• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تفاصيل صغيرة لكنها مهمة أمام الآخرين

تفاصيل صغيرة لكنها مهمة أمام الآخرين
هناك تفاصيل صغيرة تصادفنا يومياً أنى اتجهنا، سواء كنّا في العمل أو المنزل أو أماكن نقصدها للترفيه عن أنفسنا. ونظن أن تلك التفاصيل لا تخضع لأي قواعد ويمكن الارتجال فيها على هوانا. لكن كثيراً من الإساءات قد تلحق بنا نتيجة جهلنا بتلك القواعد وتجاهلنا لها، مما يسيء لصورتنا أمام الآخرين ويظهرنا بمظهر الشخص الأخرق الذي لا يراعي الآخرين.. لذا يمكننا بقليل من الجهد والمعرفة تفادي الكثير من المواقف المحرجة.   - أماكن الاستجمام: بعضنا يظنون أن فكرة الاستجمام تعني التحرر من جميع أشكال التقيد بالقواعد التي قد تفسد عليهم متعتهم. لكن هذا المفهوم خاطئ، فالاستجمام يعني احترام حريات الآخرين كي لا تفسد عليهم متعتهم أو يفسدوا عليك وقتك اللطيف، وسواء كان الاسترخاء في صالة ألعاب رياضية أو تلك التي ترتادها بغرض الحصول على المساج والتدليك أو منتجعات صحية للاستشفاء.. لذا عليك الالتزام ببعض قواعد الإتيكيت في تلك الأماكن مثل إغلاق الهاتف المحمول لأنّك تود الاستمتاع بالسلام والهدوء النفسي في المكان الذي قصدته، ومحاولة مراعاة الآخرين قدر الإمكان، بحيث لا ترفع صوتك عند الحديث مع شخص آخر وترك الفرصة لغيرك كي يتأمل ويسترخي ويحقق السلام العقلي والفكري الذي يطمح إليه. ولا تنس المحافظة على المواعيد التي اتفقت عليها مسبقاً، ومحاولة الاستفادة القصوى بالوقت الذي تمضيه في مكان الاستجمام، لذا حاول الوصول قبل الموعد بربع ساعة على الأقل لتتمكن من تبديل ملابسك وتنفيذ جدول أعمالك بعيداً عن الاستعجال والتوتر. واحرص على عدم اصطحاب أي نوع من الأطعمة إلى المكان إذا كان سيتم تقديم بعض الوجبات الخفيفة أو المشروبات، وفي حال لم تكن هناك هذه الخدمة يمكنك إحضار بعض أنواعالفاكهة الطازجة، أمّا بالنسبة للأطفال فليس هناك استثناء، عليك تركهم في المنزل كي لا يتسببوا بإزعاج الآخرين بأصواتهم وحركتهم الدائمة، وفي حال عدم وجود حل لتلك المسألة يفضل جلوسك معهم في المنزل ورعايتهم. أمّا الملابس، فعليك اختيار المريحة منها، فالمهم في هذه الحالة الراحة لا الأناقة، لذا لا تفكر في مظهرك في تلك اللحظة ولكن براحتك.   - خلع الحذاء: كثير من الثقافات تفضل خلع الحذاء قبل الدخول إلى المنزل، سواء لأسباب دينية أو تبعاً لتقاليد بلادهم مثل اليابان مثلاً وإذا تعرضت لمثل ذلك الموقف وكان غريباً عن ثقافتك، لا تظهر استهجانك، فهذه العادة في النهاية تحافظ على نظافة المنزل مما يعلق بالأحذية من أوساخ قد تنقلها إلى داخل المنزل، وتفسد منظر السجاجيد المفروشة، وفي حال رفض الضيف خلع حذائه، يمكن للمضيف وضع سجادة صغيرة أمام مدخل المنزل أو داخل بحيث يتم مسح الحذاء بها قبل الدخول، ومن ثمّ توفير بديل بتقديم حذاء من داخل المنزل بالإمكان انتعاله فوراً بحيث لا يشعر الضيف بالحرج لأن قدميه عاريتان.   - الضيافة في العمل: لا يمنع الالتزام بالعمل أن تتم أحياناً دعوة زملائك في العمل لوجبة سواء داخل المكتب أو خارجه. وفي حال كان الأمر ضمن العمل، يمكنك إخطار من ترغب بمشاركتك الدعوة قبل يوم وأن تصطحب معك الطعام في اليوم التالي، وتناوله مع الزملاء في مكتب بعيد نسبياً بحيث لا تتسببون بفوضى قد تلفت انتباه المدراء وتثير استياءهم. على أن يتم الأمر بسرعة ودون إحداث ضجة قد تضطر مديرك لتوجيه تنبيه إليك، أما إذا كانت الدعوة خارج المكتب، فالأمر الذي يشكل ارتباكاً في هذه الحالة هو دفع فاتورة الحساب، واختيار الوجبة المناسبة لغرض توجيه الدعوة. فلكل وليمة عمل غرض خاص بها وليس الهدف فقط هو تناول الطعام. لذا فإن وجبة الإفطار تناسب الأعمال العاجلة لنقاش أمر هام حدث في يوم مضى أو لمقابلة شخص لا يتناول وجبة الغداء. ويفضل ألا تتجاوز مدة هذه الوجبة