• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مفاهيم رمضانية

عمار كاظم

مفاهيم رمضانية

زكاة الفطرة:

إنّه لابدّ لك من إعطاء زكاة الفطرة عنك وعن عيالك قبل إتيانك بصلاة العيد ليكون ذلك متمماً لصيامك، فقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (ع): "إن من تمام الصوم إعطاء الزكاة يعني الفطرة كما إنّ الصلاة على النبيّ (ص) من تمام الصلاة لأنّه مَن صام ولم يؤدِ الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمداً، ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبيّ (ص)". وورد أنّ أمير المؤمنين (ع) قال في خطبة العيد يوم الفطر: "أدوا فطرتكم فإنّها سنّة نبيكم وفريضة واجبة من ربّكم، فليؤدها كلّ امرئ منكم عنه وعن عياله كلّهم ذكرهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم وحرهم ومملوكهم". وورد أنّ إمامنا الصادق (ع) قال لأحد أصحابه: "اذهب فاعطِ عن عيالنا الفطرة واعطِ عن الرقيق واجمعهم ولا تدع منهم أحداً فإنك إن تركت منهم إنساناً تخوفت عليه الفوت، قلت: وما الفوت؟ قال الموت".

الاعتكاف:

الاعتكاف لله ولو مرة في عمرك فإنّه سنّة نبيك (ص) وعمل أئمتك صلوات الله عليهم أجمعين وهو دأب العلماء والصالحين، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة/ 125). ويمكنك أن تأتي به في أي وقت من الأوقات لا يكون فيه مانع من الصيام، ويجزيك ثلاثة أيّام، وأفضل الأوقات لذلك العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فإنّ رسول الله (ص) "إذا كان العشر الأواخر من شهر رمضان اعتكف في المسجد وضربت له قبة من شعر وشمر المئزر وطوى فراشه". وهناك واجبات وآداب لابدّ من أن تلتزم بها عند اعتكاف فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "يلزم المعتكف المسجد ويلزم ذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة ولا يتحدث بأحاديث الدنيا ولا ينشد الشعر ولا يبيع ولا يشتري ولا يحضر جنازة ولا يعود مريضاً ولا يدخل بيتاً ولا يخلو مع امرأة ولا يتكلّم برفث ولا يماري أحداً وما كف عن الكلام من الناس فهو خير له".

الصدقة:

ثمّ اعلم أيها الصائم جعلك الله من المحسنين أنّ من الأمور المهمة التي حث عليها ديننا الشريف والتي تُستنزل بها الرحمة ويدفع بها البلاء والنقمة وتنمو عند الله تبارك وتعالى هي الصدقة والإنفاق في سبيل الله فقد قال الله سبحانه في محكم كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ) البقرة/ 254). وقال عزّ من قائل: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 261). وقد ورد أنّ رسول الله (ص) قال: "خير مال المرء وذخائره الصدقة". وقال (ص): "الصدقة تدفع ميتة السوء". وقال أمير المؤمنين (ع): "الصدقة جُنّة عظيمة وحجابٌ للمؤمن من النار". وقال (ع) أيضاً: "الصدقة أفضل الحسنات". واعلم أيها المؤمن أنّ فوائد الصدقة لا تقتصر على الثواب الأخروي والمقام المرموق عند الله سبحانه، بل إنّه تعالى جعل لها آثاراً وفوائد دنيوية كثيرة فمن ذلك أنّها تقضي الدين وتخلف البركة وتنفي الفقر وتزيد في العمر وتقي من ميتة السوء وتدفع البلاء وتفيد للشفاء وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي وردت في الروايات الشريفة. ثمّ اعلم أنّ صدقة السر أفضل بكثير من صدقة العلن لما في ذلك من صفاء في النية وإخلاص في العمل ولما فيه من حفظ ماء وجه المحتاج وعدم إذلاله. فانظر إلى قول أمير المؤمنين (ع) "إنّ أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله الصدقة في السر فإنّها تكفر الخطأ وتطفىء غضب الرب تبارك وتعالى". وكان إمامنا الصادق (ع) إذا أعتم وذهب من الليل شطره أخذ جراباً فيه خبز ولحم والدراهم فحمله على عنقه ثمّ ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلمّا مضى (مات) أبو عبدالله (ع) فقدوا ذلك فعلموا أنّه كان أبا عبدالله (ع).

ارسال التعليق

Top