تعد الفطرة التي تحرك مشاعرك تجاه طفلك من أهم الجوانب الأساسية في علاقتك به. فأنت موجهة فطرياً للعناية به وتلبية متطلباته كافة، وتقدم ما يلزمه من توجية ورعاية، غير أنّك قد تخطئين في بعض الأحيان وتواجهين بعض الصعوبة أثناء تربيتك له، أو قد تنقصك المعرفة والخبرة الكافية في بعض الأمور التي يتعرض لها الأطفال، وعلى الرغم من ذلك أنت تتمتعين بالقدرة على تحديد ما يحتاج إليه طفلك وما لا يحتاج إليه، وحينما أجريت دراسة على عدد من الآباء والأمهات بسؤالهم هل فعلاً يشعرون بما يريده أطفالهم من دون أن يطلب الأطفال منهم ذلك؟ جاءت الإجابات كالآتي:
1- اعتقد أنّ ابني يعاني شيئاً ما، لكني لا أعلم ما هذا الشي بالتحديد.
2- يتملكني شعور بأنّ طفلي لديه مغص الآن.
3- يتراء لي أنّ .....
4- لدي دوافع قوية لأن أفعل....
5- إنّ كلّ ماتريده ابنتي أعرفه.
قد تكون لديك شكوك أو تساؤلات مبهمة، أو وجهات نظر غير متوقعة تسيطر على تفكيرك في بعض الأحيان نابعة من شيء بداخلك أكثر أهمية من مجرد كونه نتاجاً لخيالك الخصب. فعادة مايتبيّن لك أنّك على صواب إذا ما تبعت حدسك في الأمور التي تتعلق بطفلك. تصرفي وفقاً لما يمليه عليك حدسك وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
- إذا كنت تشعرين برغبة في أن تمسكي بيد طفلك فعليك أن تفعلي على الفور ومن دون تردد.
- اسألي طفلك إن كان هناك ما يؤرقه وكانت لديك رغبة في ذلك.
- عليك أن تعبري لطفلك عن مخاوفك أو شكوكك أو ظنونك أو قلقك عليه، أو غيرها من المشاعر الأخرى التي تنتابك في أثناء حديثك معه.
- إذا كنت تشعرين برغبة في إلقاء دعابة أو الضحك على شيء ما، عليك ألا تتردي في القيام بذلك.
الفرق بين حدسك ونصائح الخبراء؟
هناك دور كبير للخبراء في مساعدتك وتوجيهك وتزويدك بمعلومات قيّمة، لكن في الوقت نفسه أنت المسؤولة عن طفلك وليس الخبراء، ومن المهم تقييم النصائح التي يوجهها لك الآخرون، فهي ليست صحيحة دائماً، حاولي أن تتعرفي إلى النتائج التي حققها الآخرون باتباع هذه النصائح، وقومي بمتابعة النتائج التي حققتها أنت باتباعك هذه النصائح، فإذا جاءت تلك النتائج مطابقة لما كنت ترغبين فيه، فيمكنك الاستمرار في اتباعها. أما إذا لم تأتِ وفقاً لما توقعته منها، الأفضل أن تجربي شيئاً آخر.
إنّ حجم الثقة والتخصص والتعليم المتقدم الذي يتمتع به هؤلاء الخبراء، لا يعد ضماناً بأنّهم يتمتعون بقدر كافٍ من النضج والتوازن والدراية والفهم والعلم الواعي لما يحدث لطفلك في كلّ وقت.
الآباء والأمهات خبراء أيضاً، فمنهم الناجحون في تربية أبنائهم، ومنهم غير ذلك. فأنت التي تعيشين طول الوقت مع طفلك، وتربطك به روابط وراثية فطرية تجعلك تشعرين به وبما يريد، وهذا ما لا يملكه خبراء التربية أو حتى الأطباء. لا تفقدي الثقة بنفسك وبقدراتك في تقييم وضع طفلك من جميع النواحي، فربما يكون قلبك دليلك إليه، ولا يخطئ القلب في أغلب الأحوال. لا تتركي استشارة الخبراء فيما تمرين به، فهم يملكون العلم والسُبل التي قد تختصر عليك الكثير من الأمور، وربما تساعدك في حلّ مشاكل طفلك التربوية والنفسية وغيرها، ولكن استفيدي من حدسك الفطري وما يخبرك به إلى جانب الاستفادة من خبرة المتخصصين ومعرفتهم في إعداد الخطط الخاصة بالتعامل مع أطفالك.
تعلمي المزيد عن فن تربية طفلك
في كلّ يوم تتعلمين شيئاً جديداً في تربية الأطفال من خلال الاحتكاك اليومي بهم. فكلّ موقف أو مشكلة أو حديث يمر عليك يؤكد لك مدى حاجتك إلى المزيد عن طريق التعامل من الأطفال. إنّ تعلم كيفية التصرف كآباء وأمهات ناجحين يعد أمراً ممتعاً في حد ذاته، بغض النظر عما قد تواجهينه من تحديات ومخاوف في بعض الأوقات، فإذا تحقق لك النجاح، فإنّك تتعلمين من التجربة والنجاح الناتج عنها، وكذلك فإنّك إذا أخفقت فستتعلمين من التجربة وتبحثين عن أخطائك لتتلافيها، أياً كان ما تفعلينه، عليك الاستفادة من النتائج التي تحصلين عليها بعد كلّ تجربة.
فإذا جاءت هذه النتائج مرضية فلتداومي على اتباع الأساليب التي حققت تقدماً وتكرريها، ثم تحاولي البحث عن بديل للأساليب الباقية غير الفعّالة، كي يكتمل النجاح.
حاولي دائماً استغلال أوقاتك في معرفة المزيد عن فن التعامل مع الأبناء، فهناك طرق عدة للحصول على المعلومات اللازمة منها يمكنك التحدث إلى بعض الآباء والأمهات الآخرين، أو إلى أحد الأصدقاء أو الأقارب ممن كانت لهم تجربة سابقة في التعامل مع الأبناء، والتعرف منهم إلى الوسائل الناجحة التي ساعدتهم في التعامل مع أبنائهم، ولا تنسي الاستفادة من خبرة الأجيال السابقة.
يمكنكما استشارة أحد الخبراء المتخصصين في مجال التربية عند وجود ما يستوجب ذلك مع الحرص دائماً على اختيار مدى صحّة ما يقولونه لك قبل تطبيقه على الأبناء.
قوما بقراءة الكثير من الكتب أو مشاهدة بعض أشرطة الفيديو أو الاستماع إلى بعض أشرطة الكاسيت التي تتضمن بعض الإرشادات. ولا مانع أبداً من تصفح بعض مواقع الإنترنت أو الدخول إلى بعض غرف الدردشة الموجودة على الإنترنت.
يمكنك أيضاً الانضمام إلى المنتديات وحلقات المناقشة التي يجريها بعض الآباء والأمهات، أو الانضمام إلى إحدى الدورات التدريبية الخاصة بهذا المجال.
لم يعد التحدي القائم في وقتنا الحاضر يتركز حول كيفية الحصول على النصيحة، بل أصبح يدور حول إيجاد النصيحة السديدة التي تعود عليك وعلى طفلك بالنفع وتطبيقها بشكل مناسب.
ولأنّ الخبراء غالباً ما لا يتفقون على شيءٍ واحد، لذا فإنّ الوصية الأفضل هنا أن يرى كلّ أب وكلّ أُم النصائح المناسبة لهما ولأبنائهما ويطبقاها، وبهذه الطريقة سيتمكنان من التعرف إلى القيمة الفعلية لهذه النصائح.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق