كثيراً ما يتكرر القول: الفن ابن زمانه ومكانه.. والفن الحقيقي الأصيل لا يخلو من أثر الواقع مهما ادعى مبدعه أنه بعيد عن الواقعية، وما من فن واقعي أو وقائعي تماماً مهما ادعى مبدعه أنه واقعي جداً. سيبقى الواقع هو الواقع ولن يصير فناً وسيبقى الفن فناً ولن يصير واقعاً إلا بعد أن يصير قيد تداول الناس، أي يصير أحد مكونات ثقافة البشر الذين تتاح لهم دراسته، أو يصير عنصراً مكوناً لثقافة الأمة التي بزغ فيها وأحد عناصر الثقافة الإنسانية، أو سيكون أحد أجزاء الواقع الثقافي.
ظهورات آثار الزمان والمكان على قسمات العمل الفني لا تكون واحد.. فالعباقرة الكبار وحدهم يستطيعون أن يجسدوا قضايا عصرهم الرئيسة في أعمال فنية هي روائع إبداعية أولاً وهي من ثم قضايا حياتية لزمن ما ومكان ما، وقد تكون قضايا إنسانية شاملة تبقى زاهية وشابة على الرغم من تبدل الأزمنة والأمكنة.
قد يكون الكاتب الدانمركي الكبير هانس كرستيال اندرسن (1805-1875) أحد أبرز المبدعين الذين جسدوا أكثر من قضية إنسانية كبرى في إبداعاتهم الأدبية.. والمدهش البديع أن هذا المبدع قد طرح أعقد القضايا بأبسط الأساليب التي عرفها تاريخ الكتابة الأدبية وأقدمها.. لقد صاغها حكايات تثير خيال الطفل وتشده إليها ثم ترافقه وتترعرع معه إلى أن يصير عالماً أو فيلسوفاً أو فناناً.. وهي ما تزال من أطرف وأغنى وأبسط ما عرف الأدب العالمي.
لقد رسم ملامح سيرته الشخصية وسيرة عصره في حكايتين مدهشتين تطرحان مشكلات الموهوبين الأزلية التي تختصرها مقولة "لا كرامة لنبي في وطنه" فأدرسن كبطل حكايته "البلبل" جاءته الشهرة من خارج وطنه، وأندرسن كبطل حكايته "فرخ البط القبيح" عاش غريباً غير مرغوب فيه بين ضيقي الأفق وعابدي المألوف الذي لا روح فيه.. فمن منا لا يذكر الديك الرومي منفوش الريش، ومن لا يذكر الدجاجة التي تقوقىء والقط الذي يخر قرب الموقد والعجوز التي تغزل.. ولا تجيد شيئاً سوى ذلك؟ ومن لا يذكر حكايته "حبة الحمص" وحكايته "قطرة الماء" وغيرها وغيرها..؟!
لقد كُتبت دراسات جيدة، وإن كانت غير كافية، لحكايات أندرسن، كتبها معاصرون له وآخرون غير معاصرين.. أما الكاتب الفذ، أندرسن القرن العشرين، جاني روداري فلم أقع على دراسات تليق به حتى الآن. وسأحاول في هذه العجالة أن ألقي بعض الضوء على جوانب من قضايا القرن العشرين الكبرى التي عكسها، هو الآخر، في حكايات للأطفال واليافعين مدهشة ببساطتها وعمقها وإنسانيتها وشاعريتها. وهي كحكايات أندرسن خطوة كبيرة على طريق تطور أدب الأطفال في العالم.
