• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مواقع رضا الله في حياتنا

مواقع رضا الله في حياتنا

"الإيمان.. أن يكون رضا الله تعالى هو الخط الذي يسير عليه المؤمن، والأفق الذي يتطلع إليه".

 

-        الثقة بالله سبحانه وتعالى:

يقول الإمام الكاظم (ع) في وصيّته لهشام بن الحكم: "يا هشام، قال تعالى: وعزتي، وجلالي، وعظمتي، وقدرتي، وبهائي، وعُلُوّي في مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت الغنى في نفسه، وهمّه في آخرته، وكففت عنه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلِّ تاجر". هذه الكلمات نسبها الإمام (ع) إلى الله سبحانه وتعالى – وهو الصادق الأمين – وقد تكون من الأحاديث القدسية التي وردت عن الله تعالى بشكل غير مباشر، أو أن تكون قد وردت في صحف الأنبياء (ع)، كصحف إبراهيم وموسى (ع)، وغيرهما مما أوحى الله تعالى به إلى أنبيائه. إنّ هذه الفقرات تشير إلى معنى يتّصل بالإيمان، حيث يريد الله عزّ وجلّ للإنسان في تصوّراته الإيمانية، وفي ما يختزنه في نفسه، في كلِّ مواقع إرادته، ومناهج سلوكه، أن يحقّق ما يريده الله تعالى وما يحبّه، بحيث يفقد الإنسانُ نفسه أمام الله سبحانه وتعالى، فلا يكون لذاته، في عناصرها الشخصية، في ما يحبّه الإنسان ويهواه، أيُّ دور في ما يفعل، أو في ما يترك، بل هو في كلِّ أموره في الحياة، ينصر موقع رضا الله تعالى أي أن رضا الله هو الخط الذي يسير عليه، والأفق الذي يتطلّع إليه.

 

-        رضا الله:

إنّ هذا المستوى من الإيمان يمثّل أعلى درجات الإيمان. وللإيمان درجات؛ فربما نجد إنساناً مؤمناً بالله في عقيدته وتصوّراته، ولكنه، في حركته في الحياة، قد يستجيب لهواه بنسبة معيّنة، وهذا ما يحصل لدى الذين يمارسون الخطيئة في بعض مواقعها أو مواردها. أمّا المؤمن الذي يبلغ أعلى درجات الإيمان، فهو لا يقدّم رجلاً ولا يؤخّر أخرى حتى يعلم أن ذلك لله رضا، فلا ينظر إلى ما تريده نفسه التي قد تكون أمّارة بالسوء، بل ينظر إلى ما يريده الله تعالى، فيجعل هواه في خطِّ ما عبَّر عنه الحديث بهوى الله، والمراد من هوى الله محبته ورضاه، وجزاء هذه المرتبة التي يحصل عليها، هو الغنى في نفسه، والغنى في معرفته لربه، وفي إيمانه بالله تعالى؛ أي أن يشعر أنّ الله هو الغني، ومنه الغنى، ومنه كل شيء، لأنّه يملك الرزق كلَّه. ولذلك، فإن ارتباطه بالله سبحانه وتعالى يجعله لا يحسُّ بالفقر. وقد ورد ما يُقرّب من هذا المعنى في الدعاء المأثور: "ما فقد من وجدك، وماذا وجد من فقدك".

"وهمّه في آخرته"، إذ إنّ الإنسان إذا آمن بالله تعالى، فإنّ الدنيا لا تعود تمثِّل عنده شيئاً؛ لأنّ الآخرة هي ما يتطلع إليه، ويطمح إليه، وبذلك يعيش الهم في الدنيا أنّه كيف يعمل لتكون له الدرجة العليا في الآخرة.

"وكففت عنه ضيعته". المراد بالضيعة الضياع، أو الهلاك والتيه، أي جعلته يعرف طريقه، بحيث إنّه لا يشعر بالضياع، ولا يعرف التيه، بل يعرف طريقه في ما يعطيه الله تعالى من وعي السير المستقيم.

"وضمنت السماوات والأرض رزقه"؛ ومن المعلوم أنّ الإنسان يُرزق من خلال ما أودعه الله من مصادر الرزق، من المطر الذي ينزل على الأرض فيحييها، ومن خلال ما أعدّه الله في الأرض من موارد الرزق، وكأنّ الله يسهّل ذلك، فتضمن له السماوات والأرض رزقه.

