◄إنّ التربية الإسلامية السليمة التي تؤدي إلى بناء الشباب والشابات ضرورية لكل مجتمع.
فالإسلام جاء ليربي الإنسان روحاً وجسداً وعقلاً وأخلاقاً وسلوكاً ويجعل من الشباب طاقة إنتاجية تتهيمن على الأرض ويسخرها لتحقيق السعادة والأمن والطمأنينة ويصبحون أكفاء قادرين على تحمل الأمانة.
وقديماً قال الشاعر وهو يفتخر:
ونشرب ان وردنا الماء صفوا **** ويشرب غيرنا كدرا وطينا
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما **** تخر له الجبابر ساجدينا
وسن المراهقة يحتاج إلى رعاية ورقابة وارشاد وخاصة فترة الشك التي يتعرض لها الشباب. فالتربية هي إصلاح ما يحتاج إلى إصلاح قبل أن يفلت من أيدينا الزمام فلا نستطيع أن نربي التربية السليمة.
وقال ليتري (Littre): "إنّ التربية هي العمل الذي تقوم به لتنشئة طفل أو شاب وإنها مجموعة العادات الفكرية أو اليدوية التي تكتسب، ومجموعة من الصفات الخلقية التي تنمو".
وقال بن القيم -رحمه الله-: فمن أهمل تعليم ولده ما ينقصه، وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا هم بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً".
وإذا نظرنا إلى هذه الكلمات التي ساقها ابن القيم – رحمه الله – إن كثيراً من الآباء يهملون تنشئة أبنائهم على الدين والاستقامة وهم في أوّل الطريق وإذا كبروا ساروا في مسالك بلا تحفظ أو وجدان.
وكان من نتائج الاهمال:
· الفشل في الدراسة
· السرقات والاختلاسات
· ترك الأمور الدينية بعد موت الوازع الديني
· الأثر النفسي حين يرى أمامه أصدقاءه رجالاً لهم وزنهم في المجتمع.
مع هذا نرى الآباء يلومون أبناءهم ويصفونهم بالانحراف أو التمرد.
بل الذم يقع على الآباء لأنّهم فرطوا في تربية أبنائهم حين كانوا كالعجينة اللينة في أيديهم.
وقديما قال الشاعر:وينشأ ناشيء الفتيان منا **** على ما كان عوده ابوه!!
وصدق رسول الله (ص) حين قال:"كل مولود يولد على الفطرة، فابواه يهودانه، أو ينصرانه، أو بمجسانه".
فماذا يكون موقفك حين يقول لك إبنك: اهملت تربيتي في صغري، بهذه النشأة الأولى مهمة جدّاً وإنني أناشدكم أيها الآباء أن لا تفرطوا بهذه العجيننة اللينة.
- الإسلام هو الأساس:
فتربية الأبناء تقوم على أساس من الإسلام في مبادئه وأخلاقه فالأب هو المربي والمعلم الأوّل وهو المدرسة الأولى وهو الموجّه التربوي بتعليمه ما ينفعه في الدين والدنيا ولعل القارىء الكريم يسأل السؤال الذي يتردد حائراً على الشفاه، من المسؤول عن شؤون الشباب؟؟ إنّ الذين يتحملون مسؤولية النشء هم الآباء، والدعاة، والحضانة ورياض الأطفال، والمدارس، والجامعات، والإذاعة، والتلفاز، والصحافة، والأندية بأنواعها.
كل هؤلاء عليهم أن يساهموا في مشكلة الشباب التربوية والاجتماعية. فيستطيع الواعظ أن يقوم بدور إرشادي وفعال. وهكذا تكون المدرسة والمذياع والتلفاز والصحف والمجلات حتى تنشىء الشباب.
قال أحمد شوقي وهو يخاطب المصلحين قائلاً: "ربوا على الانصاف فتيان الحمى تجدوهم كهف الحقوق كهولاً فهو الذي يبني الطباع قويمةوهو الذي يبني النفوس عدولاً".
- توصيات:
وفي رأيي إننا إذا أردنا أن نصل إلى حل مشكلة الشباب، فإنّه لابدّ أن نُسخّر كل طاقاتنا ونحقق كل بنود المؤتمرات التربوية والدينية التي عقدت في جميع الدول الإسلامية.
ولابدّ من عمل هيئة مشرفة على الشباب، وربط الشباب بهذه الهيئة.
ويجب وضع كتب ورسائل مبسطة عن التيارات المنحرفة وتوزيعها على الشباب في المدارس والنوادي والمراكز وإعادة النظر في تربية النشء، ووضع مناهج تربوية على أسس مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي.
ولابدّ كذلك من التنسيق بين أجهزة الدولة وخاصة وزارة الإعلام والأوقاف ورعاية الشباب ووزارة التربية ومشاركة الشباب في التخطيط للوسائل والطرق حتى تتحقق أهداف العمل الإسلامي وبناء مسجد إن أمكن في كل مدرسة أو معهد أو جامعة ويجب أيضاً إصدار مجلة أسبوعية أو شهرية تتضمن ما أنتجه الشباب من أبحاث، ونشر العقيدة الإسلامية والرد على النظريات أو الشبهات التي تثار حول الشباب أو حول الدين والقيام برحلات إلى مكة والمدينة حتى تنمو الروحانية الدينية فيهم.
ولابدّ من إعداد المدرس الصالح ليكون عنصراً مفيداً وفتح الحوار الهادف بين الطلاب في المدارس أو المعاهد أو الجامعات مع المدرسين أو الموجهين. والتنسيق بين البيت والمدرسة.
ويجب على وسائل الإعلام من تلفاز وإذاعة ومسرح وجرائد ومجلات أن تشجع الفضيلة وتحارب الرذيلة لأن رسالة وسائل الإعلام البناء لا الهدم.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق