فن الإتصال بالعالم الخارجي من أهم أسس الركن الاجتماعي، ولفن الإتصال بالعالم الخارجي أقسام، أولاً تقبَّل نفسك وتقبل الآخرين، فإتصالك بالآخرين يريحك كثيراً، فبعض الشركات لم تعين أشخاصاً وإن عينتهم سرعان ما تطردهم لعدم معرفتهم كيف يتعاملون مع الآخرين.
ولإتصالك بالعالم الخارجي عليك معرفة الشخصيات الموجودة في كلّ شخص فينا والموجودة بداخلنا. فهم أربع شخصيات إما ودود، أو قيادي، أو معبر، أو محلل.
فلقد وهب لنا الله سبحانه وتعالى تلك الشخصيات الأربع، وحتى تنجح في التعامل معهم، لابدّ أن تعرفهم جيداً، فنحن نخرج بتلك الشخصيات إلى العالم الخارجي، ففي وقت من الأوقات تريد أن تكون قيادياً مثلاً مع أولادك، وفي وقت ثاني تريد أن تكون ودوداً مع زوجتك أو مع الناس، وفي وقت تريد أن تكون معبّراً، تعطي أفكاراً وفي نفس الوقت تكون محللاً بالنسبة لأشياء معينة، تريد أن تعطي فيها قرارات في حياتك.
فعند المعرفة بهذه الشخصيات جيداً ستتعامل مع نفسك أفضل وعندما تعلم بما يتكلم الناس ويتصرفون؟ وبأي شخصية يتحدثون؟ في هذه الحالات تعرف كيف ترد عليهم بما يتماشى مع هذا الأسلوب؟
فيعطيك مهارة أكثر، ليس مجرد أنك تتكلم مع الناس بطريقة تلقائية فتوعية حياتك تتوقف على أسلوبك في الإتصال مع نفسك أولاً ومع العالم الخارجي ثانياً. فيا ترى كيف تتصل مع نفسك وكيف تتصل مع الآخرين؟
ولابدّ حتى تتصل مع الآخرين أن تنصت إليهم بأحاسيسك وبقلبك وبمشاعرك حتى يعلموا بأنك مهتم بهم، وكأنهم أهم إنسان في حياتك في ذلك الوقت.
فكل واحد فينا يريد التكلم عن نفسه، فعندما تجعل إنساناً يتحدث عن نفسه وتسأله ما الذي يحبّه؟ وما الذي يكرهه؟ وأي شيء مهم بالنسبة له؟ وما أخباره؟ وما أهدافه وما أخبار أحلامه؟ وما الذي حققه أخيراً؟ سوف يشعر الشخص باهتمامك به، وإذا رأيت منه سلوكاً غير حسن ركّز على السلوك وليس الشخص وأذهب إلى السلوك وتعامل معه ولكن تقبل الشخص كما هو. واعلم ان وراء كلّ سلوك رسالة ووراء كلّ رسالة نية إيجابية فاذهب إلى الرسالة فسوف تجد نفسك أصبحت رائعاً في فن الإتصال مع الآخرين ويصبح لديك أصدقاء أفضل وأصدقاء أكثر وأناس يستفيدون منك وتستفيد منهم.
ولكي تتصل بالعالم الخارجي لابّد أن تتصل بنفسك أولاً وتتعلم المفهوم الذاتي، وأن داخل المفهوم الذاتي إدراك، وداخل الإدراك "قيم"، وداخل القيم إعتقاد وداخل الإعتقاد مبدأ، وداخل المبدأ وجهة نظر تجاه الأشياء فأنت خرجت للعالم الخارجي بإدراك وإعتقاد ومبادئ مختلفة تماماً عنهم، فلو شخص اختلف معك فذلك وضع طبيعي، فلابدّ أن يختلف عنك، فلا تغضب منه، ولو كنت مُدرباً جيداً على فن الإتصال وتعرفُ القيم وتتعامل مع الناس وتجعلهم يشعرون بالراحة في التحدث معك، تصبح رائعاً في فن الإتصال، وتصبح حياتك باستمرار إيجابية، ولو واجهك أي تحدٍ تستطيع التعامل معه والتركيز على الإيجابيات الموجودة فيه وتتعلم منه.
ففن الإتصال بالعالم الخارجي من أهم خمس أشياء أساسية للنجاح، فلو لم تستطيع التعامل مع الناس فكيف تنجح؟ لوحدك! فلو كنت مدير ستتعامل ولابدّ أن تتصل بالناس لكي تعينهم، ولو كنت عاملاً فعندك مديرون لابدّ أن تتعامل معهم.
يوجد بعض الناس يعيش في عزلة ولم يعرفوا كيف يتعاملون مع الآخرين، فهو يعمل وينجح في عمله المنفرد، فإذا تعاون مع فريق لا يستطيع النجاح لأنه لم يتعود على فن الإتصال.
وأعجبتني مقولة (هلين كلر) التي ولدت عمياء وطرشاء وخرساء وكانت من أقوى فلاسفة العصر: «كثير من الناس تسمع ولا تنصت، وتنظر ولا ترى، تشعر ولا تحس، وعلمت أن العمى هو عمى القلب وليس البصر».
القسم الثاني في فن الإتصال الإحترام التام المتكامل، فلابدّ أن تحترم الشخص وتفرق بينه وبين سلوكه، انقد سلوكه وحاول تحسينه، ولكن تقبل الشخص كما هو.
ابتسم في وجهه، لأن الإبتسامة تزيد الألفة والحبّ وتبادل المشاعر بين الناس، وتساعدك في تقبل العالم الخارجي.
تعرف على الأسامي واستخدمها من وقت لآخر وحاول عدم تناسى الإسم، وانصت جيداً ولا تقطع كلامه، أعط له ما يكفيه من الوقت، وتعلم عدم الحكم على الأشخاص سريعاً، وانظر في العينين لأن هذا يزيد التركيز حتى تفهم ما يريد.
* د. ابراهيم الفقي
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق