◄جاء الإسلام متناولاً كلّ شيء من العقائد والشرائع التي تكفل للناس السيادة في الدنيا والسعادة في الآخرة.
ففي العقائد يتناول أمور الدين، وعالم ما وراء الطبيعة، فهو يتحدث في وصف وإسهاب عن:
1- الله: ذاته وصفاته وأفعاله.
2- الوحي والتنزيل، وماهية كلّ منهما.
3- الأنبياء والرسل، وماهية كلّ منهما.
4- الملائكة والأرواح، وطبيعة كلّ منهم.
5- الجزاء على الخير والشر.
6- الجنة والنار ومصير الحياة.
وفي الأخلاق يتناول الفضائل والآداب، ويدعو إلى الاتصاف بمكارم الأخلاق، والقيام بالواجبات الشخصية الاجتماعية، ويشدِّد في الأخذ بالقانون الخلقي، لأنّ ذلك هو الذي يحفظ الدين، وينفع الأُمّة ويوفر الخير لها، ويسعد البشر ويبلغهم الغاية من صلاح الأحوال، وراحة البال.
ونصوصه ترشد إلى تفضيل الأخلاق، وحسن معاشرة الناس على كثير من العبادات الشخصية. فمن كلمات الرسول (ص) في ذلك:
"إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
"المسلم مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن مَن أمنه الناس على دمائهم وأموالهم".
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
"لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابُّوا".
"أكمل المؤمنين إيماناً وأحسنهم خلقاً".
"مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جنيفه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليفعل خيراً أو ليصمت".
"عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة".
"مَن مشى في حاجة أخيه ساعة في ليل أو نهار، قضاها أو لم يقضها، كان خيراً من اعتكاف شهرين".
"ألا أُنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ إصلاح ذات البين!".
"إنّ الله يحب معالي الأمور، ويكره سفسافها".
"إنّ الله حفّ هذا الإسلام بمكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال".
"إنّ الخلق وعاء الدين".
"إذا أسرَّتك حسنتك، وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن".
وفي العبادات يدعو إلى الصلاة والصيام والزكاة والحج والذكر والدعاء والإخلاص، مبيناً شروط كلٍّ وأركانه وسننه، وآدابه وكيفيته، وكيف تزكوا أنفس البشر بالعبادة، وتطهر قلوبهم، وتسمو أرواحهم، حتى يتربوا التربية الدينية الفاضلة، مما يترتب عليه عظمة الأُمّة وقوة نفوذها، وشدة بأسها!.
وفي الناحية الاجتماعية يتناول النواحي الآتية:
1- ناحية الأسر والبيوت؛ فيتحدث عن الزواج والطلاق، والنفقة والحضانة، والمواريث واليتامى، والوصايا والوقف.
2- ومن ناحية الآداب الاجتماعية؛ يتناول آداب الاستئذان والتحية، وعدم إبداء زينة المرأة.
3- ومن ناحية ما يتعلق بمعاملات الناس؛ يأمر بالوفاء بجميع الالتزامات وينهى عن أكل الربا، وأخذ أموال الناس بالباطل، والإدلاء بها إلى الحكام، ويبيّن شكل التعاون، فيأمر بكتابة الدَّيْن والإشهاد عليه. ثمّ يسن بعد ذلك القواعد الكلية، والقوانين العامّة التي يمكن أن تستنبط بواسطتها الأحكام بالنسبة للقضايا الحادثة، والوقائع المتجددة.
4- ومن ناحية الجرائم، يتحدث عن حد شرب الخمر، وحد الزنا، وحد الردّة، وحد القذف، وحد قطاع الطريق، والقصاص في القتلى. ومن ناحية الجهاد يتناول مشروعية الجهاد، والعهود والمواثيق، وأسرى الحرب، والغنائم.
ويتبيّن من هذا أنّ الإسلام منهاج عام، وضعه الله للبشر ليتمكنوا بالسير عليه من كبح جماح النفس، والتغلب على الهوى، وجهاد وسوسة الشيطان.
وهو بهذا كان رحمة مهداة:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/ 107).
(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة/ 15-16).►
المصدر: كتاب دعوة الإسلام
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق