• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

فن التعامل.. مفتاح قلوب الآخرين

فن التعامل.. مفتاح قلوب الآخرين

التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم.. فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين، وفي المقابل من السهل جدّاً أن نخسر كلّ ذلك، وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء.. فإن استطعت توفير بناء جيِّد من حسن التعامل، فإنّ هذا سيسعدك أنت في المقام الأوّل لأنّك ستشعر بحبّ الناس لك وحرصهم على مخالطتك، وسيسعد مَن تخالطهم ويشعرهم بمتعة التعامل معك.

وفيما يلي سنستعرض بعض القواعد التي تؤدّي إلى كسب حبّ الناس:

1- كما ترغب بأن تكون متحدثاً جيِّداً، فعليك بالمقابل أن تجيد فنّ الإصغاء لمن يُحدِّثك.. فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده السيطرة على حديثه، وبالتالي تجعله يفقد احترامه لك، لأنّ إصغاءك له يحسسه بأهميته عندك، إلّا إذا كانت المقاطعة واجبة شرعاً كالدفاع عن شخص اغتابه المتحدث أو ظلمه.

2- حاول أن تنتقي كلماتك.. فكلّ مصطلح تجد له الكثير من المرادفات فاختر أجملها.. كما عليك أن تختار موضوعاً محبباً للحديث.. وأن تبتعد عمّا ينفر الناس من المواضيع، فحديثك دليل شخصيتك.

3- حاول أن تبدو مبتسماً هشّاً بشّاً دائماً.. فهذا يجعلك مقبولاً لدى الناس حتى ممّن لم يعرفوك جيِّداً.. فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب، فالقرآن الكريم يقول: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/ 159).

4- حاول أن تُركِّز على الأشياء الجميلة فيمن تتعامل معه، وتبرزها.. فلكلّ منّا عيوب ومزايا.. وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تجابهه بها؛ ولكن حاول أن تعرضها معه وحده وليس أمام الناس، وأن تعرضها له بطريقة لبقة وغير مباشرة، كأن تتحدّث عنها في إنسان آخر من خيالك.. وسيقيسها هو على نفسه وسيتجنبها معك.

5- حاول أن تكون متعاوناً مع الآخرين في حدود مقدرتك؛ ولكن عندما يطلب منك ذلك، حتى تبتعد عن الفضول، وعليك أن تبتعد عن إعطاء الأوامر للآخرين، فهو سلوك منفر.

6- حاول أن تقلل من المُزاح، فهو ليس مقبولاً عند كلّ الناس.. وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقد من خلاله مَن تحبّ.. وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك.

7- حاول أن تكون واضحاً في تعاملك، وابتعد عن التلوُّن والظهور بأكثر من وجه.. فمهما بلغ نجاحك فسيأتي عليك يوم وتنكشف أقنعتك.. وتصبح حينئذٍ كمن يبني بيتاً يعلم أنّه سيُهدم.

8- ابتعد عن التكلُّف بالكلام والتصرُّفات.. ودعك على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتّزان.. وفكِّر بما تقوله قبل أن تنطق به.

9- لا تحاول الادّعاء بما ليس لديك.. فقد توضع في موقف لا تحسد عليه.. ولا تخجل من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى وضع غيرك فهذا ليس عيباً؛ ولكن العيب عندما تلبس ثوباً ليس ثوبك ولا يناسبك.

10- اختر الأوقات المناسبة لزيارة الأقرباء أو الأصدقاء.. ولا تكثرها.. وحاول أنت كون بدعوة.. وإن قمت بزيارة أحد فحاول أن تكون خفيفاً لطيفاً.. فقد يكون لدى مُضيِّفك أعمال وواجبات يخجل أن يُصرِّح لك بها، ووجودك يمنعه من إنجازها، فيجعلك تبدو في نظره ثقيلاً.

11- لا تكن لحوحاً في طلب حاجتك.. ولا تحاول إحراج مَن تطلب إليه قضاؤها.. وحاول أن تبدي له أنّك تعذره في حالة عدم تنفيذها وأنّها لن تؤثر على العلاقة بينكما، كما يجب عليك أن تحرص على تواصلك مع مَنْقضوا حاجتك حتى لا تجعلهم يعتقدون أنّ مصاحبتك لهم لأجل مصلحة.

12- حافظ على مواعيدك مع الناس واحترمها.. فاحترامك لها معهم، سيكون من احترامكم لهم، وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته.

13- ابتعد عن الثرثرة.. فهو سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحطّ من قدرك لديهم، كما أنّه مدعاة للوقوع في المحرمات، فعن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "مَن كثر كلامه كثر خطؤه، ومَن كثر خطؤه قلّ حياؤه، ومَن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومَن قلّ ورعه مات قلبه، ومَن مات قلبه دخل النار".

14- ابتعد عن الغِيبة، فهي فضلاً عن أنّها محرمة وتحتاج منك أن ترضي مَن تغتابه لكي يغفر الله لك أو أن تطلب له المغفرة والرحمة، فالغيبة أيضاً ستجعل مَن تغتاب أمامه يأخذ انطباعاً سيِّئاً عنك، وأنت من هواة هذا الطبع المشين حتى وإن بدا مستحسناً لحديثك، بل قد يظن بأنّك ستغتابه في غيابه أمام غيره.. وابتعد عن النميمة، فهي فضلاً عن حرمتها تجعلك أقل شأناً في المجتمع.

15- عليك بأجمل الأخلاق (التواضع).. فمهما بَلَغَت منزلتك، فإنّه يرفع من قدرك ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك، وبالتالي سيجعل الناس يحرصون على ملازمتك وحبّك.

 

الكاتب: يوسف السعيدي

ارسال التعليق

Top