"وكنت له من وراء تجارة كلِّ تاجر"؛ بحيث يهيئ له أسباب الربح، ويشجّع الآخرين الذين يتاجرون في مواقع التجارة.

هذا هو الجوّ الذي توحي به هذه الفقرات. ومن الطبيعي أنّ الوصول إلى هذه الدرجة بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتفكير والتطلّع إلى مواقع خلق الله تعالى، وفي أسرار العظمة التي تتمثّل فيها، ومواقع نعمة الله تعالى في امتداداتها في حياة الإنسان، الأمر الذي يحتاج إلى جهاد فكري، وجهاد روحي، وجهادٍ عمليّ.

 

-        مفتاح الشر:

ويتابع الإمام الكاظم (ع) وصيته، فيتعرّض إلى بعض الجوانب المتصلة بأخلاقية الإنسان، بسلوكه في نفسه ومع غيره، فيقول (ع): "يا هشام، الغضب مفتاح كل شر"؛ المزاج الغضبي الانفعالي، الذي يثور في الإنسان عندما يواجه السلبيات التي لا تنسجم مع مزاجه، سواءٌ كان ذلك مما يعرض عليه في نفسه، أو مما يعرض عليه من خلال الآخرين الذين قد يسيئون إليه، أو يتصرَّفون معه تصرُّفاً لا ينجسم مع ما يحبّه ويرضاه، فيندفع الإنسان بسبب ذلك ليتصرَّف تصرُّفاً لا ينطلق من خلال دراسة للنتائج السلبية أو الإيجابية في هذا المجال أو ذاك، بل ينطلق انطلاقاً عشوائياً من خلال ردّة الفعل، ولا يتصرّف من خلال التخطيط للفعل الذي يراد به أن يحقق ما فيه مصلحة الإنسان. بل ينطلق انطلاقاً عشوائياً من خلال ردّة الفعل، ولا يتصرّف من خلال التخطيط للفعل الذي يراد به أن يحقق ما فيه مصلحة الإنسان. وقد ورد الكثير من الأحاديث الشريفة عن مسألة الغضب. فقد ورد عن النبي (ص): "الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل"؛ فإنّ الإنسان عندما يغضب، فإنّه يفسد إيمانه، لأنّه لا يفكِّر إلا في ذاتياته، ولا ينطلق إلا من خلال نقاط الضعف المخزونة في داخل نفسه، فإذا غضب الإنسان فإنّه يفقد عقله، وإذا فقد عقله فإنّه يفقد إيمانه، لأنّ العقل هو الذي يحدِّد له السير في الأمور من خلال المبادئ التي يؤمن بها، والتي تؤدي به إلى النتائج الجيِّدة، في ما يتصل بحياته.

 

-        الغضب ساحة الشّيطان:

وفي حديث آخر أيضاً عن الإمام الباقر (ع)، يقول: "إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم". ثمّ يعطي الإمام (ع) شاهداً على الطريقة التي يؤثر فيها الغضب على الإنسان من الناحية الجسدية، "وإنّ أحدكم إذا غضب احمرَّت عيناه، وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه"؛ والجمرة إذا دخلت في شيء، فإنها تترك تأثيراتها على ما دخلت فيه، من حيث الالتهاب الذي يصيب كلّ ذلك. وكأنّ الإمام (ع) يريد أن يقول: إنّ هذه الجمرة الداخلية الشعورية، هذه الجمرة الإحساسية، تلهب أحاسيس الإنسان، وتلهب مشاعره، فتنتفح أوداجه، وتحمرّ عيناه، ويكون ساحة مفتوحة للشيطان يدخل فيها، لأنّ الشيطان يدخل على الإنسان عندما يغفل عن حركة عقله، وعن حركة إيمانه.

ويقول الإمام علي (ع) في رسالته إلى الحارث الهمداني: "واحذر الغضب، فإنه جند عظيم من جنود إبليس"؛ لأنّ إبليس يدخل إلى الإنسان عندما يغيب عقله، ويفقد توازنه، وعندما يفقد أيضاً دراسته للحسن والقبيح من الأشياء. وفي حديث له (ع): "إيّاك والغضب، فأوّله جنون، وآخره ندم"، لأنّ الجنون يمثِّل الواقع الداخلي للإنسان الذي يدفعه إلى أنْ يتصرف من دون تفكير، ومن دون أيّة حالة من حالات التوازن بين المنافع والمضارّ. ولذلك فعندما تهدأ أعصابه، وينظر إلى الجانب السلبي من تصرفاته، تراه يندم على ما فعله وما تكلّم به.

