أسرة
1- الإحسان إلى (الطالِب) في القرآن الكريم:
أ- أن تُعلِّمهُ كلّ شيء، أو كلّ ما تعلم، أو كلّ ما يتعلّق بالمهنة أو الحرفة أو الصنعة:
قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا) (البقرة/ 31).
وقال عزّوجلّ: (وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (البقرة/ 151).
وقال جلّ جلاله: (عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/ 5).
ب- أن تُعلِّمهُ ما ينفعهُ لا ما يضرّهُ أو يضرّ غيره:
قال سبحانه في المَلَكين هاروت وماروت:
(وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) (البقرة/ 102).
ت- أن يكون المعلِّمُ جديراً بمهمّته، مُتحلِّيّاً بالإيمان وحُسن الخُلق ليكون قدوة التلميذ الصالحة ونموذجه المؤثِّر:
قال تعالى على لسان موسى (ع) في خطابه لمُعلِّمه الخضر (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) (الكهف/ 66).
ث- أن تتدرّج معه في التعليم، فلا تلقي العلم بين يديه دفعة واحدة، وإنما تنتقل به من مرحلة إلى أخرى:
قال عزّ وجل: (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (الأنعام/ 67).
ج- إتاحة الفرصة له ليسأل، ويستفهم، ويُشكِّل، ويُحاور ويُناقش الأفكار والآراء:
قال سبحانه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل/ 43).
2- الإحسان إلى (الطالب) في الأحاديث والروايات:
أ- الإحسان إلى الطالب بتعريفه قيمة طلب العلم:
قال رسول الله (ص): "مَن طلبَ العِلْمَ فهو في سبيل الله حتى يرجع".
وعنه (ص): "طالبُ العلمِ طالبُ رحمة، طالبُ العلمِ ركنُ الإسلام، ويُعطى أجره مع النّبيِّين".
وممّا رُوي عنه (ص): "إنّ طالب العلمِ تبسطُ له الملائكةُ أجنحتها وتستغفر له".
ب- أن يُعلِّمه ما لم يعلم ليرفع درجته العلميّة، وينفع به نفسه ومجتمعه:
قال الإمام علي (ع): "ما أخذ الله سبحانه على الجاهل أن يتعلّم، حتى أخذ على العالِم أن يُعلِّم".
ت- الرِّفق بالطالب والرِّفق معه وإشعاره بأنّه ابن المُعلِّم يحرص على تربيته وتأديبه:
قال رسول الله (ص) يوصي المُعلِّمين بالإحسان إلى تلامذتهم: "لِينُوا لِمَن تُعلِّمون، ولِمَن تتعلّمونَ منه".
ث- من الإحسان إلى الطلبة، عدم المُحاباة وتمييز بعضهم على بعض، إلا بما ميّزوا به أنفسهم من جدٍّ واجتهادٍ وأدبٍ وأخلاق:
قال الإمام الصادق (ع): "ليكن الناس عندكَ في العلمِ سواء".
ولخّص الإمام علي بن الحسين (ع) حقوق الطالب أو المُتعلِّم على المُعلِّم، بقوله:
"أمّا حقُّ رعيّتك بالعلمِ (تلاميذك):
فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ إنّما جعلكَ قيِّماً لهُم فيما آتاكَ من العلم، وفتحَ لكَ من خزائنه، فإذا أحسنتَ في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم، زادكَ الله من فضله، وإن أنتَ منعتَ الناس علمك، أو خرقتَ بهم عند طلبهم العلم، كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يسلبكَ العلم وبهاءه، ويُسقِط من القلوبِ محلّك"!
3- الإحسان إلى (الطالب) في الأدب:
في الفلبين يقولون: "من السّهل أن تلد طفلاً، لكن من الصّعب أن تصنع منه إنساناً".
وقال العالِم التربوي (جون ديوي): "أفضل طريقة للتعليم، هي التي تأخذ بعين الإعتبار الفرد المُراد تعليمه قبلَ الموادّ التي يشتمل عليها منهاج التعليم".
وقال (الأب بيار): "لا تتمّ التربية الإنسانيّة إلا إذا هيّأتها العائلة وحافظت عليها".
ويقول شاعر النِّيل (حافظ إبراهيم):
ربُّوا البناتِ على الفضيلة إنها **** في الموقفين لهنّ خيرُ وثاقِ
وعليكمُ أن تستبين بناتُكُم **** نورَ الهُدى، وعلى الحياء الباقي
وفي (الإنجيل): "إن لم يَبْنِ ربُّ البَيتِ، فعبثاً يبني البناؤون"!
وقال (دنتون): "بعد لقمة العيش، أوّل حاجة للشعوب هي التربية".
4- برنامج الإحسان إلى (الطالب):
يجدر بأولياء الأمور والمعنيِّين بالشأن التربوي الإحسان إلى الطلبة والتلاميذ من خلال:
1- اختيار الأساتذة والمُعلِّمين الأكفاء الذين يحملون إلى جانب الخبرة والكفاءة حُسن الإيمان وحُسن الخُلق، ليكونوا قدوة صالحة وأسوة حسنة لتلاميذهم.
2- إشعار الطالب باللّطف والرِّفق، ومعاملته كإبن، وتفادي تحقيره أو تصغيره أو تعنيفه أو الإنتقاص من قدره، أو التقليل من شأنه فلابدّ من مكافأة الطالب الحسن بما يزيد من إحسانه، وبما يدفع الطالب المُسيء إلى التعلم منه والأخذ بسبيله.
3- ويحسن مراعاة مستوى الطالب والتدرّج معه في التعليم بحسب طاقاته ومواهبه ومؤهّلاته ورغبته فيما يختار من فروع العلم والمعرفة والأدب والفن.
4- معاهدته بالتوجيه والنصح والإرشاد، لينشأ نشأة سليمة، ويسلك سلوكاً رصيناً، ويكون فرداً صالحاً في أسرته ومدرسته ومجتمعه.
5- تعليمه كيف يُنمِّي ثقافته بنفسه، وكيف يُزكِّي نفسه بنفسه، وكيف يُربِّي ملكاته الفكريّة والأخلاقية بنفسه، ليكون أيضاً مُعلِّم نفسه في حال غابَ المُعلِّم أو انعدم.
ارسال التعليق