• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

سرطان الغدة الدرقية.. مرض قابل للعلاج

سرطان الغدة الدرقية.. مرض قابل للعلاج

كلمة سرطان كلمة مخيفة، لكنه ليس دائماً مرضاً قاتلاً. سرطان الغدة الدرقية، مثلاً، هو مرض قابل للعلاج في أغلب الحالات، شريطة اختيار العلاج المناسب، والالتزام به.

يصيب سرطان الغدة الدرقية خلايا الغدة الدرقية (وهي غدة في شكل فراشة) توجد أسفل الرقبة، تحت ما نسميه تفاحة آدم. تفرز الغدة الدرقية الهرمونات التي تضبط دقات القلب وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، ووزنه. وعلى الرغم من أن سرطان الغدة الدرقية ليس مرضاً واسع الانتشار، إلا أنّ الأرقام تشير إلى أنّه في تزايد. ويعتقد الأطباء أنّ هذا راجع إلى توافر آلات وتقنيات علمية متطورة تمكنهم من اكتشاف أورام صغيرة جدّاً في الغدة الدرقية لم يكن من الممكن العثور عليها في الماضي. وللإشارة فإنّ معظم سرطانات الغدة النخامية يمكن أن تشفى مع تلقي العلاج المناسب.

 

ألم:

عادة، لا يسبب سرطان الغدة الدرقية أي علامات أو أعراض في مراحله المبكرة، ولكن مع تطوره يمكن أن يسبب ما يلي:

-         كتلة يمكن الشعور بها تحت البشرة في الرقبة.

-         تغير في الصوت أو صوت بحة.

-         صعوبة في البلع.

-         ألم في الرقبة والحنجرة.

-         انتفاخ في الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة.

 

تحولات جينية:

ليس من الواضح ما السبب الرئيسي الذي يسبب سرطان الغدة الدرقية، إلا أنّ هذا النوع من السرطان يحدث عندما تحدث تغيرات جينية (تحولات) على مستوى خلايا الغدة الدرقية. هذه التحولات تجعل الخلايا تكبر وتتضاعف. كما أنّ هذه الخلايا تفقد القدرة على أن تموت مثلما هو الشأن بالنسبة إلى أي خلية عادية. ويشكل مجموع الخلايا المتحولة المتراكمة ورماً سرطانياً. ويمكن أن تقوم الخلايا المتحولة أو الخلايا غير الطبيعية بمهاجمة الأنسجة المجاورة لها ويمكنها أن تنتشر في باقي أنحاء الجسم.

 

أنواع:

يحدد علاج سرطان الغدة الدرقية بعد تحديد نوعية السرطان، حيث إن هناك أنواعاً عدة من سرطان الغدة الدرقية، ومنها:

-         سرطان الغدة الدرقية الحليمي، وهو أكثر هذه الأنواع شيوعاً، حيث يمثل نسبة 80 في المئة من حالات سرطان الغدة الدرقية التي يتم تشخيصها.

-         سرطان الغدة الدرقية الجريبي، ومن ضمنه أيضاً نوع اسمه سرطان خلية "هورتل".

-         سرطان الغدة الدرقية النخاعي، ويتم الربط أحياناً بينه وبين متلازمات جينية وراثية تتضمن أوراماً في غدد أخرى. ومع ذلك فإن أغلب أورام الغدة الدرقية النخاعية فردية بمعنى أن لا علاقة بينها وبين المتلازمات الجينية الوراثية.

-         سرطان الغدة الدرقية الكشمي، وهو نوع نادر جدّاً، عنيف وعلاجه ليس سهلاً.

-         لمفوما الغدة الدرقية، ويبدأ هذا النوع من السرطان في خلايا الجهاز المناعي على مستوى الغدة الدرقية، وهو نوع نادر جدّاً.

-         وتعتمد الخيارات العلاجية المتاحة أمام المريض على نوعية السرطان والمرحلة التي بلغها، والحالة الصحية العامة للمريض وما يفضله شخصياً. علماً بأنّ أغلب حالات سرطان الغدة الدرقية قابلة للعلاج.

 

الجراحة:

يخضع أغلب المصابين بسرطان الغدة الدرقية لعمليات جراحية من أجل إزالة كلّ أو جزء من الورم. وهذه العمليات تتضمن:

-         إزالة جزء من الغدة الدرقية أو كلها، وهذا النوع من العمليات هو العلاج الأكثر شيوعاً.

-         إزالة العقد الليمفاوية الموجودة في الرقبة، فعند إزالة الغدة الدرقية يمكن للجراح أن يزيل العقد الليمفاوية المتضخمة من رقبتك ويخضعها للتحليل بحثاً عن أي خلايا سرطانية. وتجرى هذه الجراحة بإجراء شق في البشرة أسفل الرقبة. وتنطوي هذه الجراحة على خطر النزيف أو الالتهاب. كما يمكن أن يلحق الضرر بالغدد المجاورة للغدة الدرقية خلال الجراحة، كما يؤدي لاحقاً إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الجسم، كما أن هناك أيضاً احتمال أن يصيب الأعصاب المرتبطة بالحبال الصوتية أي تلف، ما يمكن أن يسبب شللاً في الحبال الصوتية، أو بحة أو تغيُّراً في الصوت، أو صعوبة في التنفس.

