◄يتميّز المتقون، في الرؤية القرآنية، عمن عداهم بخصائص إنسانية، وربانية عالية، ترقى بهم من حضيض الحيوانية إلى سموّ الإنسانية، وتجعل من كلّ واحد منهم شخصاً ذا حسٍّ مرهفٍ، وضميرٍ حيٍّ ينبض بالحركة نحو الأفضل والأكمل، وكأن كلّاً منهم خوطب بقول الله عزّ وجلّ: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر/ 99).
مراتب التقوى:
قد يقال إنّ للتقوى مراتب ثلاثاً، تمثلّ كلّ واحدة منها مرحلة من المراحل التي قطعها العبد في سيره إلى الله (جلّ وعلا)، وهذه المراتب هي:
1- أنّ يحفظ الإنسان نفسه ممّا يؤدّي بها إلى الخلود في العذاب، كالشرك بالله عزّ وجلّ، ويتم هذا الحفظ بالإيمان بالله سبحانه ربّاً ومعبوداً، وفي ذلك ورد قوله تعالى: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) (الفتح/ 26).
2- أنّ يترقّى الإنسان من تلك المرحلة بوصوله إلى حدّ الامتثال التامّ لجميع أوامر الله باجتناب المحرّمات، كبيرها وصغيرها، والإتيان بالواجبات، جميعاً، وهذه التقوى هي التي يُتداوَل ذكرُها بين الناس، إذا وصفوا ذاك بالتقوى، وأرادوا أنّه يفعل جميع ما أمر الله سبحانه به، ويترك جميع ما نهى عزّ وجلّ عنه، ومن ذلك قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ) (الأعراف/ 96).
3- في المرتبة أو المرحلة الثالثة هذه يبلغ العبد، في تقواه، حدّاً من المعرفة بالله عزّ وجلّ تدفعه إلى أنّ يتجنّب كلّ ما يشغله عن ربّه، لأنّه وجد في هذه المعرفة لذّة لا تعادلها لذة، وحقيقة لا يرقى إليها خيال، مما نعيش فيه نحن عامة الناس في كلّ يوم وساعة، وإلى هذه المرتبة يشير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) (آل عمران/ 102).
ومن الواضح أنّ التقوى، بهذا المعنى الأخير، لا تعني الانعزال والترهّب والابتعاد عن الناس، وكلّ ما يرتبط بالاجتماع، بل هي أن يكون الشغل الشاغل للعبد هو التفكير في الله سبحانه والعمل له وحده، فلا يقوم ولا يقعد إلّا له، دون رياء أو عجب، ودون خوف من أحد، أو رجاء من أحد سوى الله مولى العباد ومدبّر الكون عزّ وجلّ.
المتقون.. خصائص ومميّزات:
جاء في القرآن صفات كثيرة للمتقين، على اختلاف درجاتهم، وسنعرضها – في ما يلي – دون أن ندخل في تفصيل أنّ هذه الصفة للمتقين في هذه المرتبة أو تلك. وهذه الصفات التي بلغت العشرين – إن لم تزد – تنتظم في محاور ثلاثة، هي القلب، والعبادة، والعلاقات الاجتماعية.
المحور الأوّل: (القلب):
يختلف المتقون – على مستوى القلب والاعتقاد – اختلافاً كُليّاً عمن سواهم من الناس، ولا شكّ أنّ هذا الاختلاف نابعٌ ممّا يشاهدونه، بأبصارهم وبصائرهم، من حقائق ومعارف ليس لهم، ولا لغيرهم، مجالٌ لإنكارها، ممّا يترتّب عليه الكثير من الوظائف، ويستتبعه الكثير من النتائج المصيرية بالنسبة إلى هذا الكائن البشري.
فهم – أعني المتقين – يؤمنون بالله عزّ وجلّ خالقاً ومعبوداً، لا يخالطهم في ذلك أدنى شكّ أو ريب، أنّهم يؤمنون وشعارهم في ذلك (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا) (آل عمران/ 16).
وباعتبار أنّ الذات الإلهية حقيقة غيبية لا يمكن الوصول إليها ماديّاً، وإنما يمكن الوصول إليها من خلال الآثار الجلية لهذه الحقيقة التي لا يسع الإنسان "العاقل" إلا أنّ يقرَّبها ويذعن لها. وبهذا الاعتبار، فإنّ العقل هو الحاكم هنا، والمتقون هم الذين لا يتنكّرون لأحكام عقولهم السليمة، التي تفرض عليهم أنّ يسلِّموا بأنّ هذا الكون.. وهذه المخلوقات.. لا يمكن أن توجد من غير موجد، يفوقها في الصفات، ففاقد الشيء لا يعطيه (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة/ 164). من هنا، فهم يقولون (وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ) (المائدة/ 84).
