• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الذوق السليم في الشخصية

د. الشيخ ميثم السلمان

الذوق السليم في الشخصية

    تمهيد

    الجنبة الذوقية في الإنسان هي الرشد الحضاري بقدره وعلى مستواه إن جاز التعبير.

    الذائقة السليمة في الشخصية هي مفتاح النجاح والتميّز، وهي وجه السعادة المطل من جنبات الشخصية الذي ينثر وروده على الآخرين.

    وليس المقصود بالذائقة طبعا تلك المساحة اللسانية التي تتذوّق المطعومات الفموية. إنّما هي ذائقة أعم، وبمقصود أعمق، وبإيجاز نستطيع أن نعبر عنها بالتالي:

    

    - تعريف الذائقة:

    (هي القدرة على انتقاء أحسن البدائل المرشحة عند الاختيار، بما يتلاءم مع الموقف، وهي من المكاسب، وليست من المواهب ألا فيما شذ وندر).

    

    - ظهور الذائقة:

    لهذه الذائقة ظهور أحادي كجنبة من الجنبات في الشخصية، ولها ظهور مشترك مع باقي الجنبات، وفيما يلي عرض لأهم ظهوراتها في الشخصية:

    1- ظهور الذائقة السليمة في البعد العقلي في الشخصية.

    2- التفكير المنطقي.

    3- المحافظة على مستوى عالٍ من الكم الكلامي.

    4- استخدام الأساليب المؤدبة في العمليات اللغوية كالحوار والمجادلة والحديث والخطابات المختلفة.

    5- ظهور الرصانة والجدية في لغة الخطاب والرأي والموقف.

    6- غلبة لعالم التصوريات الذهنية والمعقولة والسليمة.

    7- ولها ظهور وأثر واضح في المقروءات والمكتوبات.

    

    - ظهور الذائقة الفاسدة في البعد العقلي في الشخصية:

    1- التفكير الارتجالي والعشوائي.

    2- استخدام ألفاظ ومعاني كلمات هابطة.

    3- استخدام الأساليب الرعناء في مختلف العمليات اللغوية من خطاب وحوار وجدل.

    4- ظهور الركاكة في لغة الخطاب، والرأي والسفاهة في القول.

    5- غلبة عالم التصوريات والأخيلة الذهنية الفاسدة والمريضة.

    6- الضعف في انتقاء المقروءات والركاكة والواضحة في التعبير والإنشاء والكتابة.

    

    - ظهور الذائقة الصحيحة في البعد النفسي في الشخصية:

    1- ظهور معظم الملكات والمفردات الخلقية النفسية الجميلة على الشخصية، كالحب والبشاشة والسماحة والصبر واقناعة والرضا واحترام الآخرين والتواضع من الداخل قبل الخارج والصدق في المشاعر وما شابه ذلك.

    2- التعبير عن الانفعالات والهيجانات والمشاعر والعواطف والنزعات والميول وعالم التصوريات بأساليب وردود أفعال موجهة ومبرمجة.

    3- ظهور مشاعر الرقة والجمال والتحضّر، على الذات، وانتقاء الأحسن من بين الاختيارات لما فيه مصلحة ونفع الشخصية ويتجلّى ذلك في:

    * اختيار الألوان والعطور والملابس والأطعمة المستساغة والأماكن المناسبة للسكن والترفيه.

    * اختيار العلاقات الإنسانية المناسبة وخصوصاً في الصداقة والزواج.

    * اختيار المواقف المناسبة والتعابير الحضارية في التفاعل.

    * اختيار التوقيت المناسب.

    

    - ظهور الذائقة الفاسدة في البعد النفسي في الشخصية الطفولية:

    وتنعكس الأمور الواردة سابقاً تماماً، فنجد ونلمس ونرى ونشاهد الاضطراب والعشوائية في الشخصية وما يقع منها.

    وكذا للذائقة ظهور صحيح وسليم ومقبول وفاسد وقبيح، في كل جنبة من جنبات الشخصية، ومما سلف يتبين إن تربية الذوق في جنبات الشخصية مهمة منوطة بكثير من العناء والدقة والملاحظة والمتابعة، حتى تترسخ المعلومات إلى حالات، والحالات إلى ملكات، والملكات إلى طبائع وسجايا تتميّز بها الشخصية، والجدير بالذكر إن تنمية وتدريب وصقل الحالة الذوقية في الشخصية، مترتب على عدة أمور ينبغي الاهتمام لها في شخصيات الأطفال خصوصاً وبدقة وهي:

    1- المبادرة بتلقين الأطفال برتوكلات المعاملات الاجتماعية والأسرية الصحيحة من خلال مواصفات الدين والمجتمع والعرف الصحيح والتأكيد عليهم ومتابعتهم في تطبيقها، وخصوصاً في السنوات السبع الأولى لورود الحديث النبوي الشريف بذلك والحض عليه.

    2- اختيار أنجع الأساليب في تعليم الطفل، الكافلة لعملية التعليم بالترميم والمتابعة بالحكمة والموعظة الحسنة.

    إيجاد مشاريع تعليمية متكاملة واستحداث مسابقات وآليات تحفيز للأطفال لبلوغ مستويات عالية في التذوق، على كل المستويات في الشخصية.

    إعادة تشغيل الطاقات الطفولية من خلال برامج ملائمة، تثبت كل ما تعلّموه، وتجعله لديهم أسلوب حياة.

    

    المصدر: كتاب تهذيب البرمجة اللغوية العصبية

ارسال التعليق

Top