• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اكتشاف المواهب.. إرشادات عامة

اكتشاف المواهب.. إرشادات عامة

الخطوة الأهم في صناعة الموهوبين هي عملية اكتشافهم والتعرف عليهم، فهي الفرصة الثمينة التي تنقل الموهوب من الوضع العادي إلى الوضع الذي يستحق ليتمكن من تسخير موهبة وهبها الله له لخدمة نفسه وخدمة مجتمعه.

ويمكن للوالدين خاصة وجميع أفراد المجتمع عامة المساهمة في التعرف على بعض صفات الموهوب وخصائصه السلوكية في مجال الإبداع والقيادة والدافعية والتعلم، فالموهبة لا تعرف لظهورها زماناً ومكاناً محددين؛ لذا وجب على الوالدين وكلّ مَن يتعامل مع الموهوبين ملاحظة بوادر الموهبة لديهم.

وهناك وصايا عامة لاكتشاف المواهب نذكر منها ما يلي:

1- الاستعانة بالمتخصصين والخبراء قدر المستطاع، إما بالحضور المباشر أو بالاستفادة من علمهم وخبرتهم في مجال الموهبة واكتشافها، فإنّ الطفل الموهوب في كرة القدم يحتاج إلى أن يراه مَن يفهم في كرة القدم كي يحكم على تلك الموهبة، وكذلك الطفل الموهوب في مجال الخطابة أو الكتابة أو الخط أو القيادة أو الغناء أو التمثيل أو الرسم، فلا يحكم على الموهبة إلّا الخبير أو المتخصص؛ ليكون الحكم موضوعياً ومن ثم يسهل اكتشاف الموهبة ورعاية الموهوبين، وليس كهذا المعلم الذي كان معه طفل صوته شجي رائع العذوبة بينما هو لا يدري بالفارق بينه وبين أقرانه لأنّ أذنه ليست موسيقية ولا يدري الفرق بين صفارة الإنذار وبين تغريد البلابل! ولم يكتشف موهبة هذا الطفل إلّا المتخصصون فيما بعد. ولسنا نقصد بالمتخصصين هنا الخبراء في المجال فقط ولكن يكفي أن يكون ذا حس فني أو أدبي أو ذوقي يرشده هذا الحس لاكتشاف الموهبة.

2- عمل المعارض الفنية ومجلات الحائط والبحوث والمسابقات والاستماع الجيد للأطفال عندما يغنون أو يتلون القرآن أو يخطبون، مع إقامة حفلات السمر بشكل دائم والتي يقوم الأطفال جميعهم فيها بالتمثيل والغناء والتحاور، مع الاهتمام بإقامة الأيام الرياضية والدورات التنافسية وغيرها مما يظهر من خلاله مواهب الأطفال.

3- القراءة المتأنية في طرق اكتشاف المواهب من خلال الكتب المتخصصة أو من خلال شبكة الإنترنت.

4- وضع أُطر عامة لاختبار الموهوبين بحسب مواهبهم، وذلك يتم من خلال التنسيق بين البيت والمدرسة والنادي، ثم التنسيق مع المتخصصين في كلّ مجال.

5- ابتكار أنشطة للطفل باستمرار سواء في البيت أو المدرسة أو النادي يكون بمقدورها تسهيل عملية اكتشاف الموهبة، فالطفل القابع في البيت أمام شاشة التلفاز أو أمام الحاسب الآلي قد يصعب اكتشاف موهبته؛ لأنّ أنشطته محدودة محصورة في مجال واحد أو اثنين فقط حيث تلعب الأنشطة دوراً مهماً في عملية اكتشاف الموهبة.

6- الاستفادة من الاختبارات والمقاييس والاستبانات والإرشادات المنشورة في المجالات النفسية والاجتماعية والعلمية وتطبيق ما أمكن منها.

7- يفضل أن يشترك في انتقاء الموهوبين وتنمية مواهبهم أكثر من فرد، فاتفاق اثنين فأكثر على موهبة طفل معين في مجال معين هو أفضل من انفراد واحد بذلك خاصة في المواهب التي لا تخضع لقواعد معينة كالغناء إذ الأساس فيها هو الذوق والأذن الموسيقية التي تحكم على صوت الطفل.

8- اكتتشاف المواهب لا يكون لفئة معينة من الأطفال ولكن يكون اكتشافاً لنوع الموهبة؛ حيث إنّ الموهبة توجد داخل الفرد سواء أكان غنياً أم فقيراً وسواء أكان عربياً أو أوربياً وسواء أكان ذكراً أم أنثى.

9- ظهور الموهبة وتنميتها لا يمكن أن يتم من خلال التسلط وكبت الحرّيات وتحديد المسار ورفض رأي موحد، فالموهوب يحتاج إلى الإحساس بالقبول والأماكن كي تظهر موهبته.

10- السمات التي يجب أن تتوافر في الطفل الموهوب في مجال ما من المجالات لا يشترط أن تجتمع كلّها لدى طفل واحد ولكن يكفي وجود بعضها كي يكون موهوباً في هذا المجال.

11- على الرغم من صعوبة اكتشاف الطفل الموهوب عندما يكون قابعاً في جو اعتيادي ولا يحظى بالاهتمام المطلوب، إلّا أنّ التربوي المحترف لابدّ أن يكون قادراً على ملاحظة جوانب التميز لدى الطفل.

12- عملية اكتشاف المواهب عملية مستمرة تبدأ من مراحل الطفولة الأولى وتستمر باستمرار حياة الإنسان.

 

الكاتب: محمد سعيد مرسي

المصدر: كتاب صناعة الموهوبين (فن اكتشاف مواهب الطفل وتنميتها)

ارسال التعليق

Top