عاش الكاتب الإيطالي الساحر جاني روداري هموم إنسان القرن العشرين وأحلامه وتطلعاته إلى عالم "لا حدة" فيه ولا بكاء.. (راجع حكايته "كلمة بكاء") التي لن يعرفها أطفال المستقبل إلا إذا أخذتهم معلمتهم العجوز إلى المتحف.. وعلى الرغم من شرح المعلمة المسهب فإن أطفال الأيام الآتية لن يفهموا معنى هذه الكلمة الغريبة فهماً جيداً.. وهو يأخذنا إلى بلاد أهلها من زبدة وبيوتهم برادات، فإذا أراد ملكهم أن يتنزه أمر جنوده باعتقال الشمس إذا خطر لها أن تطلع على بلاده وهو خارج بيته "البراد المصنوع من الذهب الصافي."
عرف القرن العشرون حربين عالميتين طاحنتين وعشرات الحروب الإقليمية والتمردات أهلكت عشرات الملايين من البشر ودمرت الزرع والضرع وزعزعت ثقة الإنسان بالإنسان ومرغت القيم التي ابتكرتها البشرية ورفعتها نبراساً لها بأوحال المطامع والنزوات، رافق ذلك وتلاه سباق جنوني على التسلح وابتكار وسائل القتل والتدمير لو أنفق بعض ما أنفق فيه على إسعاد الناس لما بقي على وجه الأرض بائس واحد..
انخرط جاني روداري في سلك التعليم وابتكر وسائل له، ثم امتشق القلم وشرع يكتب. لم يكن خطيباً ولا واعظاً، كان معلماً بارعاً وكاتباً أصيلاً وموهوباً. كتب للصغار، أو قل للبشر كباراً وصغاراً حكايات مفعمة جمالاً وحكمة لا أثر فيها لأساليب التعليم والوعظ لكنها امتلأت "حتى الجمام" بروح الحكمة والموعظة.
رأى جاني روداري ما تفعله البطالة بالعاطلين عن العمل ورأى أهوال الحروب وكوارثها فكتب لنا حكاية "عامل بناء من فالتيلينا" كان "اسمه ماريو" لم يجد عملاً في بلدته فهاجر إلى ألمانيا ونزل في برلين ليعمل في البناء.. انكسرت السقالة وهم يصبون أساس بناء جديد فوقع في القالب ولم يستطيعوا إخراجه.. مات ولم يتألم. "سجن في أحد الأعمدة التي يقوم عليها البناء الضخم" فتح عينيه فصار يرى "البيت الذي ينمو حوله شعر بأنه يدعم وحده البناء الجديدة فخفف ذلك عنه، لكنه لم يستطع أن يرسل خبراً عن نفسه إلى أهله ولا إلى خطيبته البائسة".. كمل البناء وفرشت الشقق وسكنت فيها عائلات كثيرة.. وعرف ماريو الساكنين "شيوخاً وأطفالاً. حين كان الأطفال يزحفون على الأرض ويتعلمون المشي كانوا يدغوغون يده. وحين كان الفيتات يخرجن إلى الشرفات أو يطللن من النوافذ ليرين أحبابهن كان ماريو يشعر بأن شعرهن يلامس وجنتيه." وكان يسمع أحاديث الأسر وسعال المرضى.. صارت حياة البناء حياته.. ثم انفجرت الحرب.. شعر أن نهايته اقتربت.. ودمرت إحدى القنابل البناء وقتلت ساكنيه وقد بوغتوا في نومهم..