 

العلاج بالهرمونات:

بعد إجراء جراحة سرطان الغدة الدرقية يعطى المريض هرمونات علاجية مدى الحياة. لهذه الهرمونات فائدتان: أوّلاً، هي تزود الجسم بالهرمونات الناقصة التي كان من المفترض أن تفرزها الغدة الدرقية. وثانياً، هي تحد من إنتاج الغدة النخامية الهرمون المحفز للغدة الدرقية (تي سي إتش)، ويبدو أنّ المستويات العالية من هرمون (تي سي إتش) تقوم بتحفيز أي خلية سرطانية متبقية بعد الجراحة على النمو. ويخضع المريض لفحص دم كلّ بضعة أشهر لمعرفة مستويات الهرمونات الدرقية إلى أن يعثر الطبيب على المستوى المناسب للمريض.

 

الأيودين المشع:

في العلاج بالأيودين المشع تستعمل كمية كبيرة من نوع معيّن من الأيودين المشع. ويستعمل العلاج بالأيودين المشع عادة بعد عملية استئصال الغد الدرقية، لتدمير أي أنسجة درقية باقية، أيضاً المناطق المجهرية الصغيرة جدّاً التي لم تتم إزالتها خلال الجراحة. كما يمكن أيضاً أن يستعمل العلاج بالإشعاعات لعلاج سرطان الغدة الدرقية الذي يعود للظهور بعد العلاج أو ذلك الذي ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.

ويأتي العلاج بالأيودين المشع في شكل كبسولة أو سائل يتم تناوله عن طريق الفم. ويتم امتصاص الأيودين المشع أساساً من قبل خلايا الغدة الدرقية وخلايا الغدة الدرقية السرطانية. لذلك، فاحتمال أن تتضرر خلايا أخرى في الجسم بهذا النوع من العلاج هو احتمال ضعيف جدّاً.

ومن التأثيرات الجانبية لهذا العلاج نذكر الغثيان وجفاف الفم وجفاف العين وتغير في الإحساس بحاستي الذوق والشم، ألم في المكان الذي انتشرت فيه الخلايا السرطانية، مثلاً، في الرقبة والصدر.

 

العلاج بالإشعاعات الخارجية:

يمكن للعلاج بالإشعاع أن يعطى خارجياً، وذلك باستعمال آلة تسلط قدراً  كبيراً من الطاقة على نقط معينة في الجسم. وهذا النوع من العلاج يعطى للمريض في شكل جلسات، تدوم كلّ جلسة بضع دقائق، خمسة أيام في الأسبوع، لمدة ستة أسابيع تقريباً. وخلال فترة العلاج يستلقي المريض على منضدة العلاج، بينما تدور الآلة حول جسمه. ويستعمل العلاج بالإشعاعات الخارجية غالباً لعلاج سرطان الغدة الدرقية الذي انتشر إلى العظام.

 

العلاج الكيماوي:

العلاج الكيماوي هو دواء يعطى للمريض يعتمد على استعمال مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية. وغالباً ما يعطى العلاج الكيماوي عن طريق حقنة في الوريد، فيتوغل الدواء عبر الأوعية الدموية في الجسم ويقتل الخلايا سريعة النمو، بما فيها الخلايا السرطانية. ويعتب العلاج الكيماوي محدود الانتشار في علاج سرطان الغدة الدرقية، لكنه قد يكون مفيداً لعلاج الأشخاص الذين لا يستجيبون لأنواع أخرى من العلاج.

 

نفسياً:

عندما يتم تشخيص سرطان الغدة الدرقية لأوّل مرة عند المريض، قد يشعر هذا الأخير بالخوف والحيرة، ولا يعرف ما الذي سيفعله في هذه الحالة. لكن أهم شيء هو الحفاظ على المعنويات مرتفعة وحالة نفسية جيدة، ولكل شخص طريقته الخاصة في التعايش مع المرض والبحث عن علاج. وللتغلب على الاكتئاب ورفع المعنويات، على المريض أن يبحث ويعرف كل شيء عن سرطان الغدة الدرقية، وأن يحاول التعرف إلى أشخاص آخرين مصابين بالمرض نفسه أو كانوا مصابين ثمّ تعافوا من المرض، وهؤلاء يمكن العثور عليهم من خلال سؤال الطبيب نفسه، كما ينبغي أن يسيطر المريض على وضعه الصحي من خلال اتباع نصائح الطبيب والتزام العلاج بمواعيده وتناول تغذية مناسبة، وممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع.

ارسال التعليق

Top