◄بعض الصفات التي سنذكرها مشتركة بين النبيّ (ص) وبين غيره لكنها موجودة فيه في أعلى درجاتها.
أ- أنّ ذكره (ص) متقدّم على غيره.
ب- أنّه أولى بالاتّصاف بها من غيره.
ت- أنّه أكثر اتّصافاً بها من غيره. فمثلاً قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، فإنّ العزة العليا لله عزّ وجلّ لا يشاركه فيها أحد. ثمّ هي لرسول لا يشاركه في مرتبته أحد. ثمّ هي بعد ذلك للمؤمنين جميعاً.
قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) (الأحزاب/ 45-46).
فهو (ص):
1- الشاهد على الخلق في أنّهم هل يطيعون التعاليم التي جاء بها أو يعصوها.
2- وهو المبشّر بالجنّة لمن أطاع الله سبحانه.
3- وهو النذير بالعقاب لمن عصى الله سبحانه.
4- وهو الداعي إلى الله بإذن الله سبحانه، أي الداعي إلى طاعته ورحمته.
5- وهو السراج المنير بالعلم والحقّ والهدى.
6- وهو المرسل رحمة للعالمين. قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/ 107).
7- وهو المرسل إلى كافّة الناس قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ) (سبأ/ 28). وهو بمعنى الجميع: يعني أرسلناك إلى الناس جميعاً.
8- وهو رسول الله قال سبحانه: (مُحمَّدٌ رَّسُول اللهِ) (الفتح/ 29). وقال جلّ جلاله: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (البينة/ 2-3). يعني فيها كتابات ذات قيمة عظيمة ويراد بها القرآن الكريم.
9- وهو الذكر. قال الله سبحانه: (َعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الألْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (الطلاق/ 10-11).
10- وهذه الآية الكريمة وعدد آخر تدلّ أيضاً على أنّه (ص):
التالي. لأنّه يتلو علينا آيات الله مبينات.
11- وهو أيضاً يخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات، من ظلمات الغواية والجهل إلى نور الحقّ والعدل. كما سمعنا من الآية نفسها.
12- وطاعته مقرونة بطاعة الله سبحانه كلاهما واجبة. قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (النساء/ 59).
13- بل طاعته (ص) هي طاعة الله سبحانه، قال تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (النساء/ 80)
14- والاستجابة إليه مقرونة بالاستجابة لله سبحانه. قال تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) (آل عمران/ 172). وقال جلّ جلاله: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24).
15- والإيمان به (ص) مقرون بالإيمان بالله جلّ جلاله قال سبحانه: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا) (النور/ 47).
16- وولايته مقرونة بولاية الله تعالى. قال جلّ جلاله: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (المائدة/ 55). وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة/ 56).
17- وفضله مقرون بفضل الله قال تعالى: (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ) (التوبة/ 59). وقال سبحانه: (وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) (التوبة/ 74).
18- وصدقه مقرون بصدق الله سبحانه. قال سبحانه: (وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) (الأحزاب/ 22)
19- ونصره مقرون بنصر الله سبحانه، قال جلّ جلاله: (وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الحشر/ 8).
20- وعزّته مقرونة بعزّة الله سبحانه، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8).
21- والكفر به مقرون بالكفر بالله سبحانه. قال جلّ جلاله: (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة/ 84).
22- وعصيانه مقرون بعصيان الله سبحانه قال وتعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدً) (الجن/ 23).
23- وشقاقه، أي المعاندة ضدّه، مقرونة إلى الشقاق ضدّ الله سبحانه، قال الله عزّ وجلّ: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الأنفال/ 13).
24- ومحادته، أي الكيد له والعمل ضد أهدافه، مقرونة بمحادة الله تعالى.
قال جلّ جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأذَلِّينَ) (المجادلة/ 20). وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (المجادلة/ 5).
25- وحربه مقرون بحرب الله سبحانه، قال تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه) (البقرة/ 279). أي توقّعوا ذلك.
26- ومحاربته مقرونة بمحاربة الله سبحانه. قال جلّ جلاله: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا) (المائدة/ 33).
27- وبراءته مقرونة ببراءة الله سبحانه، قال تعالى: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (التوبة/ 1). ►
المصدر: كتاب إلا رحمةً للعالمين/ سلسلة الدروس الثقافية (38)
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
ابراهيم جودة صاحب
بارك الله بجهودكم