• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إبني يكره القراءة ويهرب من الدراسة! هل للأم دور؟

إبني يكره القراءة ويهرب من الدراسة! هل للأم دور؟
بدأ المراهقون بالتعلل بأسباب واهية للهروب من الدراسة والمذاكرة، والسؤال: ماذا تفعل الأم أمام بريق التطور التكنولوجي الذي يشغلهم؟ الاختبار يحدد لك موقفك من هذه المشكلة، ويشير عليك ببعض التوجهات.   1- بداية هل أنتِ مطمئنة على حالة ابنك العقلية والنفسية، وعلى علم بأوجه الصعوبة الدراسية التي يواجهها؟ أ- إلى حد كبير. ب- أساعده في كل دروسه.   2- هل تشاركينه تنظيم وقته، وتتحاورين معه حول أهمية الدراسة وضرورة النجاح مبتعدة عن السخرية وأسلوب الأوامر المملة؟ أ- الحديث يطول بيننا وأنظم وقتي لصالحه. ب- أعمل جاهدة ولكن.   3- ترصدين جوائز تشجيعية لابنك حال تفوقه واستيعابه، ولا توجهين له نقداً لاذعاً وقت فشله، أو تعاقبينه بغضب وانفعال؟ أ- أشارك والده تقديم الحوافز. ب- أعاقبه حتى لا يكرر الفشل.   4- مقتنعة أنت بأن لكل ابن شخصيته من قدرات وإمكانات، فأنت لا تقارنينه بزملائه أو إخوته، وتقدمين له ما يتناسب معه بحكمة وروية! أ- متفهمة ومقتنعة بكل هذا. ب- أحاول رغم عدم تجاوبه.   5- تحاولين إيجاد القدوة للإبن بالنماذج الواقعية: الأب، العم، الخال: شارحة له علو مكانتهم ودوام أثرهم! أ- أحكي عنه بحب واحترام. ب- يضيق بي لو حكيت عنهم.   6- تحرصين بهدوء على إبعاد طفلك عن القدوة السيئة صديقاً كان أو قريباً، بالمتابعة ومحاولة توجيه انتباهه لصديق ثانٍ! أ- هي مهمتي الأولى. ب- أحاول معه جاهدة.   7- هل تجنبين ابنك تشتيت ذهنه وقت الدراسة عندما تجدينه يكثر من استعمال الألعاب الإلكترونية ومشاهدة الفضائيات، وقت الإجازة؟ أ- إلى حد كبير. ب- محاولاتي تفشل أحياناً.   8- هل حكيت لابنك قصة قرأتها أو خبراً جذاباً سمعته.. بأسلوب يشده لطلب قراءته من جديد؟ أ- كثيراً ما أقوم بذلك. ب- أحياناً قليلة.   9- يقولون "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"، والقراءة عادة يكتسبها الطفل من الوالدين عندما يراهما ممسكين بالكتاب بين يديهما، فهل غرزتها بداخله؟ أ- حرصت على هذا. ب- للأسف أنا لا أقرأ كثيراً!   10-حب القراءة، لم تعد مجرد هواية؛ بل هي أساس يرتقي بالتلميذ لحب وتفهم كتبه الدراسية.. حقيقة علمية. أ- أصدقها وأعمل بها. ب- أحاول تشجيعه ولكن!   11- هل تشرحين لابنك أهمية القراءة، وتربطينها بالجمال المعنوي وجاذبية الحضور الاجتماعي للشخص وسط الناس؟ أ- أطيل في هذه الزاوية. ب- أحاول إلى حد كبير.   12- تتواصلين مع معلميه بالمدرسة للمساعدة في العلاج وإرشادك للطريق الصحيح! أ- تواصلي شبه أسبوعي. ب- مسؤولية المعلم هي الأكبر.   13- تتعمدين وضع الكتب المزينة ذات الصور الجذابة في طريق ابنك وتناقشينه ببساطة فيما يقرأ! أ- إضافة إلى كتب التلوين. ب- أجد صعوبة في تجاوبه معي.   14- تختارين الوقت المناسب لسرد الحكايات عن أشخاص بدأوا حياتهم بقراءة قصاصات الورق التي تقع بين أيديهم وأصبحوا من العظماء! أ- نعم. ب- أحاول.   - النتائج:   * أنتِ "أمّ" متحضرة.. إذا كانت الغالبية لحرف "أ": أنتِ أم متفهمة وواعية لمشاكل ابنك، ولكل المُغريات التي تتراقص أمام عينيه وتسرق وقته، وتهدد مستقبله التعليمي، وتقف حاجزاً يمنع تطور شخصيته النفسية والاجتماعية، كأنك تعملين بمبدأ الهجوم قبل الدفاع؛ فتهيئين له كافة الخبرات التعليمية والترفيهية، وتدفعينه للاندماج معها بالحوار والمناقشة، من قبل كنت تعرضين عليه الكتب الملونة لجذب أنظاره، ومعها الألوان البراقة ليلونها حتى لا يقف عند دور المتلقي وحده، كما يحدث حين يمضي الساعات بصحبة الألعاب الإلكترونية. أنتِ على علم بحاجته لتنمية مهاراته العقليبة والجسمانية، وهذا لن يكون إلا بالقراءة والتريض، على دراسة أنّ الابن الذي لم يتعوّد على القراءة وحب الكتاب منذ الصغر سيكره المذاكرة وسيتعامل معها كعبء ثقيل مجبراً عليها لينجح، وهذه هي وظيفة الأُم الفاهمة المتحضرة، التي تريد لابنها أن يشب قوياً متعلماً ينفع نفسه أوّلاً وأخيراً. أشجع محاولاتك المباشرة وغير المباشرة؛ ليصل ابنك إلى مرحلة حب القراءة والكتاب.. فما أجمل معاناتك وأنت تتخيرين الأوقات المناسبة؛ لتحكي عن خبر أو مضمون قصة قرأتها، وما أرق نبرات صوتك الدافئة وأنت تأخذين من وقتك لتقصّي على ابنك حكاية ذلك العظيم الذي بدأ بتعليم نفسه بنفسه خطوة بعد خطوة عن طريق قراءة كل ما تقع عليه يده.   - "أمٌّ" تسعى وتجتهد.. إذا كانت الغالبية لحرف "ب": فأنتِ من الأُمّهات اللاتي يرفضن سلبيات أبنائهن، ولهذا تجتهدين لإحداث توازن بين الانجذاب للألعاب والفضائيات وبين تحصيل العلم وممارسة هواية القراءة... وهو أمر صحي ومطلوب! لكن مساعدتك لطفلك – مثلاً – في كل دروسه ليس هو الحل، اتركيه قليلاً ليبني شخصيته وأعطي له الحرية في ممارسة واجباته، كما أنّ المعاقبة الشديدة لا تجدي والمطلوب الهدوء والتعقل؛ أن يكره الابن القراءة ويهرب من الدراسة هي مسؤولية أهل البيت، كما أن تحسس مشاكله النفسية والعلمية من وظائفك كأمٍّ، ولهذا فإن دورك كبير يبدأ بالتوجه إلى الطبيب؛ للتأكد من خلو ابنك من الضعف العقلي أو ضعف القدرة على الاستيعاب، وثانياً لا مانع من اللجوء للخال أو العم كعضو مشارك في توجيه النصح والإرشاد، شرط التحضر في أسلوب التوجيه، وكل الحذر من مقارنة ابنك بأخيه الشاطر أو ابن خالته المتفوق؛ حتى لا يبتعد عنهما ويكره مصادقتهما، واعرفي أنّه لابدّ من التجاوب والتواصل بين البيت والمدرسة؛ حتى يسير الطفل في الطريق السوي. فاليوم اختلف الأمر؛ جاذبية الفضائيات وبريق الألعاب الإلكترونية ولقاءات الأصدقاء الجماعية بمقاهي النت تشدهم بعيداً.. بعيدا، من هنا زاد دور الوالدين وخاصة الأُم، وأصبح عليك مسؤولية أكبر في تأصيل وتدعيم القيم والسلوكيات والهوايات المفيدة الإيجابية، والتي تنفعهم في الدراسة والحياة عامة.

ارسال التعليق

Top