• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لا تنازل ولا استسلام.. شعار يرفعه كلا الزوجين

لا تنازل ولا استسلام.. شعار يرفعه كلا الزوجين
لا تنازل ولا استسلام. شعار يرفعه كلا الزوجين، عندما تدب الخلافات الزوجيَّة، وتعلن حالة الطوارئ في البيت. العناد والمكابرة يصبحان سيد الموقف. فلا الزوج يريد التنازل عن موقفه، ولا الزوجة تعلن استسلامها! وكل يسعى ليكون هو المسيطر. وللأسف يتحوَّل المنزل لحلبة صراع أو مصارعة، ويقف الأبناء في دور المشاهد أو المشجع، وللأسف ما هم في النهاية إلا ضحايا هذا العناد. وغالباً ما يتحوَّل الأمر للعبة شد الحبل. وينقسم الأبناء... هذا مع الأب، وهذا مع الأم. كلٌّ لديه فريقه، والنصر لمن يشدُّ الحبل ناحيته ويفوز. ألا يعكر كل هذا صفو الأسرة، ويعصف بأمنها واستقرارها؟! وللعناد أسبابه. منها ما يعود إلى الطباع الشخصيَّة؛ كالرغبة في التسلط، وتقلب المزاج، واختلاف الإطار التربوي في العادات والتفكير.. فكلاهما جديد على تجربة الزواج، وكلاهما بعادات وتفكير وطباع وتصرفات مختلفة، تحتاج الكثير من الوقت للتوافق والتكيف. وأحياناً تجاهل حاجات الآخر. ومنها ما يعود إلى ضغوط الحياة، والتدخل السلبي لأقارب كل منهما ضد الآخر. التنازل هو الحل. والتنازل هنا لا يعني ضعفاً بالشخصيّة، بل دليل على رغبة الشخص في تجنب الأزمة، والحفاظ على تماسك الأسرة. بينما العناد والتصميم على الرأي لا يثمر أي شيء سوى اشتعال الحرائق. التنازل لا يعني التنازل عن الحقوق والواجبات، لكن التنازل الذي يحقق حلاً معقولاً لكلا الطرفين لتستمر الحياة بعدل وتوافق، التنازل الذي يتم عن وعي للوصول إلى أسس وشروط ترضي الطرفين، فلا يشعر أحدهما بالعنف أو الظلم. التنازل فنٌّ لا يجيده إلا الأذكياء، فهو الطريق الوحيد لكسب عقل وقلب الطرف الآخر. التنازل يعني أن نتعامل بأسلوب المدِّ والجزر، أي وضع خطوط فاصلة للحياة معاً منذ بدايتها. كأن يتحدث الطرفان بطلاقة ووضوح عن السلبيات والإيجابيات التي يرى فيها الآخر ما يحبه وما يكرهه بشخصيته؛ لتجنب الصراع والمشاحنات التي غالباً ما تنتهي بالطلاق، خصوصاً عندما تجد هذه المشاحنات من يغذيها ويشعل النيران حولها، ويصب الزيت على النار كما يقال، ممثلاً بالأهل والأقارب والصديقات. وغالباً ما تنعدم لديهم الرؤية والحكمة، بل أحياناً تحركهم نوازع سلبيَّة بهدف الخراب والشماتة، وما أكثر هذه النماذج في الحياة. فهل أمْنُ بيتك واستقراره وأطفالك رهينة بآراء هؤلاء الذين ستجدهم أول الشامتين بما يحدث لك من خراب؟ التنازل لا يعني ضعفاً، بل قوة وعقل وحكمة، أمَّنت به بيتك، وحافظت على زوجك وأطفالك من شُبح الطلاق. تنازلوا تنجحوا ولو بعد حين.

ارسال التعليق

Top