• ٢٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

يوميات موظف بعد إجازة

يوميات موظف بعد إجازة
"أن تعلم ما يجب عليك عمله فهذه حكمة، وأن تعلم كيف تفعله كما ينبغي فهذه مهارة، ولكن أن تعمل ما يجب عليكعمله فهذه فضيلة تفوق الحكمة والمهارة معاً". - أنا موظف أعمل في إحدى المؤسسات الصناعية ولكني في وظيفة إدارية، من فترة أخذت إجازة وعند عودتي للعمل فوجئت بما يحدث لي: - لا أرغب في العمل وأتمنى لو كانت الإجازة طالت أكثر. - منذ أوّل ساعة عمل أنظر في الساعة لعلها تجري وتجري وينتهي اليوم سريعاً. - لم أجد ما يغريني بالعمل فقمت إلى مكاتب زملائي (أتسكع) أتكلم معهم. - حادثت بيتي وعدداً من أصدقائي على الهاتف لعلي أجد الوقت يمر. - عندما طلب مني مديري بعض الأمور التي يرغب أن أتمها (والمفروض ألا تأخذ مني أكثر من ساعة عمل) قلت له إنها ستكون جاهزة بعد يومين أو ثلاثة إن شاء الله. - آه، بمجرد وصول الساعة إلى وقت انتهاء الدوام كنت اعدو خارج المؤسسة. - في صباح اليوم التالي تمنيت لو أني أصبت بما يمنعني من الذهاب للعمل وأبلغهم بذلك ولكن للأسف أنا بخير. لماذا يحدث هذا لي.. أليس من المفترض أنّ الإجازة تجدد النشاط وتحفز على العمل؟! وكيف يعيش الإنسان حياته في الإجازة؟ ما يحدث لهذا الموظف يحدث للكثير منا فهذه ظواهر للمشكلة الأساسية وهي الفشل في استثمار الإجازة أحسن استثمار، فلا يختلف أحد على أهمية وفائدة الإجازة ولكن كيف يتم استغلال الإجازة بشكل مفيد: شكل ديني ونفسي واجتماعي؟ عدد كبير منا يقضي إجازته أيا كانت: أغلبها في مزيد من النوم بحجة أن جسده يريد أن يرتاح ثم مع ضرته الأخرى، الزوجة الثانية إن لم تكن الأولى وهي: التليفزيون فإن سألوه الخروج في متنزه أجاب: لا أستطيع، أريد أن أرتاح. إذن المطلوب: - أن تعرف أنّ الترويح عن النفوس مطلوب في الإسلام لأنّ القلوب تكل وإذا كلت عميت كما قال الرسول (ص): "يا حنظلة ساعة وساعة" رواه مسلم. - أن تجعل هدفك من الإجازة: 1- طلب رضا الله ومرضاته بإجازة إلى البيت الحرام أو زيارة الأقارب وصلة الأرحام. 2- إدخال السرور على الأهل. 3- إذهاب الملل والسآمة: فإنّ الماء يأسن عند وقوفه وتمل النفوس من روتين الحياة وتصدأ القلوب كما يصدأ الحديد، كما قال الشاعر: إني رأيت وقوف الماء يفسده **** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا فراق الغاب ما افترست **** والسهم لولا فراق القوس لم يصب والشمس لو وقفت في الفلك دائمة **** لملها الناس من عجم ومن عرب والبدر لولا أفول منه ما نظرت **** إليه في كل حين عين مرتقب والتبر كالترب ملقي في أماكنه **** والعود في أرضه نوع من الحطب فإن تغرب هذا عز مطلبه **** وإن تغرب ذاك عز كالذهب 4- تجديد النشاط وكسر الروتين والتقوِّى على العبادة وذلك أنّ النفس تشعر بالارتياح بعد قضاء إجازة خاصة إذا صاحب ذلك تغيير مكان. 5- السير في الأرض، يقول تعالى: (قَدْ خَلَتْ من قَبلِكُمْ سُنَنٌ فسيرُوا في الأرضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) (آل عمران/ 137)، فسير المسلم مسير نظر واعتبار وتفكر. 6- عدم إتيان المحرمات وضياع الفرائض. 7- تآلف القلوب واجتماع أفراد الأسرة. 8- عدم حمل هم عملك معك في إجازتك فيكون هم الأسرة بالكامل. إذا فعلت ذلك ستجدد داخلك حافزاً أكثر من ذي قبل للعمل وعندها ستكون الإجازة سحر التحفيز. ·       لن تعرف شيئاً إذا لم تبدأ بالتجربة والمحاولة "هوارد زن". ·       لكي نحافظ على ضوء المصباح علينا أن نواصل تزويده بالزيت "الأم تيريزا". ·       تماما كما يصدأ الحديد عندما يهمل، فإنّ الخمول عن العمل يتلف العقل "ليوناردو دافنشي".   المصدر: كتاب احترس من العشوائيات في حياتك الإدارية

ارسال التعليق

Top