"عندئذ مات ماريو فعلاً، مات لأن البيت الذي ولد من هلاكه مات." في حكايته "بيوت وقصور" يحكي جاني روداري حكاية عامل بناء آخر يعيش في مأوى للعجزة. لقد بنى بيوتاً جميلة ومريحة في مختلف عواصم الأرض فسكنها الآخرون.. يقول عن نفسه "إيه، لكثرة ما بنيت بيوتاً للآخرين بقيت بلابيت. ألا ترى أنني في مأوى للعجزة! هكذا هي حال الدنيا" ويقول الراوي: "أجل هكذا هي حال الدنيا، لكن هذا ليس عدلاً" ومع اشتداد قسوة صقيع "الحرب الباردة" واتساع رقعته وتهديده مياه البحار الدافئعة بالتجمد.. كتب جاني روداري حكاية "بنفسجة في القطب الشمالي" إذ استيقظ الدب الأبيض ذات صباح وشم "في الهواء رائحة غير مألوفة" واكتشف صغاره "بنفسجة صغيرة ترتجف برداً، ولكنها تثابر بشجاعة على بث العطر في الهواء فتلك هي مهمتها.." وشاع الخبر أرجاء القطب.. فجاءت الوعول وثيران المسك والثعالب البيض والذئاب وطيور البطريق.. رأوا ساق الزهرة المرتجفة واستنشقوا عطرها.. ولم ينفد العطر فخيِّل لهم أن لديها مستودعاً منه وتضاربت الآراء حولها.. ذهب بطريق إلى القطب الجنوبي وعاد يحمل بلاغاً "بأن الشيء الصغير المعطار يدعى بنفسجة. وأنه توجد في بعض البلدان الملايين منها".. وازداد تضوع عطر البنفسجة فكأنها تريد أن تذيب به "القفر الجليدي وتحيله إلى بحر دافئ أزرق، أو إلى مرج من المخمل الأخضر.." وأهلكها ما بذلت من جهد.. لكنها قالت قبل أن تنتهي ما معناه: "ها أنا أموت.. ومع ذلك كان ينبغي أن يبدأ أحد ما.. ستصل البنفسجات ذات اليوم إلى هنا بالملايين سيذوب الجليد وستكون هنا جزر وبيوت وأطفال."
في حكاية "صياد سمك من شيفالو" ينسى الصياد الذي صار غنياً كم عانى حين كان فقيراً: "صار يعامل الصيادين بقسوة ولا يدفع لهم سوى القليل. فإذا احتجوا سرحهم من العمل، وكانوا يقولون شاكين:
- كيف سنعيل أطفالنا؟
ويجيبهم قائلاً:
- أطعموهم حجارة وسترون كيف تجعلهم يصيرون شجعاناً". نسمع ما قاله الصياد.. نتألم.. يقول الواحد منا لنفسه: أعرف كثيرين من أمثال هذا الصياد.. لكن الطريقة التي حكى بها جاني روداري حكايته جعلت منها حكاية ساحرة.
هل رأيتم "فزاعة عصافير" تشفق عليها الطيور وتأتي لتواسيها؟ لقد رأى جاني روداري تلك الفزاعة المسكينة وحكى حكايتها:
"كان غوناريو أصغر أخوته السبعة. لم تكن مع والديه نقود كي يرسلوه إلى المدرسة فأرسلوه كي يعمل في مزرعة كبيرة. كان عليه أن يعمل فزاعة للعصافير تطرد الطيور بعيداً عن الحقول. يعطونه كل صباح حقيبة صغيرة ملأى بالبارود وعليه طوال النهار أن يتجول في الحقول ويطلق النار بين حين وآخر".
ذات يوم أحرق البارود معطفه فألقى نفسه في أحد المستنقعات. غطس في الماء وأفزع الضفادع.. لكنه كان الأكثر خوفاً.. "بكى وحيداً عند ضفة المستنقع، مبللاً مثل فرخ من فراخ البط قبيح.. إنه صغير مشعث وجائع. بكى بكاءَ قانطٍ جعل الطيور التي على الشجرة القريبة منه تنطلق مشفقة لمواساته. لكن العصافير لا تستطيع أن تواسي فزاعة للعصافير". يقول جاني روداري معقباً: "ما رويته ليس حكايته، بل هو حادث وقع في سردينيا".
