صدقت يا أمير الشعراء حينما قلت: وطني لو شغلت بالخلد عنه...نازعتني إليه في الخلد نفسي. نعم هكذا يحيا حب الوطن فى قلوب أبنائه الأوفياء الذين يدركون بحق معنى كلمة وطن... فحب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، فليس غريبًا أبدًا أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه، وترعرع بين جنباته. كما أنه ليس غريبًا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر، مما يؤكد صدق الإنتماء. فلقد خلق الله الانسان وهيأ له نعم لاتعد ولاتحصى وعاش يبحث عن السعادة فى الدنيا متمنيا ان ينال منها كل جميل واجمل مايتمناه أى انسان هو وطن ينعم بكل مافيه من عيشة كريمة وحياة امنة وحقوق المواطنة الحقيقية تحت مظلة العدل و المساواة بين الجميع..وطن يشعر بدفأ أحضانه.. وطن يفخر به كل من يعيش على ارضه او من اغترب عنه فمهما قست الظروف فتلك هى الاوطان دائما ابدا تنادى ابناءها مهما طالت بهم غربتهم وهم يحملون كل الحنين والشوق الى أوطانهم وكما قال الشاعر بِلاَدِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَةٌ وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ. وفى ظل ماتمر به الأوطان من ظروف صعبة فالكل يحمل امال كثيرة لملامح وطن ينتظره ابناؤه!!.. صورة ترسم ملامح لوطن قادر على بناء مواطن يتجاوز التأثير العاطفي لأى انتماء..وطن حاضن للجميع يحقق أهداف مواطنيه، فلا لغربة وطن على ارض الوطن ولا لوطن يتحول فيه المواطنون لمشاريع تحقق أهداف سياسية مريضة.. وطن يشعر فيه الجميع بالعزة والكرامة.. بالزهو والإعتزاز.. بالعدل والمساواه.. بإعلاء كلمة الحق، وطن لاظلم فيه ولاقهر، وطن لا تسيل فيه دماء الأبرياء ،وطن عنوانه الحرية بلاخوف ولا اضطهاد ، وطن يحترم فيه العقول وتقدر فيه الأراء ،وطن يرسخ معنى المواطنة على ارض الواقع متمثلة فى الحق المدنى والسياسى والإقتصادى والإجتماعى والثقافى والفكرى وغيرها ممن تعد حقوق الانسان داخل التراب الوطنى وخارجه، فالوطن منظومة تفقد معنى وجودها ما لم تتحقق معنى المواطنة الحقيقية لكل فئات الشعب لتبنى مجتمع متماسك ومتلاحم وطنياً. وطن يشهد له الزمان ويسطر له التاريخ صفحات بيضاء لاتشوها الأحداث ولا يتأثر بثغرات الزمان. تلك هى ملامحك ياوطن فى اذهان ابنائك وعهد علينا وقسما بمن فطر السماء ومهما طال بنا الزمان سنظل فى انتظارك يا وطن الى ان يعود فجرك من جديد عاليا لترتقى عنان السماء وكما قال الشاعر:
رغم إنطفاء الحُلِم بين عيوننا..سيعود فجرك بعد طول غياب
فـلترحمي ضعفي وقلة حيلتي..هذا عتاب الحُب للأحباب
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق