◄التكنولوجيا أصبحت ذو تأثير كبير ولا يُستهان به على العلاقات بين الأفراد في المجتمع، ولكنّها أصبحت تؤثِّر على الروابط الأُسرية بشكل مبالغ. لاشكّ أنّ ظهور وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة أحدثت طفرة في المجتمع ونتجت عنها سلوكيات مختلفة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فبعض الناس ترى أنّ تأثير التكنولوجيا على المجتمع يرجع إلى كيفية استخدامها، ويرى البعض الآخر أنّه على الرغم من إيجابيات وسائل الاتصال الحديثة فإنّ سلبياتها طغت على إيجابياتها .
وظلت الأُسرة والمدرسة تلعبان دوراً أساسياً في تكوين مدارك الإنسان وثقافته، وتُسهمان في تشكيل القيم والأخلاق التي يتمسك بها، ويتخذها كمقومات للسلوك الاجتماعي بما فيها علاقات الآباء بالأبناء.
دور التكنولوجيا
أمّا الآن فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور إلى شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، الأمر الذي حلّ محل التكنولوجيا وتأثيرها على العلاقات الأُسرية الحوار والمحادثة بين أفراد الأُسرة الواحدة، وأدّى إلى توسيع الفجوة والصراع بين الآباء والأبناء. فأصبح الأبناء أكثر انخراطاً مع وسائل الاتصال المختلفة من أوّل ظهور الإنترنت ووسائل التصفُّح إلى ظهور وسائل الاتصال كالفيس بوك، تويتر، انستغرام وبرامج التواصل والشات عبر التليفون كالواتس آب، فيبر... وغيرها.
هذه التحولات التكنولوجية أفرزت تفاعلات جديدة للعلاقات الأُسرية، وأدّت إلى تعزيز العزلة والتنافر بين أفرادها، وتلاشت قيم التواصل الأُسري، واستبدل الأبناء الإنترنت بآبائهم كمصدر للمعلومات، وفقدوا الترابط الأُسري والتصقوا بالحوار مع الغرباء لدرجة الشعور بالغربة على مستوى الأُسرة الواحدة.
ولكن من المهم أن نجد حلاً، حتى لا تحدث فجوة في العلاقات الأُسرية يصعب حلها في المستقبل فمن المهم أن:
* تُعقد جلسات نقاشية واسعة خاصّة على مستوى الأُسرة الواحدة، يستعرض كلّ طرف مبرراته ومعاييره أمام الطرف الآخر بحرّية.
* يتم الاستماع إلى مختلف الأفكار والخبرات.
* يُعبّر كلّ فرد بحرّية عن رأيه لإيجاد همزة الوصل والتقريب بين وجهات النظر.
* يُحدَّد وقت للتواصل واستخدام التكنولوجيا، فهذا أمر مهم من أجل التواصل مع الخارج.
* يتم تحديد نشاطات محبّبة لكلّ أفراد الأُسرة للتجمع حولها يومياً.
* تؤخذ إجازات من وسائل الاتصال، ومن ثمّ التوجه للسفر والتجمع العائلي لقضاء أوقات جميلة وصحّية.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق