• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الفطرة السليمة كالنبات الطيب

أسرة البلاغ

الفطرة السليمة كالنبات الطيب

◄يُحكى أنّ ملكاً أراد أن يختبر صدق مجموعة من رعاياه، فأعطى لكلِّ واحد منهم شتلة صغيرة في مزهريّة، وطلبَ منهم أن يعتنوا بها وينمّوها بشكل طبيعي على أن يراهم بعد مدّة من الزّمن، ليرى أين وصلت شتلاتهم التي سلّمها إليهم، فيُكافئ الفائزين، ويُعاقب المتقاعسين.

ذهب الجميع إلى بيوتهم وتركوا شتلاتهم هناك ولم يعتنوا بها إلّا قلّة منهم تعهّدوا الشتلات بعناية.

عندما اقترب موعد المسابقة، كانت شتلات البعض قد ماتت نتيجة الإهمال، وحاول البعض التحايل، فاشتروا عقاقير منشِّطة لكي تنمو شتلاتهم ظنّاً منهم أنّهم بذلك يخدعون الملك، فاستطالت شتلاتهم بشكل غير طبيعي.

في يوم المسابقة، كان الأشخاص الذين اعتنوا بشتلاتهم دون عقاقير مُنشِّطة يقفون في الدّوْر بانتظار فرز النتائج، فراحَ الملك يستعرض الشتلات، فرأى أنّ بعضها تُرِكَ مهملاً فمات، وأنّ بعضها استطال بشكلٍ غريب، وحينما تطلّع في الشتلات النامية نموّاً طبيعيّاً، ربَتَ على أكتاف أصحابها قائلاً: أنتم الفائزون، لأنّكم صادقون، أمّا الذين زرّقوا أو ضخّموا شتلاتهم المواد المنشِّطة فغشّاشون حتى وإن بدَت شتلاتهم عالية مستطيلة.. لكم أيّها الصادقون جائزتي الكُبرى!

فطرة الإنسان (شتلتهُ) يمكن أن تنمو نموّاً طبيعياً مع شيء من التعهّد والعناية والمراقبة، ويمكن أن تموت وتندثر، ويمكن أن يتلاعب بها فلا تنمو نموّاً طبيعياً.

في الآخرة.. في يوم السابق، سيُسأل كلٌّ منّا عن شتلته ماذا عمل بها؟

-          عمليّة الإنبات:

إسأل أي فلّاح خبير عن عملية الإنبات السليم.. ماذا تحتاج؟

يقول لك:

1-     التربة الصالحة.

2-     تقليب التربة قبل الزراعة (حراثة).

3-     تسميد التربة (تقوية عناصرها).

4-     اختيار البذور المناسبة.

5-     إيداع البذور في باطن التربة (الغرس).

6-     سقاية البذور بشكل يومي وكلّما دعت الضرورة.

7-    تعاهد الشتلات الصغيرة حتى تنمو وتلحق بالأخريات.

8-    مراقبة الأشجار النامية من الأمراض والحشرات والطيور العابثة.

9-    تنقية الأرض من الطفيليات والأعشاب الضارّة.

فإذا أردنا أن ننقل ذلك من عالم النبات إلى عالم الإنسان، نحتاج إلى أن نترجم ذلك إلى لغة ثانية:

فالتربة الصالحة هي (الفِطْرة السليمة)، وتقليب التربة هي تنقية النفس من الشوائب التي علقت بها، والبذور المناسبة هي الأخلاق الحميدة، والسقاية هي تغذية الصفات الإيجابية بما يساعد على نمائها وتقويتها وثباتها، والتعاهد هو مراقبتها في حالتي الصحّة والمرض. ►

ارسال التعليق

Top