• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أتيكيت الأناقة عند النساء

د. فاضل البدراني

أتيكيت الأناقة عند النساء

 

◄إنّ الأناقة لا تعني اقتناء كلّ ما هو غالٍ وثمين وغريب الشكل، أنما هي السمة التي تظهر مستوى مقبولية الشخص من حيث لياقة الكلام والملبس الذي يرتديه، وربما قضية الملبس واحدة من الاشكاليات التي يعاني منها أفراد المجتمع وتسببت في التأثير على ذوقية الملبس خاصة للشباب الذين ساروا بحثاً عن اللون والموضة السنوية التي يتبدل فيها ديكور القميص والبنطال، وهي خدعة تقف وراءها شركات الملابس البارزة في العالم في استهداف ذوقية المستهلك ومحاولة التخلص من الألوان المكدسة في مخازنها وأيضاً لمنافسة منتوج الشركات الأخرى، والأهم من ذلك انّ موجة التقاليد الغربية من التقاليع والأزياء تمثل واجهات لجهات متسترة تحركها بالخفاء، فأصبح البنطال ضيقاً إلى الحد الذي يصعب على من يرتديه مرونة الحركة، وكذلك القميص المحفور الذي تخرج من تحته البطن وعلامات الجسم، ورغم ذلك فإنّ شركات الملابس في خططها المستقبلية ان طرح المزيد من الملابس بتقليعات جديدة تستهدف المستهلك.

وهنالك بعض الأمور الملفتة للنظر وتحتاج إلى تسليط الضوء عليها وهي:

1-  البساطة والذوق في تنسيق الألوان الهادئة المنسجمة والمناسبة هي أساس الأناقة.

2-  ليس بالضرورة أن يكون التجديد سبيلنا للحصول على مستوى أناقة عالية بل يجب مراعاة أن يكون التجديد ضمن المعقول.

3-  الابتعاد عن التقليد عامل أساس في إثبات الشخصية والحصول على ذوق مستقل يؤدي إلى الأناقة. فالشخصية المستقلة تنال إعجاب ورضا الآخرين.

4-  النساء ربما الأكثر ميلاً للتقليد ويحتاج من المرأة أن تحافظ على أنوثتها بعيداً عن تأثرها بخشونة الرجل الذي يبعدها عن الأناقة.

5-  بقدر ما ينصح الشباب من عدم ارتداء الملابس الضيقة التي تظهر علامات الجسم، ينصح ضعف ذلك المرأة من عدم ارتداء الضيق والعاري، فالاحتشام يجلب لها احترام الآخرين.

6-  النظافة عنوان قبول الإنسان من الآخرين، وسواء كانت المرأة أو الرجل، فكليهما لابدّ أن يراعي مسألة النظافة ويوليها قدراً عالياً من الاهتمام فإنّ توفرها يمثل قمة الأناقة.

7-  إلى جانب ما يتطلب الحفاظ عليه من قضايا الملبس والتنسيق واستقلالية الشخصية، فإنّ العنصر الآخر هو ذوقية الكلام وأسلوب المجاملة التي أن توفرتا سيتحقق مستوى أناقة رفيع.

 

وكما أنّ الأتيكيت لم يكن محصوراً في عالم النساء بل تتشارك به النساء مع الرجال على حد سواء لبناء ذوقية عامة للمجتمع، ولكن ما يذكره المثل الفرنسي القائل: "لو أردت أن تعرف رقي أُمّة فأنظر إلى نسائها". فإنّه يعطي للمرأة دوراً كبيراً في موضوع الأتيكيت لتحقيق حالة التشاركية الذوقية بين عامة الناس، وبنفس الوقت يعلن بأنّ المرأة هي مصدر الأتيكيت الذي يجب أن يمنح للرجل على حد تفسيرنا للمثل الفرنسي.

وتصادفنا الكثير من الحالات التي تتسبب فيها مسألة تكلف المرأة عند استقبالها لضيوفها إحراجات واستهداف لصميم العلاقات الإنسانية الحميمة والصداقات بالضرر الكبير، فالمرأة معروف عنها، أنّها تبحث عن الأناقة وارتداء الملابس الثمينة والحلي والإكسسوارات والمكياج والحقائب والأحذية وغير ذلك، ويرى خبراء الموضة أنّه عند استقبال المرأة لصديقتها في منزلها فهو يدخل في خانة أتيكيت ارتداء الملابس، لا بأس أن تكون المرأة مرتاحة في ملابسها، لكن يجب أن تراعي مناسبة الاستقبال ومدى علاقتها بالضيوف، فلا تكون بسيطة أكثر من اللازم إذا استقبلت صديقة حميمة تراها كثيراً، أو متكلفة في أناقتها إذا كانت تربطها بالضيوف علاقة رسمية، ففي الحالتين تعطي الضيف رسالة خاطئة عن اهتمامها به، ولكن يجب أن تكون أنيقة بالقدر المناسب والكافي لكلّ استقبال أو زيارة.

وجميل جدّاً أن تتخذ من البساطة مع شيء من الاهتمام بالملابس بإجراء تنسيق مناسب ما بين الملبس والحقيبة والحذاء، خاصة عندما يجتمع أسلوبان في التصميم من المحتمل جدّاً أن تكون النتيجة مميزة واستثنائية. وينصح خبراء الأتيكيت المرأة الذكية أن لا تفرط في الحديث عن سحر الرشاقة وقبح البدانة إذا كانت في مجلس يضم سيدة بدينة قد تسيء فهم الحديث وتعتبره تعرضاً لها.

وعلى النساء ألا يفرطن في الحديث عن أولادهنّ الأذكياء أو المميزين وتصرفاتهم ونتائجهم الدراسية، لأنّ هذا الأمر قد يضجر الموجودين، لذلك فالحديث المناسب يجب أن يتناول شؤون الناس عامة مع التطرق في جوانب الحديث عن شؤون العائلة وحالات التميز إن وجدت، ولابدّ من اللجوء في الحوار إلى طرح الأسئلة التي بإمكانها أن تكشف عن حالات الإبداع والتميز لدى الآخرين ومحاولة استكشاف هواياتهم المحببة لإطالة الحديث فيها. وقد تكون المرأة جميلة وأنيقة، لكن يعيبها انّها تمشي بشكل متثاقل أو مصطنع أو كأنها تجر رجليها جراً، فالسير يمثل جزء من الجمال وخطوات المرأة دليل أناقتها ورقيها، لذلك هنالك بعض القواعد العامة التي تحتاج المرأة أن تلتزم بها للوصل إلى مستوى العفوية والأناقة:

1-  تجنب تقليد مشي مشاهير النساء من النجوم وغير ذلك بل يجب الالتزام بحركات المشي الطبيعي الخاص بالمرأة الذي يثبت شخصيتها وهويتها.

2-  عدم وضع الكعب على الأرض قبل القدم، مع ضرورة تجنب السير والكتفان متجهتان للأعلى.

3-  أن تكون طريقة المشي بصورة معتدلة بعيداً عن الخطوات السريعة المتعجلة أو بخطوات صغيرة وبطيئة كالسلحفاة.

4-  تعويد النفس على السير بجذع مستقيم من دون تصنع أو تكلف مع رفع الرأس من غير مظهر متكبر.

5-  تحريك الذراعين بانتظام بحيث تتحرك الذراع اليمنى مع الساق اليسرى والعكس صحيح. ►

 

المصدر: كتاب فن الأتيكيت في بناء العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية

ارسال التعليق

Top