الساعة. أما وجبة الغداء فهي أفضل الوجبات وأنسبها للترحيب بالضيف أو العميل، على ألا تتجاوز مدتها الساعتين، يتم خلالهما مناقشة أمور العمل وتقديم الأطباق المفضلة. وقد تقتصر الدعوة على الشاي لإقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع العميل، أمّا العشاء فيمكن أن يكون تلبية لرغبة العميل، وهي دعوة تعمل على توطيد العلاقات بين العلماء وتمنح الخصوصية لعميل بحد ذاته. وبالنسبة لدفع الحساب، عليك أن تدفع الحساب في حال كان ذلك في صالح أعمالك، سواء قمت أنت بالدعوة أو وجهها إليك العميل، أما في حال لم تكن هناك فائدة واضحة، فعلى من يوجه الدعوة أن يدفع، وتفادياً للإحراج يمكن تجنب جلب الفاتورة إلى الطاولة من خلال توجهك مباشرة إلى المحاسب وتسديد الفاتورة. وفي حال كانت امرأة من قامت بالدعوة، يمكنها التهرب من إلزام أن يدفع الرجل الفاتورة بأن تبرر له بأنّ الشركة من ستقوم بتسديدها. ويفضل أن يعرف العميل سلفاً بأنّك الطرف الذي سيقوم بدفع الحساب، وفي حال رفضه يمكنك رد المجاملة في وقت لاحق عبر توجيه دعوة مشروطة له.   - عملاء العمل: هناك طقوس خاصة للتعامل ضمن جدران العمل، خصوصاً بين الرجل والمرأة، لذا يمكننا التحدث في بعض تلك النقاط مثل الأبواب المتحركة.. حيث على الرجل أن يدعها تمشي في المقدمة ثمّ الانتظار على الجانب للسماح للأشخاص الآخرين بالمرور. وهذا ينطبق أيضاً على المصعد، حيث يقوم الرجل بالسماح للمرأة بالخروج من المصعد أوّلاً. بالنسبة للمصافحة في العمل، تفضل المصافحة باليد، رغم دخول القبلة على الخط. وفي حال قمت بتقبيل أحدهم فذلك ينطبق على الجميع كي لا يشعروا بالتفرقة في المعاملة. وفي حال كان الشخص الذي ستصافحه امرأة، من الأفضل الانتظار حتى تقوم هي بالمبادرة، ومحاولة قراءة الاسم المعلق على البطاقة في الجانب الأيمن بحيث تخلق مودة مع الطرف الآخر. أمّا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فهناك قواعد خاصة في طريقة التعامل معهم مثل عدم رفع الصوت عند التحدث مع شخص فاقد البصر، أو إبعاد العكاز عند صاحبه أو الكرسي المتحرك أو أي وسيلة للمساعدة يعتمد عليها. ولابدّ من سؤال الشخص المعاق عما إذا كان يود تلقي المساعدة منك.   - القيام والجلوس: في العمل: من الأمور المهمة أيضاً أصول القيام أو الجلوس عند تقديم شخص لأوّل مرّة إليك، أو تحيبة شخص تعرفه وقد دخل عليك وأنت جالس. هناك فارق بين الرجل والمرأة في هذه الحالة، ففي حال كانت سيدة على الرجل الوقوف عند تقديمها له لأوّل مرّة، ويظل واقفاً حتى تجلس المرأة أو تغادر المكان، ما لم تطلب هي بنفسها من الرجل الجلوس بتوجيه الشكر له أوّلاً، ثمّ طلب الجلوس منه لأنّها ستغادر بعد قليل. وعندما يتجه عميل إلى مكتب رجل، سواء كان العميل رجلاً أو امرأة عليه بالوقوف لاستقباله وتقديم مقعد له وعدم الجلوس حتى يجلس. وعندما يقف العميل للمغادرة ينبغي الوقوف واصطحابه لباب المكتب. أما إذا كانت المستقبلة امرأة فيجوز لها استقبال العميل الرجل وهي جالسة، وفي حال كان العملاء أصغر منها في السن يمكنها الجلوس، لكن عليها الوقوف عند استقبال العملاء من السيدات الأكبر منها في السن. لكن بشكل عام يمكنها اتباع نفس القواعد الخاصة باستقبال الرجل للعملاء في مكتبه. في المطعم: إذا صادف وقابل الرجل امرأة يعرفها في أحد المطاعم عليه التقيد بعدة أمور مثل: إذا قامت المرأة بتوجيه تحية عابرة للرجل عند مرورها به، عليه الاكتفاء بتوجيه إيماءة من مكانه مع النهوض من على مقعده قليلاً وعدم الوقوف بشكل كامل، وذلك تعبيراً منه عن الاهتمام وتبادل التحية معها. أما إذا توقفت لتبادل الحديث معه، فعليه النهوض من مكانه كلية وتقديمها لباقي الأشخاص الذين يجلسون معه حول المائدة. وإذا كانت الدعوة في المنزل فعلى المضيفين استقبال الزوار والترحاب بهم في وضع الوقوف عند وصولهم.

ارسال التعليق

Top