف: "لا أشعر بالراحة إلا وأنا أحمل حقيبة من الحجم الكبير، وقد أصبح هذا هو "ستايلي" المعروف بين صديقاتي".   - "سوبرماركت": "أمر شبه مستحيل" أن تستغني منة الرحمن محمد يحيى (خريجة جامعية) عن حقيبة اليد، نظراً إلى "الشعور بالطمأنينة" الذي تحدثه في نفسها، و"التأثير الإيجابي" في مزاجها الشخصي، خصوصاً في الأقات التي تُغادر فيها المنزل لساعات طويلة، حيث تقول إنها تحمل فيها هاتفها ونقودها وبطاقاتها. الأمر الطريف في موضوع حقيبة اليد، حسب ما تقول منة هو "أن هناك كثيراً من المحتويات التي تحويها الحقيبة، قد تكون مؤجلة الاستعمال". وتشير إلى أنّه "بفضل ذلك، فإنّ حقائب كثير من النساء باتت تشبه الـ"سوبرماركت"، لافتةً إلى أنّه "في أغلب الأحيان، يُشجعني حجم الحقيبة على حمل أغراض لا أكون في حاجة إليها، لكنني أحملها معي تحسّباً للمجهول، وقد يمر شهر كامل مثلاً على حملي مُرطّب اليدين في حقيبتي، بينما لا أستعمله إلا مرة واحدة طيلة هذه الفترة".   - أمان: "حقيبة يدي هي شيء عزيز بالنسبة إليّ"، هكذا بدأت هالة أبو شنب حديثها عن الموضوع، وهي تؤكد بلهجة صادقة مدى ارتباطها بها، تقول: "لا أتصور نفسي خارج البيت من دون حقيبة، ذلك أن علاقتي القوية بها بدأت منذ أن كنت في السابعة عشرة من عمري، حيث كنت أحمل فيها ما تحمله الصبايا، ثمّ تطورت محتوياتها وباتت تلبّي احتياجاتي في كل مرحلة من مراحل حياتي كزوجة وامرأة عاملة وأم، إذ إنني أضع فيها ما أحتاج إليه في تحركاتي اليومية، فحقيبتي تضم عدداً من الأغراض الشخصية والمهمّة كثيراً بالنسبة إليَّ". إلى ذلك، "لم تَعُد حقيبة اليد مجرد اكسسوار تحمله المرأة، ليُكسبها مظهراً جميلاً من وجهة نظر خلود بشنق (طالبة جامعية)، "إنما باتت إحدى الضرورات الحياتية التي لا غنّى للمرأة عنها، حيث تُشعرها بالأمان وبأنّ كل ما تحتاج إليه معها في مكان واحد". وتؤكد خلود "أنّ أهم ما في حقيبتي هو زجاجة العطر ومحفظة النقود وجوّالي".   - شرٌّ لابدّ منه: أيضاً، ليس من السهل على لارا حمود (محامية)، الاستغناء عن حمل حقيبة اليد في حِلّها وترحالها، إذ إنّها تؤكد العلاقة الوثيقة بينها وبين حقيبتها، تقول: "نسبة إلى طبيعة عملي، قد أضطر إلى حمل حقيبتين، واحدة تحوي الأوراق الخاصة بعملي في المحاماة والمرافَعات، والأخرى التي أحمل فيها أغراضي الشخصية". تتمنّى لارا لو كان في إمكانها التخلص من حمل حقيبة اليد، لكنها تعود لتؤكد: "بصراحة، لا أستطيع التخلّي عنها أبداً، إذ إنني لا أستطيع تحمل الارتباك الذي يُحدثه حمل أشياء كثيرة في اليد". تُشير إلى أن "حقيبة اليد أصبحت بمثابة قدر أنثوي وشرٍّ لابدّ منه، إذ لا يمكن الفكاك منه أيضاً".   - حسب الحاجة: من جهتها، تُظهر نوف صلاح (طالبة)، علاقة مرنة مع حقيبة اليد، فهي تفضل حمل حقيبة صغيرة تحتوي على هاتفها وبطاقاتها، قائلة: "أنا غير مرتبطة بالحقيبة بشكل كبير، فأنا أحملها حسب الحاجة، ويمكن أن أكتفي بحمل أغراضي البسيطة في جيوبي، وإذا استدعى الأمر، فإنني أ؛مل حقائب صغيرة الحجم".   - تُقيّدني: في المقابل، وفي سابقة نادرة مختلفة تماماً عن الحالات السابقة، تُعلن آلاء زايد (طالبة جامعية)، عن تحرّرها الكلي من حمل حقيبة اليد بقولها: "لا أحب أن أحمل أي حقيبة في يدي، وبالنسبة إلى الأشياء الضرورية، مثل الهاتف ومحفظة النقود والمفاتيح، فأفضّل أن أضعها في جيبي، وقد أستغني عن هذه الأشياء إذا كنت برفقة أحد أفراد الأسرة". تبرّر موقفها بالقول: "أشعر بأنّ الحقيبة تُقيّدني وتُمثّل لي عبئاً لا أستطيع تحمّله".   - سرُّ الحقيبة: في سياق تحليلي، ذكرت الباحثة الألمانية في سيكولوجيا الاقتصاد، الدكتورة أوته رادماخر: "أنّ سر حُب المرأة حقيبة اليد، يكمن في أنّ الأخيرة علامة تحرُّرها من البيت والمطبخ والأطفال". لكن، من وجهة نظر أخصائية علم النفس الدكتورة منيرة صفر، فإن: "اقتناء الحقيبة بات في السنوات الأخيرة، بمثابة ضرورة لكل امرأة، إذ تُمثّل أحياناً نوعاً من الوَجَاهة وتُبرز الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها السيدة، فهي تُوحي إلى حد ما، بأسلوب حياة المرأة وكذلك مستواها المعيشي، كما أنها تُسهم في إظهار أناقة المرأة". تضيف: "لأنّ النساء عموماً يهتممن بمظهرهنّ، ويشكل لهنّ هذا الأمر جانباً نفسياً كبيراً يتعلق بالثقة بالنفس، فقد بات هناك ارتباط كبير بينهنّ وبين حقيبة اليد، وكثيرات منهنّ يحرصن على الالتزام بأحدث خطوط الموضة المحدّدة لحقائب اليد، إن كان لناحية الموديل أو اللون والماركة أو حقائب اليد المناسبة لفترتي النهار أو المساء". تتابع: "في الواقع، بات يمكننا قراءة شخصية المرأة وطبيعتها من شكل الحقيبة التي تحملها، وكذلك من محتوياتها". تعود الدكتورة صفر لتؤكد، "أنّ المفتاح الحقيقي لشخصية المرأة هو محتويات حقيبتها". تضيف": قل لي ما هي محتويات حقيبة المرأة، أقل لك مَن هي". تتابع: "على سبيل المثال، فإنّ وجود أشياء معيّنة في الحقيبة، يدل على مواصفات نفسية خاصة بشخصية المرأة وطبيعتها وأسلوب تفكيرها، إن كانت اجتماعية أو معتَدّة بنفسها أو موسوسة، أو كانت من المهتمين بالقراءة أو الموسيقى والموضة إلى آخره".   - محتويات ودلائل: وفقاً لآراء بعض خبراء علم النفس، يستطيع الإنسان معرفة هوية المرأة من خلال النظر إلى حقيبتها، حيث إنّ محتوياتها تكشف جزءاً من شخصيتها. فمثلاً، إذا كان محتويات الحقيبة تضم: أدوات ماكياج: فإنّ ذلك يُعدّ أمراً مقبولاً في مرحلة تكوين الشخصية، لكن إذا وُجدت بعد ذلك، فإنّها تعكس شخصية مظهرية، سطحية العواطف والتفكير، مبالغة في جذب الأنظار، وفي الأغلب هي أقرب ما تكون إلى النرجسية. على العكس من صاحبة الشخصية العادية، التي تخلو حقيبتها من أدوات التجميل، لأنّها لا تَعْبأ بمظهرها، ذلك لأنها شديدة الثقة بنفسها وذكائها وجمالها. الخرزة الزرقاء: تدل على أن صاحبة الحقيبة ذات شخصية غير واثقة بنفسها، اتكالية، شكاكة، غير اجتماعية، تشعر بالخوف الداخلي وعدم الاطمئنان وتركز على ذاتها فقط. الكتاب أو القصة: يدلان على أنّ المرأة صاحبة شخصية مثقفة وطموح، تهتم بالجوهر وتعمل على تحقيق ذاتها، ولديها اهتمام دقيق بالوقت. الصور: إذا كانت للأهل والصديقات، فهي تدل على أنّ صاحبة الحقيبة ذات شخصية عاطفية واجتماعية، تهتم بعلاقتها مع الآخرين. أما إذا كانت الصور تخصها هي، فذلك يعني أنها نرجسية تحب الظهور، وشديدة التعلق بشكلها ومظهرها، وهذا من سمات الأنوثة. الخطابات والأوراق الشخصية المتعلقة بالماضي أكثر من الحاضر: الحقيبة المليئة بهذه الأشياء تشير إلى شخصية مُولَعة بالتفوق والطموح، خاصة إذا كانت الأوراق القديمة لها مناسبات سعيدة وذكريات جميلة. بطاقات العضوية: تعني أن صاحبتها ذات شخصية استعراضية، تشعر بتضخّم الذات، وأن بطاقة العضوية سلاح للتعبير عن تلك الذات، أي أنّها تقول: هاأنذي. الهاتف أو العناوين: يدلان على أنّها امرأة عملية جدّاً، دقيقة، منظمة، تملك ضميراً ملتزماً وتتعرف بسهولة إلى كل الناس، وتستطيع أن تُكوّن معارف وصديقات.

تعليقات

  • ميمونة

    أيضاً لحقيبة اليد دوراً هاماً في حياة المرأة لكن يجب أن لا تكون ثقيلة

ارسال التعليق

Top