حكاية "السرطان الشاب" أكثر من مدهشة.. تبدأ بسؤال بسيط يطرحه السرطان الشاب على نفسه: "لماذا يسير أبناء جنسي إلى الوراء؟ أريد أن أتعلم السير إلى الأمام كالضفادع، وليسقط ذنبي إذا لم أستطع." وتدرب.. والمرء يتعلم كل شيء إذا صمم على ذلك.. وتدرب وتدرب فصار يسير مستقيماً "إلى الأمام" فأغضب ذلك أمه وأباه وإخوانه فطردوه من منازل العشيرة.. كان يحبهم لكنه كان مقتنعاً بصواب ما فعل فعانقهم مودعاً ومضى قدماً.. أما ما نستطيعه نحن فهو "أن نتمنى له من أعماق قلوبنا: سفراً موفقاً".
طبيعي أن تشد اهتمام المعلم جاني روداري مسائل التربية، وطبيعي أن يكرس لشؤون التربية وشجونها أكثر من حكاية.. وهو هنا أيضاً، كما في كل ما قرأت له من حكايات وقصص وروايات، يفضل موعظة الجمال على جمال الموعظة.. وهدفه الأول هو أن يكون ما يقدمه مستوفياً مكونات الجمال. والمسائل التي في الوسع استخلاصها مما بين أيدينا كثيرة ومتعددة الوجوه قد يكون في مقدمتها أن تنعكس روح العصر الجديد، عصر غزو الفضاء في ما نربي عليه الأطفال وأن نوقط في عقولهم الطموح إلى ارتياد الفضاء الكوني وأن يكونوا مستعدين نفسياً وجسدياً لذلك..
في حكاية "الصوص الفضائي" يقفز في بيضة الشوكولا صوص فضائي "يوم عيد الفصح الماضي" صوص يضع على رأسه قبعة نقيب وعلى القبعة شاشة تلفزيون. يغضب الصوص ويتهم أهل كوكب الأرض بالتخلف.. وقد امتعض لأنهم كسروا "البيضة الطيارة" التي هي سفينة فضائية موهت على شكل بيضة وتنكر هو قائدها في هيئة صوص. وهو يخاف أن تكسر رتبته إلى "عميد" لأن رتبة "المواطن العادي" هي أعلى الرتب في كوكبهم..
ويحدثهم حديث عملائهم السريين على الأرض المكلفين بالتعرف "على سكان الأرض الذين سيطيرون إلى المريخ الثامن بعد خمسة وعشرين عاماً" وهم يعرفون أن اسم الطيار سيكون جينو أي مثلى اسم ابن الأستاذ تيبولا الأكبر.. وسيكون حينئذ في الثالثة والثلاثين من عمره.. الأستاذ تيبولا هو صاحب البيت الذي وجدت فيه البيضة.
"قال جينو: ياه- شف، شف، في مثل سني تماماً"
ثم يخبرهم أن مهمتهم أن يربوا أعضاء الطاقم المقبل "كما يجب" فتربية أهل الأرض "ليست جيدة جداً" "فأنتم لا تعلمونهم كيف يكونون مواطنين للكون" وأن كلمة عدو وغير موجودة خارج الأرض.." وقد اكتشف الصوص الفضائي أن جينو ابن الأستاذ تيبولا هو من يبحث عنه فحط على يده واعتبر أن مهمته قد انتهت.. وأكلوا البيضة على الفور.. في حكاية "الطريق التي لا تؤدي إلى أي مكان" يطالعنا سحر الحكاية أولاً ثم تأتي الحكمة التربوية والحض على البحث عن الجديد.. ففي إحدى القرى ثلاث طرق: إحداها تؤدي إلى البحر والثانية إلى المدينة، أما الثلالثة فلا تؤدي إلى أيّ مكان" أو هكذا أجاب الذين سألهم مارتينو.. إنها قائمة منذ القدم ولا تصل إلى أي مكان" وأحرج مارتينو الذين سألهم بأسئلته فاطلقوا عليه "اسم مارتينو العنيد" وكبر الطفل مارتينو وقرر أن يسير على الطريق ليرى إلى أين توصل.. عبر الغابات والمستنقعات، شكلت الأغصان المتشابكة نفقاً طويلاً معتماً.. تعب مارتينو وفكر بالعودة لكنه رأى كلباً.. تبعه مارتينو، فحيث يكون الكلب يكون البشر.. ووصل إلى مدخل حديدي كبير.. إنها قلعة كبيرة مشرعة النوافذ.. وكانت صاحبتها على الشرفة تلوح بيدها وتدعوه إلى الدخول. رحبت به وقالت:
- "إذن، أنت لم تصدق
- ماذا؟
- الحكايات التي تقول إن الطريق لا تؤدي إلى أي مكان؟
- حكايات بليدة.. أنا أرى أن في هذا العالم أماكن أكثر فما فيه من الطرق.."
كانت في القلعة كنوز كما في قلاع الحكايات.. وأهدته صاحبة القلعة الكثير مما في قلعتها وأعارته عربة قادها الكلب المدرب.. أحدثت عودته "مفاجأة كبرى" وعاد الكلب بالعربة.. قدم مارتينو الكثير من الهدايا إلى أصدقائه.. وكان كل من يسمع حكايته يحضر عربته ويمضي على "الطريق التي لا تؤدي إلى أي مكان" وكانوا يعودون "متهدلي الأنوف حياءً" فالكنوز "لا تنكشف إلا لذلك الذي ينطلق أولاً على الدرب الجديد" كان تونينو تلميذاً كغيره من التلاميذ.. لكنه، ذات يوم، لم يدرس جيداً واجباته فتمنى أن يصبح "غير مرئي" ليتخلص مما سيسببه ذلك من حرج أمام رفاقه وأمام المعلم.. وتحققت أمنيته.. صار غير مرئي يسمع ما يقوله الآخرون ويراهم ولا يسمع صوته أحد ولا يراه أحد.. تشيطن كثيراً وشاغب ولم يستطع أحد معاقبته.. ثم ذهب إلى البيت.. كانت أمه على الشرفة تنتظره.. قال لها: أنا هنا يا أمي.. ولم تره ولم تسمعه.. جاء أبوه وأسف لغيابه فصاح بأعلى صوته أنا هنا يا أبي.. ولم يسمعه أبوه.. فخرج من البيت وجلس في الحديقة قرب رجل طاعن في السن.. "صار من الذين لا يراهم أحد هو الآخر".. سأل الرجل تونينو عن سبب خروجه من البيت في وقت الغداء فقال له هل تراني وتسمعنى؟ وأكد الرجل أنه يراه ويسمعه ففرح كثيراً.. وحين نادته أمه عن الشرفة أسرع إليها غير خائف من لومها ومن صفعات والده.. ولم يعد يريد أن يبقى "غير مرئي"
وأمرُّ بحكاية "أبولينا صانعة الحلوى" وبحكاية "الجرذ الذي يأكل القطط" ويتباهى بذلك أمام أبناء جنسه المساكين فهو جرذ يعيش في مكتبة وللقطط التي يأكلها طعم الحبر والورق.. وحين يواجه قطاً حقيقياً لم ينبحُ من براثنه إلا بأعجوبة.. وأطوي صفحات وصفحات من حكايات نشرت وأخرى في طريقها إلى النشر.. أسأل من يكتبون للأطفال عندنا: أين نحن من أدب الأطفال الحقيقي الذي سيفتح عيون صغارنا الذين سيعيشون قضايا القرن الحادي والعشرين؟ أتمنى أن نكتب لهم مثل هذا الأدب ولن أندم إذا تحققت أمنيتي كما تحققت أمنية تونينو.
أنحّىي الأسئلة والأمنيات جانباً.. تزدحم في ذاكرتي حكايات كان يجب أن أذكرها.. تلوح في خيالي صور أغلفة رواياته الساحرة وأساطيره "الرومانية" المدهشة.. أشعر بشيء من العزاء عن تقصيري.. فمن يستطيع أن يعرض في بضع صفحات مثل هذا العالم الفسيح ولو بخطوطه العريضة!.
* أديب وقاص وشاعر
ارسال التعليق