يشكو الأشخاص غير المتزوجين من واقع معاش يكمن في عدم وجود أشخاص مناسبين لهم. حتى وإن تواجد هؤلاء ولو بشكل محدود، فلا يعرفون كيف السبيل إلى لقائهم.
إنّ أوّل خطوة يتوجب عليك القيام بها، هي أن تكوني منفتحةً على الآخرين بقدر الإمكان. فقد يكون هنالك شخص تقابلينه يومياً، ولكنك لم تلحظي وجوده، ويتطلع بشغف لقضاء بعض الوقت بصحبتك.
ابدأي بالتواصل (الحديث) مع الأشخاص الذين ترينهم على نحو منتظم، وهذا يشمل: مَن تقابلينه في وسائل النقل صباحاً أو مساء، زملاءك أو أصدقاءك والذين تتناولين الغذاء معهم، الشخص الذي يبيعك الصحف صباحاً، مَن يقف إلى جانبك في صفوف للدفع، الشخص الذي ترينه أسبوعياً عند بائع الخضار.. كلما قابلت أحدهم عن بعد، لا تقومي بتقييم إمكانية نجاح العلاقة على الأمد البعيد، ولكن ابتسمي وحاولي التعرف عليه، وافسحي المجال لمزيد من الخيارات فلكي تجدي الحبّ الحقيقي، يتوجب عليك أكثر من التواعد مع أحدهم لمرة واحدة أو مجرد تبادل الصور.
ماذا تعرفين عن الوقوع بالحب؟ يا لها من عبارة رومانسية.. كم هي سحرية هذه الكلمات!! ألا تجلب البسمة إلى وجه حين تسمعين هذه الكلمات العذبة؟ يقول بعضهم لا، إنها لا تجلب البسمة لنا.
فالوقوع معناه فقد السيطرة.. وبغض النظر عن رشاقتك، فإنك لا تستطيعين تصميم وقعتك، فأنتِ لا تملكين السيطرة على أطرافك حين تقعين. ويبدو أنّ الأحمق حين يقع في الحب يفقد سيطرته على لسانه حيث يثرثر بلا توقف وبشكل متعب حول حبيبة قلبه. الوقوع يعني حالة مؤقتة، وفي حقيقة الأمر، حين يقع الشخص يقوم بتنظيف نفسه والوقوف من جديد، فعندما تقعين في الحب وتستعيدين حواسك، تقعين خارج الحب من جديد. فقط في الأفلام نرى المحبين يمشون وأيدهم متشابكة عند الغروب ويبقى حبهم إلى الأبد.
الوقوع يشير إلى عامل عدم التيقن، ومالم يكن الشخص متورطاً في عملية احتيال، فإنّه لا يخطط للوقوع. ويحدث الوقوع عادة حين لا تتوقعينه أبداً. وبنفس الطريقة لا تستطيعين التخطيط للوقوع في الحب في مرحلة ملائمة من حياتك.
إنّك لا تستطيعين التخطيط للتخرج من الكلية، وإيجاد عمل مناسب وبعدها الوقوع في الحب، فالحبّ يحصل في الأوقات البعيدة عن التوقع.
الوقوع يشير إلى الألم؛ فالإنسان لا يمكن أن يقع أرضاً دون المعاناة من بعض الكدمات وربّما من عظم مكسور. حين تقعين في الحب، فعليك ألا تتوقعي أنّ كلَّ شيء يسير بيسر وسهولة، بل أن تتوقعي مشاعر مجروحة وربما قلباً محطماً.
الوقوع يسبّب للعقل فقد النعمة والهدوء، وتنهض الضحية من كبوتها وتعبير الخجل على وجهها. أما المهرج الواقع في الحب، فيقوم بأداء كافة أنواع خدع السيرك للحفاظ على حبيبته في حالة تسلية. لا شيء يعتبر بمثابة النعمة لرجل أو امرأة وقعت في الحب.
والوقوع يشير إلى فقد الإرادة الحرّة. ولا يوجد شخص يتخذ قراراً عقلانياً للوقوع أرضاً. فإذا صدمت إبهام رجلك بصخرة فإنّك ستفقدين توازنك سواء أردت ذلك أم لا. فالمحب لم يعد حراً حيث إنّه يسعى فقط لتنفيذ إرادة حبيبته.
يشير السقوط إلى الحتمية، ومهما كان الشخص حريصاً فإنّه عاجلاً أم آجلاً سوف يسقط أرضاً. كلّ شخص منّا يسقط أرضاً، فأنتِ تخدعين نفسك إذا كنتِ تعتقدين أنك محصنة من الوقوع. وبالرغم من كلِّ شيء، فإنّ الوقوع في الحب ليس شيئاً مخيفاً، وعلى الرغم من الألم وسوء التفاهم، يظل الحب أعظم شيء في العالم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق