• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الشباب لبنات داعمة لبناء المستقبل

عمار كاظم

الشباب لبنات داعمة لبناء المستقبل

عن الإمام عليّ (عليه السلام): «يا معشر الفتيان حصّنوا أعراضكم بالأدب ودينكم بالعلم». يولي الدِّين الإسلامي أهميّةً خاصّة بعنصر الشباب ويوكل إليهم أهمّ الأدوار والمهامّ التي تحتاجها الأُمّة في مختلف الميادين كالقيام بالأدوار العسكرية والأمنية والاجتماعية والعبادية، والإنسانية، والتطوعية، والسياسية، والجهادية، وطلب العلم، والمؤازرة، وغير ذلك ممّا يشكّل قاعدةً صلبة لبناء المجتمع الإسلامي المؤمن والواعي والمدرك لما يجري حوله والمتفاعل تفاعلاً إيجابياً مع محيطه ومؤثّراً في الواقع الذي يعيش فيه، وليس عنصراً هامشياً أو زائداً لا قيمة له في الوجود. ويضع أمير المؤمنين (عليه السلام) عناوين كبيرة لاهتمامات الشاب والأولويات التي يجب أن يحرص عليها فيقول: «أوّل الأشياء التي يجب أن يتعلّمها الأحداث، الأشياء التي إذا صاروا رجالاً احتاجوا إليها».

- التفقّه في الدِّين: والمراد أن يكون الشاب عالماً على الأقلّ بضرورات دينه الفقهية والعقائدية، ويعمل دائماً على تحديث معلوماته وثقافته حتى لا يكون موجوداً خارج زمانه، إنّ مسألة ترك التفقّه ليس اعتداءً على الذات وإنّما اعتداء على المجتمع، وبالتالي فهي تكاد أن تكون جريمةً يُقام الحدّ على مرتكبها.

- التعلّم: عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر». وعن الإمام عليّ (عليه السلام): «العلم في الصغر كالنقش في الحجر». وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «لست أحبّ أن أرى الشاب منكم إلّا غادياً في حالين، إمّا عالماً أو متعلّماً، فإن لم يفعل فرَّط وضيّع، فإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمّداً بالحقّ».

- قراءة القرآن: عن أبي عبدالله (عليه السلام): «مَن قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عزّوجلّ مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة». ومعنى هذا الاختلاط ترسّخ المفاهيم القرآنية في النفوس لتكون حافزاً له على فعل الخيرات وحائلاً دون ارتكاب المفاسد والشرور.

- الجد والاجتهاد: عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ لله مَلكاً ينزل كلّ ليلة فينادي يا أبناء العشرين جدّوا واجتهدوا». وهذا الحديث يوحي بأُمور ثلاثة: (أهميّة هذه المرحلة - الرهان الإلهيّ عليها - أنّها مرحلة جدّ واجتهاد وليست مرحلة لعب ولهو).

- الجدّ في طلب الآخرة: قال الإمام الحسن (عليه السلام): «يا معاشر الشباب عليكم بطلب الآخرة، فقد والله رأينا قوماً طلبوا الآخرة فأصابوا الدُّنيا والآخرة، والله ما رأينا مَن طلب الدُّنيا فأصاب الآخرة». فالدُّنيا في هذا الحديث ينالها المرء في خطّ الآخرة، فهي ليست مطلوبة بذاتها، وليست هدفاً مستقلاً، وهي والحال هذه ليست مذمومة بل هي ممدوحة ومرغوبة فنِعْمَ الدُّنيا التي ينالها المرء حال طلبه للآخرة، وبئس الدُّنيا التي يطلبها بمعزلٍ عن الآخرة.

- تزكية النفس: وهي من أرقى ما ينبغي أن يجعله الشاب أولى أولوياته لما لذلك من أثرٍ كبير في اتصافه بمكارم الأخلاق عند كبره، فاعتياد النفس الإنسانية على الفضائل والمكارم في الصغر يجعل هذه القيم والمبادئ منقوشةً في القلب لا يمكن ذهابها بسرعة، فعن الإمام عليّ (عليه السلام): «مَن لم يجهد نفسه في صغره لم ينبل في كبره».

- التعبّد لله: عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «فضل الشاب العابد الذي تعبّد في صباه على الشيخ الذي تعبّد بعد ما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس». ولعلّ المراد هنا أنّ الشاب إنّما يقدّم صورة حسنة عن الإيمان بالله تشكّل نقطة جذب للكثيرين من الناس تماماً كالصورة التي يقدمها النبيّ ويستقطب الناس من خلالها. فالشاب العابد له مقام القدوة والأسوة بين الناس تماماً كمقام المرسلين.

ارسال التعليق

Top