ويقول الإمام الصادق (ع): "من لم يملك غضبه، لم يملك عقله"؛ لأنّ الإنسان ينفتح على العقل عندما يكون في حالة نفسية هادئة، يملك فيها الحسابات التي يحسب فيها حساب الربح والخسارة، وحساب الضرر والنفع، فإذا غضب الإنسان فقد هذا الهدوء، وفقد هذا التوازن، ومن الطبيعي أن يفقد عقله.

وقد ورد عن النبي (ص)، وهو يتحدَّث عن الذي يحدِّد قوّة الإنسان وشجاعته: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"؛ والصرعة كناية عن الإنسان الذي يندفع اندفاعاً أعمى، ويثار بطريقة وأخرى، وفي المقابل، فإنّ الإنسان الذي يملك نفسه عند الغضب، ويملك القوّة التي يستطيع أن يسيطر بها على نفسه هو الإنسان القويّ.

 

-        المفهوم الإسلامي للقوة:

وعن النبي (ص) أنّه قال لأصحابه: "ما الصّرعة فيكم؟"، والنبي (ص) يسأل أصحابه ليختبر كيف يفكّرون، وهذا منهج تربوي رائع، حيث إنّ القائد، سواءٌ كان نبياً أو مصلحاً أو عالماً، يحاول دائماً أن يكتشف كيف يفكر أصحابه والسائرون معه، فإذا اكتشف أن هناك خللاً في ما يفكرون فيه، وجّههم وقادهم إلى الصواب. وقد سأل النبي (ص) أصحابه: كيف تقيّمون الشجاعة والقوة عندكم؟ قالوا: "الشديد القوي الذي لا يوضع جنبه"؛ يعني الذي لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه، فقال (ص): "بل الصرعة حق الصرعة"، أي أنّه الرجل القوي الشجاع، هو الذي يملك الإرادة، وقوة السيطرة على النفس، "رجل وكز الشيطان في قلبه"؛ اي دخل الشيطان في قلبه ليثير فيه الانفعالات، "واشتد غضبه وظهر دمه"، بحيث احمرَّ وجهه، "ثمّ ذكر الله، فصرع بحلمه غضبه"؛ يعني الذي يسيطر على غضبه ويمنعه من أن يندفع به من دون تفكير أو تدبّر.

ذات يوم، مرّ النبي (ص) بقوم يرفعون حجراً كبيراً، وكلُّ واحد منهم يحاول رفعه، فقال لهم النبي (ص): ماذا تفعلون؟ والهدف من سؤاله هو إظهار المنهج الإسلامي العقلائي في أن يقوم الإنسان بعمل إلا إذا كان هذا العمل ينطلق من هدف يتصل بحياة الإنسان ومنافعه، فقال القوم: نريد أن نعرف أيُّنا أشدُّ قوّةً؟ فأراد النبي (ص) أن يوجِّههم بأنّ قضية القوَّة ليست القوَّة الجسدية، وإن كانت مطلوبة، ولكنّها ليست هي القيمة الجوهريّة الذاتية، لأنّ القوّة الجسدية هي من الأمور المادية التي يمكن للإنسان أن يصل إليها بالتدرّج، بواسطة الفنّ التدريبي. ولذلك فإنها تمثِّل قيمةً جسديةً، ولا تمثل قيمةً إنسانيةً ترتفع بإنسانية الإنسان.

قال (ص): "الا أخبركم بأشدّكم وأقواكم" قالوا: "بلى، يا رسول الله" فأراد (ص) أن يوجههم إلى القوة الروحية، التي تجعل الإنسان يمسك خطَّ التوازن في نفسه وفي نظرته للأشياء، قال (ص): "أشدُّكم وأقواكم"، "الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا في باطل"؛ أي أنّ الإنسان إذا أحب لا يزيد في حبّه عمّن يحب في المستوى الطبيعي، "وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق" وهو أيضاً الذي يسيطر على عاطفته السلبية، فنحن إذا سخطنا على شخص أو غضبنا منه، ننزله إلى أسفل الدرجات، كما قال الشاعر:

