أكثر من يهاب كتابة البطاقة هم أولئك الذين لم تكن لديهم تجربة كتابية سابقة، ولم يتعودوا الإمساك بالقلم لكي يعبروا عن مكنونات أنفسهم.
وأكثر الناس قدرتهم الكلامية تفوق قدرتهم على الكتابة – كما يقول علماء النفس – فقد يقف أحدهم لينشئ خطاباً لمدة ساعة كاملة دون توقف، ولكنه يعجز عن كتابة سطر واحد على الورق..
إنّ الفرق ليس كبيراً بين التلفظ والكتابة، إذا اتبعت أسلوب ترديد الكلمات بصوت مرتفع، ثمّ تقوم بكتابتها على الورق، أو تقوم بتسجيل صوتك على جهاز التسجيل، ثمّ تنقله على سطح الورق..
ومن الخطأ أن تتردد في كتابة البطاقة خوفاً من الوقوع في خطأ إملائي أو نحوي، فإنك لن تكتب بحثاً لمناقشة رسالة الدكتوراه، ولن يتوقع الطرف الآخر رسالة من عالم النحو (سيبويه).
المهم أن تحمل بطاقتك بين طيّاتها المعاني التي تريدها أن تنفذ وتستقر في قلب شريكك، كما انّ على المرسل إليه أن لا يشدد في تقنيات الكتابة، إنما عليه أن يبحث عن الشحنات العاطفية التي تحتضنها تلك البطاقة.
(م. ب وهو شاعر..، صدمته أوّل بطاقة تلقّاها من محبوبته إذ كانت مليئة بأخطاء النحو والإملاء.. وبدون قصد لفت م. ب نظر محبوبته لأخطائها في الكتابة فجاءت بطاقتها الثانية بدون أخطاء، لكنها ازدحمت بعبارات جاهزة منقولة من الكتب. كانت البطاقة فصيحة لكنها (معلّبة).. أحس الشاعر بالذنب لأنّه أفقد حبيبته الثقة بنفسها إلى هذا الحد.. ودفعها لاستعارة هذه العبارات الجاهزة البغيضة.. فطلب منها أن تكتب له بالعامية.. وأقنعها أنّه يريد أن يسمع صوتها بعينيه عندما تمر على بطاقتها فكتبت كما طلب.. فكانت كلماتها بشهادته أحلى ما قرأ!).
ماذا نكتب في البطاقة.. وما هو موضوعها..؟
عندما تكتب بطاقة لزوجتك فإنّها ستكون لعدة أسباب، تتمثل في:
1- بطاقة المناسبات: والتي تكتبها في أوقات الأعياد السعيدة، وأيام الذكرى العزيزة، فإنها تمثل تحية راقية في صباح يوم عيد، فينبغي أن تسطر فيها تحية العيد، وتصف شعورك وأنت مع زوجتك فيه، وتمنياتك لها في أعياد المستقبل والذكرى القادمة..
2- بطاقة الإهداء: تقدمها مصاحبة مع الهدية التي ستهديها لشريكك، وتذكر فيها مناسبة الهدية، وارتباط الهدية بالإحساس الثنائي..
3- بطاقة إثارة المشاعر: عندما يستيقظ زوجكِ صباح عطلة الجمعة يقف أمام مرآة الحمام ليجد بطاقة متوسدة علبة الصابون، تقولين فيها (صباحاً مشرقاً لك يا زوجي الحبيب، التوقيع: زوجتك المحبة..).
فهي بمثابة شحنة يهديها الزوج أو الزوجة لشريكه تعزيزاً وتذكيراً للمشاعر الوردية.
4- بطاقة الدعوة: قد يدعو أحد الزوجين شريكه للعشاء أو الخروج، أو اقتراح القيام بعمل ما.. فالبطاقة وسيلة غير مألوفة ومحبوبة في الوقت ذاته لتأدية المطلوب..
ومهما اخترعتم من أسباب لكتابة البطاقة، فلا تنسوا مشاعركم خارج إطارها، فهي أهم مادة تضفي على سطح البطاقة ألواناً من المشاعر المرهفة، والأحاسيس البرّاقة..
واحرصوا أن تكون المشاعر صادقة ونابعة من أعماقكم، لا أن ترسلوا بطاقة جاهزة جامدة.. يقول الكاتب ع. خ: "إنّ بصمة امرأة أمية يحبها على بطاقة معايدة، أجمل من مقطع لشكسبير.. أنا أرى أنّ كلمة بسيطة صادقة ومحسوسة تساوي أجمل ما كتب شعراء الحب.. تساوي كلّ إبداع الأرض".
المصدر: كتاب الحب في العلاقات الزوجية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق