• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الازدواجية بين الكلمة والموقف

عمار كاظم

الازدواجية بين الكلمة والموقف
◄رسول الله (ص) قدوتنا:

للقدوة والأسوة العملية في المبادئ والقيم دورٌ أساسيٌّ وفعّال، فالقدوة تمنح الفكر قيمة عملية وتمنح رجالاتها المصداقية والوثاقة وتمثّل القدوة العملية الصبغة الحية للفكر والمبادئ (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب/ 21)، طيلة حمل الرسالة وما قبلها كانت لرسول الله (ص) سُنّة وسيرة عملية تجسّدت في سلوكه الذاتي وفي حمل الدعوة وإقامة الرسالة والتعامل مع المجتمع وفي علاقته مع نفسه وأسرته وأرحامه وأصحابه وأعدائه وحلفائه. فكانت تلك السيرة نبراساً يضيء الدرب للمؤمنين ودليلاً يهدي في ظلمات المسير، كما كانت مصدراً للأحكام ومناراً لأولي الألباب. لذا أمرنا الله تعالى الاقتداء به والسير على نهجه وهداه.

 

لابدّ من أن يطابق الفعلُ القولَ:

كم نسمع شعارات بإصلاح أوضاع المجتمع وإعادة بناء الحياة ومعالجة المشاكل وشعارات الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والحرص على مصالح الأُمّة وثرواتها، ومكافحة الظلم والاستبداد، ودرء الفتن وتكريس الوحدة الوطنية، وإشاعة العفو والرحمة والإحسان، ولا أساس لها على أرض الواقع، وكم نسمع من الوعّاظ والكتاب والمتحدّثين وأصحاب الرأي ووسائل الإعلام المختلفة من دعوات إلى الإحسان ومكارم الأخلاق والتجرّد من الأنانية والالتزام بالمبادئ والدستور، وما إلى ذلك، وفيما نطّلع على سلوكية الكثير من هؤلاء الناس ومواقفهم العملية وتعاملهم العقلي نجد بَوْناً شاسعاً والمسافة بعيدة بين القول والعمل، بل أكثر من ذلك قد يوحي سلوك البعض إن كان مخادعاً بقوله ومظهره ليُغطّي على فعله البعيد عن كلّ تلك المبادئ والقيم والشعارات بالضجيج الإعلامي وصناعة الألفاظ، وهذا ما يخالف سيرة النبيّ (ص) التي تطابق القول والعمل.

 

كُلّنا مسؤول:

مسؤولياتنا كبيرة، مسؤوليات رسالية ومسؤوليات حضارية وعلميّة وثقافية وعليه يتطلّب واقع الأُمّة والتحديات التي تواجهها النهوض بهذه المسؤوليات على أحسن وجه، ولكلّ منّا يدٌ يساهم فيها لا سيّما وأنّ هناك مَن يحاول الهدم، فالمهمّة شاقّة لا تسير بلا معوّقات أو عقبات. لابدّ أن نفرِّق القول بالعمل، وأن لا تكون كلماتنا فضفاضة أوسع من حنجرتنا وأكبر من حجم قدراتنا ولا تلتقي بأقوالنا من أيِّ طريق يجب أن لا يعيش الإنسان الازدواجية بين الكلمة والموقف، ولابدّ من الجدية والمسؤولية والابتعاد عن اللّغو واللّهو والثرثرة والتصرّفات اللامسؤولة التي ضيّعت طاقاتنا كثيراً وعلينا بالجهد والاجتهاد فإنّ الخمول والكسل والتقاعس والاسترخاء أخسرنا الكثير من الطاقات، فلنقل قليلاً ولنعمل كثيراً وأن نجانس بين أعمالنا وأقوالنا حتى يرى الناس منّا الصدق واختيار الوسيلة الأحسن والأفضل التي تؤكّد سلامة العلاقة بين الناس.►

 

المصدر: كتاب مفاهيم خيرٍ وصلاح

ارسال التعليق

Top