وعين الرضا عن كلِّ عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا

فعندما نسخط على بعض الناس وعندهم صفات جيِّدة، فعلينا أن لا نغمط حقَّ هذا الإنسان في ما يتميّز به من الصفات، وهذا ما أكَّده القرآن الكريم، قال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) (الأنعام/ 152)، فعلى الإنسان أن يعدل ويعطي كل ما يستحقّه في خطّ العدل، ولا يزيد عن ذلك بفعل العاطفة. وكذلك الأمر بالنسبة للعدوّ، قال تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة/ 8)، فلا ينقص عدوّه ما يملكه من الصفات في ميزان القيمة العلميّة والروحية والأخلاقية.

"وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق"؛ فإنّ الإنسان، في كثير من الحالات، عندما يكون ضعيفاً، يبقى متوازناً مع الناس، ولكن إذا قدر، فقد يستعمل قدرته وقوّته ليسيطر على الشّخص الضعيف بما لا حقَّ له. الإنسان القويّ هو الذي يستطيع أن يحكم على نفسه، بحيث تبقى نفسه في توازنٍ في الجانب العاطفي، وفي الجانب العملي في حياته. قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 133-134)، وكظم الغيظ هو أن لا تفجِّر غيظك إذا حصل أي غضب من أيِّ شخص، فلا تتحرّك بردّة فعل، بل حاول أن تتمرد على غضبك لتحبسه حتى لا ينفجر وتتصرف تصرفاً غير مشروع، وغير عقلاني، أو ليس في مصلحتك. وفي الحديث عن النبي (ص) يقول: "ما تجرّع عبدٌ جرعةً أفضل عند الله من جرعة غيظ كظمها له ابتغاء وجه الله"، فأن يكظم الإنسان غيظه لله تعالى، وقربةً لله تعالى، فإنّه يقوّي الجانب العقلاني منه.

ويشير الإمام علي (ع) إلى أنّ على الإنسان أن لا يشفي غيظه، "متى أشفي غيظي؟ أحين أقدر؟ فيُقال لي لو عفوت، أو حين أعجز؟ فيقال لي لو صبرت"؛ فالإنسان عندما يقدر، فالعفو عند المقدرة من أفضل العفو، وإن عجز فعليه أن يصبر. ويقول (ص) في الجانب السلبي: "من طلب شفا غيظه بغير حق، أذاقه الله هواناً بحق"؛ فلو أن أحداً تكلَّم معك كلمةً سيِّئة، فلا يجوز أن تضربه، فإنّ الإسلام يقول لك من اعتدى عليك، اعتد عليه بمثل ما اعتدى عليك، أي كلمة بكلمة، أما أن تقابلها بضربة، أو قتل، فهذا شفاء بغير حق، فالله تعالى يجعل لك الهوان في الدنيا بالحق.

والمسيح (ع) عندما سأله الحواريون عن أيِّ الأشياء أشدّ وأخطر، قال (ص): "أشدّ الأشياء هي غضب الله، وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض". فقالوا: وكيف نتقي غضب الله؟ قال (ص): "لا تغضبوا"، فالغضب هو مفتاح كلِّ شر، وهو الذي يقود الإنسان إلى غضب الله تعالى، وقد ورد في حديث عن الإمام الباقر (ع): "أي شيء أشد من الغضب؟ إنّ المرء ليغضب، فيقتل النفس المحترمة".

وهناك نوعٌ من أنواع الغضبِ المحمود، وهو أن يغضب لله تعالى في الموارد التي يتحدى فيها الآخرون الله، ويتحدّون فيها الإسلام والمسلمين، فعلى الإنسان حينئذٍ أن يغضب، وذلك الغضب هو الغضب العقلاني الذي ينطلق من خلال خطّةٍ يحاول من خلالها الإنسان أن يسقط كل الخطط التي يخطِّط لها الآخرون لإضعاف الإسلام. قال الإمام علي (ع): "من أحدّ سنان الغضب لله، قوي على أشدّاء الباطل"، وهذا النوع من الغضب الداخلي العقلائي، من إرادة واعية وإيمان، يجعل من قوّتك تتضاعف، وعندها تستطيع أن تقهر أشدّاء الباطل.

 

المصدر: كتاب الندوة/ سلسلة الحوارات الأسبوعية بدمشق ج14

ارسال التعليق

Top