ولأنّ هذا العالم الدنيويّ هو عالم التزاحم والتضادّ بين رغبات البشر وإعمال قواهم... فستقع بعض التجاوزات والتعديات من واحد على آخر، ومن جماعة على جماعة.. ولذلك يحكم العقل السليم بأنّ الخالق، وهو الكامل العادل، لا يصحُّ منه أنّ يتناسى ذلك، إذا صحّ التعبير. بل لابدّ من أخذ حقّ المظلوم من الظالم. وتأسيساً على ذلك، يؤمن المتقون، بل يوقنون بيوم الجزاء والحساب، وتلك حقيقة غيبية أخرى، هداهم إليها عقولهم (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة/ 4).
ولأنّهم يرون تخبُّطاً كبيراً في المسيرة البشرية، هم يدركون تمام الإدراك أنّ عقل الإنسان – وحده – ليس بإمكانه أنّ يَعصم المسيرة من الخطأ، أو يُجنّبها الأذى، فهم قائلون بوجوب إرسال الرسل لإبلاغ التعليمات الإلهية، فتجنيب البشرية جميع ذلك، ولا يرى المتقون في الإيمان بأولئك الرسل منّة منهم على الله، بل المنّة لله عليهم (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران/ 164).
وهم – كذلك – يؤمنون بجميع الرسل والرسالات (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (البقرة/ 285)، وبتصديهم للأنبياء (عليهم السلام) والرسالات يكونون وحدهم الأتقياء دون غيرهم، (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الزّمر/ 33).
ولا شكّ أنّ الإيمان يستتبع العملَ بمقتضى ما صدَّق به، ومن ذلك محاسبتهم الدقيقة والمستمرّة لأنفسهم خشية أنّ يكونوا قصَّروا في أداء واجب مُلقى على عواتقهم، ولذلك (هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (المعارج/ 27). كما أنّهم (مُشْفِقُونَ مِنْهَا [أي الساعة] وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ) (الشورى/ 18)، وهم (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (الحج/ 35)، ولما يخشون من شدّة عقابه.. لأنّهم (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) (الأنبياء/ 49). لكلّ ذلك تراهم يعملون بما أمر به سبحانه، ويتجنّبون ما نهى عنه، ويترجمون هذا وذاك في المحورين التاليين:
المحور الثاني: (العبادة):
لا نعني بـ(العبادة) – هنا – مجرّد الصلاة والصوم والحجّ، بل كلّ ما يريد الله – من العبد – إيقاعه والقيام به، سواء بين العبد وبين الله، أو بين العبد وأخيه العبد.. مما يعود نفعه على البشرية جمعاء، ولا يقصد به الإضرار بأحد من أبرياء الناس.. ولذلك يستطيع العبد أنّ يجعل من كلّ أفعاله عبدة. ولكن مما لا شكّ فيه أن أجلى أشكال العبادة يتمثل في ما كان بين العبد وخالقه من صلاة يصلّيها الإنسان، أو صوم، أو حجّ، وغير ذلك.
يُعنَى المتقون بـ(العبادة)، بجميع أقسامها، عنايةً فائقةً، حيث يشعرون، بل يرون بوضوح، ما لهذه العبادة أو تلك من آثار روحية، على مستوى الفرد والجماعة، وآثار اجتماعية تكون نتيجتها تماسكاً أشدّ، وعلاقات أقوى بين أفراد المجتمع المؤمن، مضافاً إلى أنهم يرون في ممارساتهم العبادية طاعةً لأوامر الله الواجبة الامتثال، لمولويته عزّ وجلّ.
وتتمثّل العبادات التي ذكر القرآن ممارسة المتقين لها في ما يلي:
1- إقامة الصلاة:
إنّ الصلاة هي عمود الدين – كما ورد في الحديث الشريف – إنّ قبلت قبل ما سواها، وإن رُدّت رُدّ ما سواها. لذلك يحرص المتقون أشدّ الحرص على أدائها بجميع ما لها من شروط، ومن ثَمّ فإنّهم يلتزمون بما يفترض أن يلتزم به مؤدّيها، يزيد من حرصهم هذا أنّ (الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت/ 45). فهي – إذاً – عاملٌ مهمٌّ في المحافظة على سلامة المجتمع وطهارته. وعن التزامهم بالصلاة قال تعالى في سياق تعداد مجموعة من صفات المتقين (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) (البقرة/ 3).
2- الخضوع والتضرُّع إليه:
إنّ المتقين هم الأعرف، بين أصناف الناس، بالله سبحانه، وعظمته، وما يليق بمقامه، وبالتالي سيكونون هم أشدّ الناس تقرّباً إليه وتودداً إلى ساحته، وهذا يدفعهم إلى دوام التضرع والتوسل إلى الساحة الإلهية، ليستمدّوا من فيضها المبارك الذي لا ينضب، ليكون ذلك زاداً لهم في ما يستقبلون من مصاعب في الحياة، وعوناً لهم لما يعرفون من شأن القيام به من مجهودات.
