• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أحبه وأشعر بالسعادة معه.. لكنه متزوج

أسرة البلاغ

أحبه وأشعر بالسعادة معه.. لكنه متزوج
◄أرسل إليكم بعد أن ضاقت بي الدنيا وتقطعت بي السبل، فلم أجد أمامي إلا أن ألجأ إليكم لما وجدت لديكم من الحكمة والتميز والقدرة على مساعدة الناس على حل مشاكلهم.
مشكلتي تكمن في أنني بين خيارين كلاهما مؤلم وقاس بالنسبة لي. قد شاء الله أن أقع في غرام رجل متزوج وقد أحبني هو الآخر لما كان يعانيه من فراغ عاطفي ومشاكل كثيرة في زواجه. في البداية كنا نتحدث فقط ونسلي بعضنا لكي نقتل شعور الوحدة الذي كان يخنقنا ولم نكن نخطط أبداً لهذا. لكن تطور الأمر وصار كل واحد منا لا يستغني عن الآخر. قد حاولت مراراً أن أقطع علاقتي به لأنني لست من النوع الذي يبني سعادته على سعادة غيره لكنه ظل متمسكاً بي. رغم كل المشاكل التي حدثت لنا حيث علمت زوجته وأقامت الدنيا ولم تقعدها وعاقبني أهلي لدخولي في هكذا متاهات رغم إنني فتاة شابة أبلغ من العمر 23 عاماً جامعية متفوقة دراسياً على قدر من الجمال ولي هوايات كثيرة وذات شخصية قيادية وهم يرون أنّ أمامي فرصاً أفضل.
هو يرفض أن يطلق زوجته على الرغم من أنّ حياتهما الزوجية شبه منتهية وذلك لأنّ لديه ابنة منها، وفي نفس الوقت يرفض أن يتركني في حالي.
المشكلة إني أحبه وأشعر بالسعادة معه وأحس بأنه يحمل كل الصفات التي أتمناها في زوج المستقبل، كما أنّ شخصيتي متوافقة معه تماماً رغم أنه يكبرني بـ 19 عاماً! وهذا من أحد الأسباب التي تجعل أهلي يترددون بقبوله خاصة أنّ لديه الكثير من المشاكل مع زوجته الأولى وأهلي لا يريدون أن أكون الشماعة التي يُعلق عليها سبب فشل زواجهما.
أنصحوني ماذا أفعل؟ وإذا نصحتوني بتركه، كيف لي أمنعه عني حيث إني جربت معه كل شي من هجر ومن تغيير رقم هاتفي وتدخل أهلي لنهره.
ما يؤلمني أكثر هو أنني لا أجد من أتكلم معه عن هذه المشكلة لذا أرجو منكم أن تفيدوني وتهتموا لمشكلتي وجزاكم الله آلف آلف خير. - الزواج ليس نزهة أو نزوة عابرة...إنه مشروع حياة وخيار مستقبل لذا ينبغي أن يتعامل معه الطرفان: الرجل والمرأة بعقل وواقعية فهما لن يعيشا لوحدهما بعيداً عن الناس: أهليهما وأقاربهما، لذا لابد من دراسة الشرائط والظروف المحيطة بهدوء لاتخاذ قرار حكيم ومناسب.
أولاً: يجب دراسة ظروف فشل الزواج الأول، وفشل أي تجربة أمر ممكن ويقع كثيراً في عالمنا المعقد والصعب، ولكن لابد من فهم ظروف الفشل حتى لا تتكرر التجربة، وحتى يُعرف السبب فلا يقدم الإنسان على أمر مجهول.
وثانياً: تمسكه بزوجته فلابد من دراسة شروط وظروف الزواج الثاني ومع وجود مبررات الزواج الثاني.
فهل هناك توافق وظروف ملائمة وهل يستطيع الزوج تدبير أموره مع عائلتين، وهل يمكنه إدارتهما معاً؟
يجب دراسة هذه الجوانب جميعاً ووضع النقاط على الحروف وكتابة الخيارات المطروحة على الورق للتأمل فيها.
ولابد للزوجة أن تعرف موقعها من زوجها وأن عليها أن تتقبل حقوق الزوجة الأولى ومشاركتها لها في زوجها، من حيث النفقة والسكن وغيرها من متطلبات العدالة بين الزوجات، عليها تقبل ذلك كما أمر به الدين فلا تترم ولا تضيق ذرعاً إذا ما أراد الزوج أن يعط زوجته الأولى حقها من الرعاية، بل عليها أن تساعد زوجها في ذلك.
وإذ أقر الدين تعدد الزوجات فإنه أراد بذلك مجاراة الواقع خصوصاً أنّ بعض الأزواج يمر بتجربة غير موفقة أو أنه لا يجد في الزواج الأول الأمن والإستقرار المطلوبين في الزواج أو لمرض زوجته.. أو غير ذلك من الظروف المسوغة، فقد يكون الزواج الثاني حلاً لمشلكة لا إيجادا لها.
وقد أجاز القانون في بعض الدول الأوروبية وجود عشيقة إلى جانب الزوجة وربما يعطونها بعض الحقوق في الوقت الذي كان الحل الإسلامي أفضل من حيث المقدمات والنتائج المترتبة في حفظ حقوق المرأة والأولاد واستقرار العلاقة بين الطرفين.
أما فارق السن فقد دلت بعض البحوث والدراسات الميدانية على أنه ليس عائقاً أمام نجاح الزواج إذا كان التوافق حاصل بين الطرفين.
إذن أنتِ التي يمكنكِ تحديد القرار الصائب مع أخذ سائر جوانب القضية بنظر الإعتبار ليكون القرار حكيماً ويمكنك دراسة الموضوع مع أحد عائلتك ممن تجدين فيه الكفاءة والإستعانة بمستشار اجتماعي موثوق، وأخيراً لابد من التريث وعدم الاستعجال فربما كان الزمن عاملاً مساعداً لجلاء الأمور وتهيئة الظروف المساعدة للقرار الصائب.
وختاماً استعيني بالله تعالى: إقرأي القرآن، وأكثري من ذكر الله واستعيني بالصبر والصلاة حتى تمتلأ نفسك بالإطمئنان وتنغمر روحك بالسعادة ويوفقك الله لما هو صالح لك.►

ارسال التعليق

Top