• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

«الإسلام» دين الأخوّة

السيد عبدالرزاق كمونة

«الإسلام» دين الأخوّة

◄لأنّه يدعو إلى جمع الكلمة والاتحاد والأخوّة، فالاتحاد نظام الأُمّة الإسلامية وعمودها، وبه تحصل الألفة وتحل المودّة محل الجفاء وتجمع الكلمة، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران/ 103)، وقال تعالى: (مُحمَّدٌ رَّسُول اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) (الفتح/ 29)، إلى قوله عزّ وجلّ: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح/ 29)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات/ 13)، وقال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة/ 71).

وقال (ص): "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى عضو تدانى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، وقال (ص): "لا يدخلون الجنّة حتى يؤمنوا ولا يؤمنوا حتى يحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم"، وقال (ص): "ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم وهم يد على من سواهم فمن أحقر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل" وقال (ص): النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فصلاح الأُمّة الإسلامية بانضمام أفرادها وشدة ارتباط بعضهم لبعض وحدة حقيقية تعيش بروح واحدة وترمي إلى هدف واحد وتكون حقيقية تعيش بروح واحدة وترمي إلى هدف واحد وتكون بمثابة الجسد الواحد، فيسعى كلّ فرد منه لخدمة المجتمع فتكون أُمّة صحيحة صالحة قوية لها مجدها وكيانها وعزها وشأنها، فحينئذٍ لا يتسرب إليه الفساد من أي مغرض أو طامع، فبالاتحاد تحصل الألفة وتحل المودة والرحمة ويوجد الفاهم وتسهل الدعوة إلى تعاليم الدين، ولقد كان المسلمون في صدر الإسلام يَدعون إلى الوحدة والوئام ويحثوا إلى التقارب والسلام، وأمروا نبيهم (ص)، فألقوا بين قبائل العرب بعد أن كان بأسهم بينهم شديد، وبذلك التأليف أصبحوا يداً واحدة ورأياً واحداً في قبال الكفرة والمردة واستطاعوا أن يسيطروا على العالم حتى أسسوا مملكة إسلامية عظيمة في أكثر أرجاء العالم البشري.

وكان السلف الصالح في مبدأ الإسلام هم قادة الأُمّة ورُسُل الإصلاح والنهضة لسُبل الخير حتى أوضحوا سبلها جمعاء وعملوا في إحياء الإسلام وإظهار مبادئه، فظهر للعالم البشري أنّ الإسلام دين جامع للسعادة المزدوجة في النشأتين ونظام يقود البشرية نحو السعادة الكاملة، ويضمن حقوق المجتمع والفرد فهو صالح نحو التطبيق من العقيدة والدولة والسياسة، ولذا شق الإسلام طريقه في كلّ بلاد من أنحاء العالم إلى أسمى ما تصبو إليه النفس مرفوعة الرأس موفورة الكرامة وقد تقبلوه بقبول حسن وعرفوا أنّ الدين والشعب والوطن لله تعالى، وأصبح النشأ الجديد على مبادئ خاطئة في التفكير كالتحيز والتعصب العنصري، فيسعون إلى التفرقة وأسباب ذلك الجهل وحبّ الدنيا وانّ التفرقة تكشف عن فقدان البصيرة، وبها يتسرب الفساد من أي مغرض أو طامع، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام/ 159)، وقال تعالى: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر/ 14)، وقال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال/ 46)، وهذه الآيات ظاهرة في منع تفرقة الأُمّة شيعاً لأن لا يتسرب إليها الفساد فإذا تم ذلك لا تبقى ثغرة إلى الذين قصدوا التهويش والتفريق بين صفوف المسلمين والطعن فيهم.►

 

المصدر: كتاب العدل الاجتماعي في الإسلام

ارسال التعليق

Top