• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مزايا النشر الرقمي

مزايا النشر الرقمي

◄لعل من أبرز مزايا النشر الرقمي وخصائصه ما يلي:

1- التفاعلية (Interactivity) حيث يؤثر المشاركون في عملية النشر الإلكتروني على أدوار الآخرين وأفكارهم ويتبادلون معهم المعلومات، وهو ما يطلق عليه الممارسة الاتصالية والمعلوماتية المتبادلة أو التفاعلية، فمن خلال منصات النشر الإلكتروني سيظهر نوع جديد من منتديات الاتصال والحوار الثقافي المتكامل والمتفاعل عن بعد، مما سيجعل المتلقي متفاعلاً مع وسائل الاتصال تفاعلاً إيجابياً.

2- اللاجماهيرية (Demassification) حيث يمكن توجيه النشر الإلكتروني إلى فرد أو مجموعة معينة من الأفراد.

3- اللاتزامنية (A synchronization) إذ يمكن عن طريق النشر الإلكتروني القيام بالنشاط الاتصالي في الوقت المناسب للفرد دون ارتباط بالأفراد الآخرين أو الجماعات الأخرى.

4- الحركية (Mobility) التي تعني إمكان نقل المعلومات عن طريق النشر الإلكتروني من مكان لآخر بكلّ يسر وسهولة.

5- القابلية للتحويل (Convertibility) أي القدرة على نقل المعلومات عن طريق النشر الإلكتروني من وسيط لآخر.

6- الشيوع والانتشار (Ubiquity) بمعنى الانتشار حول العالم وداخل كلّ طبقة من طبقات المجتمع.

7- العالمية أو الكونية (Globalization) على أساس أنّ البيئة الأساسية الجديدة للنشر الإلكتروني ووسائل الاتصال والمعلومات أصبحت بيئةً عالمية.

8- القضاء على مركزية وسائل الإعلام والاتصال، إذ ستعمل الأقمار الاصطناعية على القضاء على المركزية في نشر المعلومات والبيانات، ولن يرتبط الناس بوسائل الإعلام من خلال المسافات الجغرافية فقط، وإنما سيرتبطون معاً من خلال اهتماماتهم المشتركة.

9- زوال الفروق التقليدية بين وسائل نشر المعلومات المتمثلة في الصحف والكتب والمجلات، حيث أصبح مضمون أي وسيلة منها عن طريق النشر الإلكتروني متاحاً ومشاعاً، في جميع الوسائل الأخرى وبأشكال وأساليب عرض وتقديم مختلفة ومتطورة.

10- أصبح النشر الرقمي والإنترنت بمنزلة مكان يعج بالناس والأفكار، تستطيع زيارته والتجول في جنباته، مما أتاح إيجاد ما اصطلح على تسميته بعالم الواقع الافتراضي (Cyber Space) الذي يزيل حواجز المكان والمسافة وقيود الزمان بين مستخدميه، حيث يستطيعون التواصل فيما بينهم بصورة تكاد تكون طبيعية، بغض النظر عن المسافات والتوقيتات التي تفصل بعضهم عن بعض.

11- في المجال العلمي والبحثي والجامعي فإنّ النشر الإلكتروني يتيح الفرصة أمام الباحثين والجامعيين إلى توجيه الجزء الأكبر من جهودهم إلى عمليات التحليل والتفسير والاستنتاج والتنبؤ والكشف عن الظاهرات والمتغيرات الجديدة – وهو ما يمثل العمود الفقري للعملية البحثية – وذلك بدلاً عما كان يحدث قبل ذلك من ضياع نسبة كبيرة من جهد الباحثين في الحصول على المعلومات، وهو ما سوف يؤدي إلى تطوير المعرفة وتحديثها في المجالات البحثية المختلفة، وازدهار الابتكار والبحث العلمي.

12- أنّ النشر ارقمي يضمن للجامعات ومراكز الأبحاث الجودة العالية للمخرجات المطبوعة التي أصبحت، من خلال تطور البرمجيات والطابعات، تضاهي كفاءة منتجات المطابع المحترفة وجودتها، بشكل يصعب التفريق بينهما أحياناً.

13- ضمان الاقتصاد الملموس في الوقت والجهد والمال، فالمراحل المعروفة في إعداد النسخ للطباعة كالتنضيد والإجراءات والمتطلبات البشرية والمالية والأجهزة والمعدات التي تستهلكها هذه المرحلة قبل أن تصل النسخة إلى آلة الطباعة هي العامل المؤثر والمباشر في ارتفاع كلفة الطباعة في المطابع، والتأخير والأجور المرتفعة للأيدي العاملة الفنية، وقد اختصر النشر الإلكتروني هذه العمليات كلّها، وأصبحت الكلفة الحالية تقدر بعُشر كلفة الطباعة التقليدية.

14- السرعة العالية في الإنجاز مع ضمان الجودة والكفاءة العالية وبأقل جهد.

15- التوفير في تكاليف الاستخدام الورقي بعد أن أضحت تكاليف الورق والطباعة في ارتفاع مستمر.

16- التوفير في تكاليف الإنتاج الكمي والتي تعد رخيصة إذا ما قُورنت بتكاليف الإنتاج الورقي.

17- التوفير في المساحات التي كانت تشغلها الوثائق والمستندات المطبوعة بأن يتم حفظها إلكترونياً.

18- سهولة إجراء المراجعة والتنقيح والإضافة للمواد المنشورة إلكترونياً وانخفاض تكاليفها.

19- مؤثرات التشويق والانطباع الجيد من وسائط سمعية وبصرية متعددة، فمن الناحية التقنية، يمكن للكتاب أن يتضمن الصور الملونة والرسوم التوضيحية بسهولة، كما يمكن أن يتضمن عروض توضيحية ومقاطع صورية (فيديو) وصوتية.

20- السرعة العالية في الإنجاز مع ضمان الجودة والكفاءة العالية، حيث يمكن نشر المادة الإلكترونية مباشرة على الشبكة، من خلال أحد المواقع، بعد أن تخضع لمراجعة سريعة من رئيس التحرير، ولا يتطلب النشر الإلكتروني وقت طويلاً لإخراج المادة في صورة ملف.

21- سهولة تداول المواد الإلكترونية وإمكانية تحميلها إلى حاسب القارئ في أي وقت دون تحمل تكلفة الشحن أو رسوم البريد.

22- اتساع دائرة القراءة والانتشار حول العالم، إذ يستطيع أي قارئ أن يتصل بالإنترنت ويطلع على كتابك أو مقالتك في أي مكان في العالم.

إنّ ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكومبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت، قد أدى إلى أحداث تغيرات كبيرة إن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات، إنّ النشر الإلكتروني واحد من هذه التغيرات التي صاحبت ظهور التكنولوجيا الحديثة، والنشر الرقمي هو الطريقة التي بواسطتها تقدم الوسائط المطبوعة كالكتب والبحوث العلمية بصيغة يمكن استقبالها وقراءتها عبر شبكة الإنترنت.

وتعد الصحف الإلكترونية جزءاً من مفهوم أوسع وأشمل هو النشر الإلكتروني الذي لا يعني فقط مجرد استخدام أنظمة النشر الإلكتروني وأدواته (DTB) Desktop Publishing أو أنظمة Computer-To-plate المتكاملة، بل يمتد حقل النشر الإلكتروني الآن ليشمل أيضاً النشر عبر الإنترنت On Line Publishing أو توزيع المعلومات والأخبار من خلال وصلات اتصال عن بعد Telecommunication Link، أو من خلال الوسائط المتعددة وغيرها من الأنظمة الاتصالية التي تعتمد على شبكات الحاسبات وتعتمد أنظمة النشر الإلكتروني التقنية الرقمية التي توفر القدرة على نقل ومعالجة النصوص والصوت والصورة معاً بمعدلات عالية من السرعة والمرونة والكفاءة.

ومع تطور النشر الرقمي وتغير المفاهيم الخاصة بسبل النجاح والتفوق تغير الوضع بالنسبة للصحيفة الإلكترونية وأصبح موعد الإنجاز الأخير لا يرتبط بوقت، بل انّه على مدار 24 ساعة يومياً: هذا التطور يعد نتيجة حتمية للمنافسة الشديدة بين الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وبشكل خاص التلفزيون والراديو والسياق فيما بينها لنشر الأخبار العاجلة... لذا فإنّ السمة الفورية والآنية في إمداد المستخدم بالإخبار والمعلومات من أهم مبررات الإقبال على قراءة الصحف الإلكترونية.

وأمكن للصحف الإلكترونية عن طريق النشر الرقمي تحديث صفحاتها في فترات متقاربة نظراً للسمات التي تتمتع بها الإنترنت فيما كانت الصحف المطبوعة تنتظر يوماً كاملاً لتحديث أخبارها.

إذ لجأ عدد كبير من المؤسسة العاملة في مجال النشر الرقمي إلى استخدام الأقراص المدمجة CD ROM التي تمتاز بخزن كميات هائلة من المعلومات.

إنّ ثورة الإنترنت جمعت بين تكنولوجيا مختلفة استطاعت أن تتخطى الحواجز الجغرافية والزمنية، وما ميز الإنترنت عن باقي تكنولوجيات الاتصال والمعلومات هو اعتماد الشخص على نفسه للوصول إلى مصادر المعلومات وتفاعله معها وهو عكس الوسائل السابقة التي يكون فيها المستفيد مستقبلاً فقط.►

 

المصدر: كتاب دراسات في الإعلام الإلكتروني

ارسال التعليق

Top