قال تعالى بصدد مدحهم واصفاً إياهم بـ(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/ 16)، وهذا هو دأبهم وأدبهم، يُعرف ذلك من تعبيره سبحانه بـ(يقولون) التي تفيد الاستمرار والدوام.
ولعل أهم ما يفعله المتقون في هذا الباب هو قيام الليل والتهجد فيه بالدعاء والصلاة، وتلك أعمال تخفى – عادةً – عن غير فاعلها، فمن الطبيعي – إذن – أنّ يخلص العبد فيها أشد الإخلاص، ويتقرب فيها أيما تقرب. لذلك تنعكس آثارها – الكثيرة – على فاعلها مهما حاول إخفاء ذلك عن سائر الناس.
أما أين ذكر عملهم هذا ففي قوله تعالى في سياق تعداده صفات المتقين وأفعالهم (.. وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) (آل عمران/ 17). ومعلوم أنّ الاستغفار بالأسحار صورة من صورة العبادة في أنصاف الليالي، أو لنقل إنّه سبحانه كنى بذلك عن مجمل تعبدهم له في تلك الأوقات الشريفة، وقال عزّ من قائل: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات/ 15-18).
3- ذكر الله عزّ وجلّ:
إنّ لذكر الله أثراً جليّاً في النفس يشعر به المتقون، ومن ثَمَّ تراه – أي الذكر – ملجأهم الوحيد عندما يعرض على أحدهم – من جانب الشيطان – ما يبعده عن ربّه؛ من معصية أو خطيئة، لأنّهم يرون في (الذكر) الطاقة الوحيدة التي تمدّهم بالقوّة ليدفعوا بها ضعفهم البشري تجاه الشهوات والنوازع والرغبات، غير الربانية أو غير المرضيّة من قبل الله. كما أنّ شعورهم وبصيرتهم بعظمة الله عزّ وجلّ يؤكّدان عليهم ألّا يغيب عنهم ذكره.
قال تعالى، بعد ذكر المتقين: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران/ 135).
ولا يراد بالذكر ما هو من قبيل (سبحان الله والحمد لله..) وإن كان هذا ذكراً، بل هو من أجلِّ الذكر، وإنّما يراد منه مطلق التذكّر للساحة الإلهية، وما يتوجّب على العبد تجاهها؛ من لزوم الطاعة، والبعد عن المعصية. وفي ما عدا ذلك لا ثمرة لـ(الذكر) إذا كان مجرّد لقلقة على اللسان. وهذا ما نبّه إليه إمامنا الصادق (ع) حيث يقول في حديث يرويه هشام بن سالم عن أبي عبيدة: "من أشدِّ ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيراً. ثمّ قال: لا أعني سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن كان منه، ولكنّ ذكر الله عندما أحلّ وحرَّم، فإن كان طاعة عمل بها وإن كان معصية تركها".
4- الخشية من الله تعالى:
(الخشية من الله) عاملٌ مهمّ في حفظ المتقين أنفسَهم من الوقوع في المعصية، أو التمادي فيها. وتنبع هذه الخشية من معرفتهم بالله عزّ وجلّ، بصفات جماله وجلاله. فإنّ ذاته تدعو عارفها إلى الخشية منه على الدوام، أو قل الخشية من عقابه وعذابه، الذي رصده لمن استهان بمقامه عزّ وجلّ، أو تمادى في معصيته، دون أنّ يعترف بحقّ مولاه في وجوب طاعته من عبيده ومربوبيه.
قال تعالى: (.. لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (الأنبياء/ 48-49). والمتقون هم (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (الأنفال/ 2).
5- الإخلاص:
هذا هو البند الأخير في بنود هذا المحور، وقد يكون هو الأهمّ – أيضاً –، حيث يشكّل الإخلاص الروح لجميع العبادات، فهي من دونه أجسام جوفاء، لا قيمة لها عند الله، ولا أثر لها على العبد. فـ(الإخلاص) هو الذي يميز هذا الفعل من ذلك، ويضفي على هذا العمل صفة القداسة دون ذاك، وليست الوفرة والكثرة في العمل هي المهمّ، بل الإخلاص وإن قل العمل.
والإخلاص نوع من أنواع الطهارة، إذ هو تخليص وتطهير القصد مما عدا الله سبحانه، والله تعالى (يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة/ 108)، لأنّهم لا يعملون عملاً لله وهم يريدون به أحداً معه، بل إنّهم لا يقدّمون رِجلاً ولا يؤخّرون أخرى إلّا إذا كان الدافع لهم هو رضا الله سبحانه (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) (الإنسان/ 9).
ومن هنا تكتسب اعمال المتقين صفة القداسة والعظمة، فيخلّد ما يعملون عند الناس وعند الله، أو عند الله وكفى به شرفاً وخلوداً.►
المصدر: كتاب التقوى والمتّقون في القرآن الكريم
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق