• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

جاذبية القرآن على النفوس البشرية

مجيد الصايغ

جاذبية القرآن على النفوس البشرية
إن للقرآن جاذبية كبيرة على النفوس البشرية ويصعب تفسيرها وتحليلها بالمقاييس المألوفة عند الناس ويمكن تقسيم هذه الجاذبية الى قسمين: القسم الأول: الجاذبية العامة ويشمل تأثير هذا القسم أفكار الناس وقلوبهم منذ أن نزل القرآن الى يومنا الحاضر لأن القرآن الكريم يُتلى على الناس ليلاً ونهاراً فيتفاعلون معه ولم تقل درجة هذا التفاعل ولم تنتقص درجة تأثيره في نفوس الناس ولازال الناس يتعاطون القرآن ويتفاعلون معه كما لو كان نزل اليوم من لدن الله تعالى الى عباده وهذه الجاذبية العامة بلا ريب آية من آيات القرآن ومعجزة من معاجزه العظيمة على مدى الدهور والأيام. وتؤثر هذه الجاذبية على معظم البشر على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم وهذا دليل واضح على أن القرآن غض جديد يتماشى مع كافة العصور وتطورها. وقد لمس البعض من الناس في فترة من فترات حياتهم ولو لحظة أو لحظات ومضة من ومضات القرآن وجاذبيته ونكهته تختلف عما وجدوه ولمسوه من قبل وسحرا في نفسه يختلف عما كانوا عليه من قبل وهذا من عطاء القرآن الذي لم يبخل به الله تعالى على عامة عباده. القسم الثاني: الجاذبية الخاصة: ويشمل تأثير هذا القسم الصفوة من البشر الذين خصهم الله تعالى بوعي القرآن وفهمه والذين آتاهم الله تعالى ثقة القرآن ونوره وبصيرته وتأثير هذا القسم يختلف عن تأثير القسم الأول من حيث تأثيره ونفوذه لأن القلب ينفتح عليه ويتفاعل معه بقوة ويخضعه لتأثيره ويبعث فيه الإيمان والهدى والنور والقوة في مقدمة من تأثر بهذه الجاذبية الخاصة وهم أهل بيت المصطفى (ع) الذي نزل القرآن في بيوتهم وحملوه في صدورهم ونشروه بأفواههم وسلوكهم فكانوا مثلاً أعلى في تطبيقه ووعيه وكان يجري فيهم مجرى الدم في العروق وكانوا لايفارقونه لحظة واحدة في حال يقظتهم وسباتهم وفي كل مفردات حياتهم جاعلين منه نبراساً ونوراً يضيء الدرب لساليكه ومشعل هداية لمن يهتدي به. ولقد خص الله جل وعلا نبيه الكريم وأهل بيته الطاهرين بالقرآن الكريم لأن الله أعلم حيث يجعل رسالته وهم (ع) أهل لحمل ونشر هذه الرسالة السماوية العظيمة، فهم القرآن الناطق الذي ينظق بالحق والقرآن هو الكتاب الصامت وهذا تلازم لا ينفك أحدهما عن الآخر بأي حال من الأحوال. وقد ورد عن رسول الله (ص) (أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تصلوا بعدي ابداً ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وقد تجلت هذه الجاذبية الخاصة بأهل البيت (ع) والصفوة من الصحابة الصالحين الذين كان القرآن جاذباً لأرواحهم ومتفاعلاً معهم ورائداً لسلوكهم وقبساً منيراً في حياتهم وكتب التأريخ والسير مليئة بذلك.   المصدر: كتاب (التربية الروحية، دراسة في الغذاء الروحي وأثره على السلوك العملي).

ارسال التعليق

Top