• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ذكرى المولد النبويّ.. ذكرى للرسالة الإلهيّة

أسرة البلاغ

ذكرى المولد النبويّ.. ذكرى للرسالة الإلهيّة

أجواء ذكرى المولد النبيّ الشريف محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).. أجواء ذكرى الرسالة، فنحن لا نستطيع أن نفصل بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين رسالته وهو الرسالة الناطقة. كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجلي معاني القرآن في أخلاقه، فكانت أخلاقه القرآن، وكان يجسّد القرآن في روحانية (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ) (التوبة/ 128). مولد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يمثِّل حركتنا في اتجاهه، يمثِّل حركتنا في مسيرته المباركة، ويمثِّل انفتاحنا عليه على عقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المشرق بالله وعلى قلبه المشرق بكلِّ المحبّة والعاطفة والحنان على الناس.

فلننطلق مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع نبيّ الرحمة ولنعش آفاقه ولنتجدّد بتجدّد ذكراه ولنركز إسلامنا في الحياة كلّها وفي الواقع ولنبنِ في كلِّ بيت من بيوتنا بيتاً للإسلام (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف/ 67). في القيامة تُقطع العلاقات إلّا علاقات الإيمان والصداقات التي ستبقى الصداقة القائمة على التقوى والتي تنطلق من الحبّ في الله والبغض في الله والصداقة التي تنطلق من المولاة لأولياء الله ومعاداة أعداء الله تعالى (وَالعَصْر * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفي‏ خُسْرٍ* إِلَّا الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر/ 1-3). فمن عمق شخصية الفرد الذي يعيش البلاء نجد بعمقه الواسع وتواصي بعضهم البعض بالحقِّ ويوصي بعضهم بعضاً بالصبر ممّا يؤدِّي إلى التواصي بالرحمة بأن يرحم بعضهم بعضاً. فعندما نتحدّث عن أخلاقه الرسالية (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4)، (فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظّاً غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ) (آل عمران/ 159)، فقد كنت يا نبيّ الإسلام اللين في كلامك فلا ينطلق منك الكلام إلّا بكلِّ رقة وعذوبة ورحمة وانفتاح وصاحب القلب الكبير الذي يتفجّر حناناً وعاطفة ومحبّة واحتضان لكلِّ الناس.

لذلك علينا أن نأخذ الدروس والعِبر من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، علينا أن نربّي ألسنتنا على الكلمة الطيِّبة اللينة وأن نربّي قلوبنا على المحبّة والرحمة، هكذا كانت سيرته العطرة سيرته مع أُمّته يتعامل مع الجميع بعاطفة أبوية حانية تنفجّر حبّاً فياضاً وحناناً غامراً. الحديث عن تعاليم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث عن رسالة الله الخاتمة بكلِّ ما انطوت عليه من فكر ومفاهيم وتصوّرات وتوجهات وشرع الله تعالى لعباده أن يترسموا خُطى رسول الله (لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيراً) (الأحزاب/ 21). مجلسه (صلى الله عليه وآله وسلم) مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، كان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له وإن كان شاهداً زاره وإن كان مريضاً عاده. فقد رُوِي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «أمَرَني رَبّي بسَبعِ خِصالٍ: حبِّ المَساكينِ، والدُّنُوِّ منهم، وأن أكثِرَ من «لا حَولَ ولا قوّةَ إلّا باللهِ»، وأن أصِلَ بِرَحِمي وإن قَطَعَني، وأن أنظُرَ إلى مَن هو أسفَلُ منّي ولا أنظُرَ إلى مَن هو فَوقِي، وأن لا يَأخُذني في اللهِ لَومَةُ لائمٍ، وأن أقولَ الحقَّ وإن كان مُرّاً، وأن لا أسألَ أحداً شيئاً».

ارسال التعليق

Top